الغابة المخيفة.. أخطر منطقة لا يتمنى الجيشان الروسي والأوكراني دخولها
بصوت خافت تقرع طبول الحرب على حدود روسيا وأوكرانيا ومعها تحركات عسكرية "باردة"، لكن كلا الطرفين يخشى مواجهة قد تشمل "الغابة المخيفة".
ففي شتاء يناير/كانون الثاني القارس التزم الجيش الأوكراني بتسيير دوريات عسكرية مكثفة في غابة ثلجية مهجورة منذ فترة طويلة، حيث موقع أسوأ كارثة نووية شهدها العالم عام 1986.
وتتزايد مخاوف الجيشين الروسي والأوكراني من دخول المنطقة المحيطة بمفاعل تشيرنوبل، المتوقف عن العمل حاليا، والمدن مهجورة، والمنطقة بأكملها الواقعة في الشمال الأوكراني.
وعزت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مخاوف الجيشين من دخول الغابة، إلى أن المنطقة التي لا تزال "مشعة للغاية"؛ حيث تبدو وكأنها المكان الأكثر رعبا على وجه الأرض وآخر ما يرغب أي شخص في غزوه.
عسكريا يمثل الدخول لمنطقة الشمال الأوكراني المرور عبر منطقة معزولة حول محطة تشيرنوبل للطاقة، حيث تسبب انهيار المفاعل عام 1986، في أسوأ كارثة نووية في التاريخ.
وتحدث اللفتنانت-كولونيل يوري شاخرايتشوك من حرس الحدود الأوكراني للصحيفة الأمريكية قائلا: "لا يهم إذا كانت المنطقة ملوثة أو لا أحد يعيش بها. إنها أرضنا وبلدنا وعلينا الدفاع عنها".
لكن التقديرات تشير إلى أن القوات الأوكرانية المتواجدة في المنطقة الشمالية والتي يطلق عليها (منطقة تشيرنوبل المحظورة) لن تكن كافية لصد أي غزو.
وأضاف المسؤول العسكري الأوكراني: "نجمع المعلومات حول الوضع على طول الحدود وننقلها إلى وكالات المخابرات الأوكرانية".
ومر ما يقارب 36 عاما على انفجار مفاعل تشيرنوبل النووي، لكن آثاره المخيفة تركت بصمات إشعاعية في أجزاء من أوكرانيا وبيلاروسيا وروسيا بسقوط إشعاعي.
وعلى مدار سنوات مرت، رصدت عشرات العدسات منازل مهجورة ومبان كاملة في أوكرانية لكنها خالية منذ أبريل/ نيسان 1986 لكونها تقع في منطقة تشيرنوبل الشاسعة الفارغة حاليا.
وحشدت روسيا عشرات الآلاف من الجنود على حدودها الشمالية مع أوكرانيا - حيث أقصر طريق للغزو - فيما تخشى دول الغرب أن يكون ذلك تمهيدا لشن هجوم جديد على الجمهورية السوفيتية السابقة.
وتنفي روسيا أنها تخطط لشن هجوم لكنها تقول إنها قد تقوم بعمل عسكري لم تحدده إذا لم يتم تلبية قائمة من المطالب، تطرحها على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.
في المقابل، تكثف كييف من تسيير دوريات عسكرية في الغابة المخيفة والتي لا تزال مشعة؛ إذ يقف جنودها حاملين أسلحة ومعدات للكشف عن التعرض للإشعاع.
وأجبرت كارثة محطة تشيرنوبل للطاقة النووية في جمهورية أوكرانيا السوفيتية السابقة عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم خلال أسابيع فقط بعد أسوأ حادث نووي في التاريخ.
aXA6IDMuMTQ3LjczLjg1IA== جزيرة ام اند امز