أزمة أوكرانيا.. قصف متبادل وتحركات للوصول لتفاهمات
لا تزال الأزمة الأوكرانية تمر بمرحلة إعلان الضحايا والتحركات الدولية للوصول لتفاهمات من جهة، وتقديم مساعدات غربية لكييف بالجهة الأخرى.
فاليوم الثلاثاء، أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن أكثر من 5 آلاف مدني قتلوا في أوكرانيا منذ العمليات العسكرية الروسية في 24 فبراير/ شباط الماضي
وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان، التي لديها العشرات من مراقبي حقوق الإنسان في الجمهورية السوفيتية السابقة، في تحديثها الأسبوعي، إن 5024 شخصا قتلوا وأُصيب 6520 آخرون.
وقُتل الآلاف وشُرد الملايين وتحولت مدن أوكرانية إلى أنقاض منذ أن أرسلت روسيا قواتها إلى أوكرانيا في أكبر عمليات عسكرية تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وتبادل الطرفان اتهامات باستهداف المدنيين ونفى كل طرف ذلك.
يأتي ذلك فيما أعلنت أوكرانيا الثلاثاء أنها قصفت ليلاً القوات الروسية في منطقة خيرسون جنوب البلاد، بينما اتهمتها روسيا باستهداف منازل.
وقالت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية إنها خلال "عملية خاصة" حررت خمسة أوكرانيين، هم جندي وشرطي سابق وثلاثة مدنيين، احتجزهم قوات روسية في منطقة خيرسون، مؤكدة "أنهم الآن تحت رعاية السلطات الأوكرانية ويتلقون العلاج المناسب".
وجنوباً، شنت القوات الروسية الثلاثاء ضربات صاروخية "مكثفة" على ميكولايف وأصابت منشأتين طبيتين ومباني سكنية، على ماذكر رئيس بلدية المدينة أولكسندر سينكيفيتش.
وأسفرت هذه الهجمات التي نفذت حوالي الساعة الرابعة صباحا (01,00 ت غ) باستخدام ما لا يقل عن 19 صاروخا من طراز سميرش وتورنيدو، عن إصابة 12 شخصا، بحسب حاكم المنطقة فيتالي كيم.
وعلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تلجرام قائلاً: "لقد تجاوز الترهيب الروسي منذ فترة طويلة الخط الذي أظهر للكثيرين في العالم المتحضر أن معاقبة روسيا، بعد كل ما فعلته روسيا في أوكرانيا، هي قضية تتعلق بالأمن العالمي".
بدوره، أكد الجيش الروسي أنه دمر نظام "هاربون" بواسطة صاروخ إسكندر في بيرزان، في منطقة أوديسا (جنوب)، بالإضافة إلى وحدات عسكرية ومستودعات ذخيرة في منطقة ماتفييفكا في ميكولايف.
وعلى صعيد المساعدات، وافق وزراء مالية الاتحاد الأوروبي، من جانبهم، على منح مساعدة مالية جديدة بقيمة مليار يورو لأوكرانيا، ليصل بذلك إجمالي المساعدة المالية التي قدمتها دول التكتل لأوكرانيا إلى 2,2 مليار يورو منذ العمليات العسكرية.
من جهتها، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية الثلاثاء أن واشنطن ستقدّم مبلغا إضافيا قدره 1,7 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا على تمويل "الخدمات الأساسية".
وسيتم تقديم المبلغ عبر البنك الدولي، وهو جزء من حزمة مساعدات بقيمة 7,5 مليار دولار أقرها الرئيس جو بايدن في مايو/ أيار الماضي.
وعلى صعيد المحاولات الدولية، يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان محادثات ثنائية على هامش قمة مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تتناول الملف السوري في طهران الأسبوع المقبل، وفق ما أعلن الكرملين الثلاثاء.
تحاول أنقرة لعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا، فيما تنوي طهران، بحسب واشنطن، تزويد موسكو بـ "مئات الطائرات المسيّرة".
من جانبها، أعلنت تركيا أنها ستستضيف وفدين من روسيا وأوكرانيا إلى جانب دبلوماسيين من الأمم المتحدة الأربعاء لبحث استئناف إيصال شحنات الحبوب المتوقفة عبر البحر الأسود.