الخروقات تهدد الهدنة الروسية بحلب في ساعتها الأولى
دخلت الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها روسيا في مدينة حلب، شمالي سوريا، حيز التنفيذ، إلا أن الخروقات تهدد استمرارها لمدة 3 أيام كما كان مقررا
دخلت الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها روسيا في مدينة حلب، شمالي سوريا، حيز التنفيذ، والتي تهدف بحسب موسكو إلى إجلاء مدنيين ومقاتلين راغبين في مغادرة أحياء المدينة الشرقية.
وأعلن الجيش السوري بدوره مساء الأربعاء أن الهدنة الإنسانية في الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب ستطبق على مدى 3 أيام لثماني ساعات يوميا بدءا من صباح الخميس، بعدما كانت روسيا تحدثت عن سريانها ليوم واحد.
وتهدف الهدنة الإنسانية بحسب روسيا إلى فتح الطريق أمام إجلاء مدنيين ومقاتلين راغبين بمغادرة الأحياء الشرقية عبر 8 ممرات، اثنان منها للمقاتلين، هما طريق الكاستيلو شمال حلب وسوق الهال في وسط المدينة.
ورغم أن الهدنة مازالت في ساعاتها الأولى إلا أنها شهدت خروقات تمثلت في إطلاق رشاقات نارية صباح الخميس عند أحد المعابر بين شطري مدينة حلب السورية، المحددة في الهدنة الروسية، بعد وقت قصير من دخولها حيز التنفيذ، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكد مصور لفرانس برس من الجهة الغربية من معبر بستان القصر سماع طلقات نارية. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بدورها أن "التنظيمات الإرهابية تستهدف معبر بستان القصر بقذيفة صاروخية وطلقات رشاشة وقناصة".
وأفاد مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية المحاصرة أن سكانا يبدون رغبتهم بالمغادرة لأنهم تعبوا من الحصار والقصف، لكنهم في الوقت نفسه لا يثقون بالنظام.
ويعيش 250 ألف شخص في شرق حلب في ظروف إنسانية صعبة في ظل تعذر إدخال المواد الغذائية والأدوية والمساعدات منذ 3 أشهر.
ووجدت الأمم المتحدة أن الهدنة التي أعلنت عنها روسيا غير كافية.
وقال موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا إن الهدنة "كافية إذا ما طبقناها سريعا لتنفيذ عملية إخلاء طبي (...) في الواقع ما نحن بحاجة إليه في الحال هو التمكن من إجلاء 200 جريح منذ أيام عديدة".
-وقف القصف-
وتشهد الأحياء الشرقية في حلب منذ 22 سبتمبر/أيلول الماضي هجوما لقوات النظام تزامن مع غارات روسية كثيفة وأخرى سورية أوقعت مئات القتلى وألحقت دمارا كبيرا لم تسلم منه المستشفيات.
وبعد حوالى شهر على الهجوم، تشهد الأحياء الشرقية منذ صباح الثلاثاء هدوءا، بعدما أعلنت موسكو وقف القصف الجوي تمهيدا للهدنة الإنسانية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام قمة روسية-فرنسية-ألمانية في برلين مساء الأربعاء إن بلاده مستعدة "لتمديد وقف ضرباتها الجوية" على حلب "قدر الإمكان".
ووصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بدوره ما يجري في حلب في ختام لقائه بوتين والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل بـ"جريمة حرب".
وأضاف "أول الموجبات هو وقف القصف من قبل النظام وداعميه"، موضحا "لدينا انطباع بأنه يمكن تمديد الهدنة، ولكن يعود للنظام السوري ولروسيا أن يبرهنا عن ذلك".
وأكدت موسكو الأربعاء أن المقاتلات الروسية والسورية "ستبقى على مسافة 10 كلم من حلب" خلال الهدنة، كما أعلنت دمشق أن الجيش السوري انسحب "إلى مسافات تسمح للمسلحين بمغادرة الأحياء الشرقية".
وجدد الجيش السوري دعوته "جميع المسلحين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب إلى ترك السلاح".
وتعد مدينة حلب الجبهة الأبرز في النزاع السوري، وهي تشكل محور المباحثات الدولية منذ تصاعد التوتر الروسي الأميركي على خلفية انهيار هدنة في 19 أيلول/سبتمبر بعدما صمدت أسبوعا.
aXA6IDMuMTQ1LjY2LjE5NSA=
جزيرة ام اند امز