صبا صبري فواز تخطف الأنظار في الجونة.. وكاريكاتير ساخر يشعل الغضب

أثار الفنان صبري فواز وابنته صبا حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهورهما على السجادة الحمراء في مهرجان الجونة، وتصدّرت صورهما «الترند»، عقب حملة هجوم شنّتها بعض اللجان الإلكترونية بسبب إطلالة ابنته الشابة.

ورغم أن الإطلالة كانت بسيطة وأنيقة ومناسبة لسنّها، إلا أن بعض الصفحات تداولت تعليقات سلبية وصورًا ساخرة، في حين رد عدد كبير من المتابعين مدافعين عن صبا، مؤكدين أن ملابسها عادية جدًا لبنت في سنها، وتعبّر عن جيلها بذوق راقٍ ووعي.

إطلالة ابنة فواز.. بساطة وذوق يعكسان جيلها

لفتت «صبا» الأنظار بإطلالة أنيقة خطفت عدسات المصورين، إذ ظهرت بستايل يجمع بين البساطة والعصرية؛ حيث ارتدت جاكت وبنطلون من الجلد باللونين الأبيض والأسود، وهي ألوان كلاسيكية تعبّر عن الذوق الرفيع وتناسب طبيعة المهرجان، بعيدًا عن المبالغة أو البهرجة في الأزياء. بطريقة أثارت إعجاب جمهورها الذي اعتبر أن ابنة الفنان المثقف ورثت عنه البساطة والذوق الهادئ، وأن مظهرها شيك ومعبر عن جيل جديد لا يتقيّد بالقوالب الجاهزة أو المقاييس المعلّبة للجمال.

وقال أحد المتابعين في تعليق لافت: "اللبس اللي كانت لابساه بنت صبري فواز شيك جدًا، بسيط ومش ملفت، وده في حد ذاته رقي. واضح إنها بنت مثقفة ومتربية على الذوق الهادي مش اللمعان الفاضي". بينما أشار آخرون إلى أن اختيارها للألوان المحايدة أظهر نضجًا ووعيًا في التنسيق، على عكس ما يُتوقع من فتاة صغيرة في مثل عمرها، وهو ما يعكس — حسب تعبير بعضهم — "تربية قائمة على البساطة والذوق الفني".

واللافت أيضًا هو قصة شعرها الكيرلي التي لاقت إعجاب عدد كبير من الفتيات على السوشيال ميديا، واعتُبرت تعبيرًا عن الحرية الطبيعية في المظهر، بعيدة عن النمط المعتاد لدى بنات جيلها اللواتي يلجأن غالبًا لتسريحات متشابهة ومصطنعة.

إحدى المتابعات كتبت في تعليقها: "اللوك كله جميل.. شعرها طبيعي وملابسها شيك ومريحة. حسيت إنها شبه بنات جيلها فعلاً من غير تصنع.

فنان كاريكاتير يثير الجدل 

وفي سابقة غريبة، تداول روّاد مواقع التواصل صورة كاريكاتيرية تهكمية رسمها أحد فناني الكاريكاتير، تناول فيها الفنان صبري فواز وابنته بطريقة اعتبرها كثيرون مسيئة، ما دفع عدداً من النشطاء للمطالبة برفع دعوى قضائية ضد الرسام بتهمة التنمّر والإساءة إلى الحياة الشخصية للفنان وعائلته.

من جانبه، لم يصدر صبري فواز أي تعليق مباشر على الواقعة، مكتفياً بالصمت، وهو ما اعتبره البعض رداً راقياً يليق بشخصيته المعروفة بالهدوء والتعقل، خاصة أنه دائمًا ما يرفض الانجرار وراء المهاترات الإلكترونية، مفضّلًا الرد بفنه ووعيه.

ابنة مثقفة.. ونتاج تربية فنية وواعية

صبا هي الابنة الصغرى للفنان صبري فواز وشقيقها الأكبر هو مروان، ويُطلق عليها والدها لقب «الحلوة أم أبوها» تعبيرًا عن حبه الشديد لها. تبلغ من العمر 15 عامًا فقط، وتحب عالم الأنمي الياباني وتتابعه بشغف، كما كانت تدرس في مدرسة بور سعيد للغات، وحققت العام الماضي المركز الثاني في مسابقة التمثيل على مستوى المعاهد القومية للمرحلة الإعدادية.

وتربطها علاقة قوية بوالدها، الذي يشارك دائمًا صورها في المناسبات الخاصة، ويصفها بأنها «ابنته وصديقته» في الوقت نفسه. منذ صغرها عُرفت بخفة ظلها، حيث كانت تنشر فيديوهات كوميدية عبر مواقع التواصل تتناول فيها طريقة حياة الفنانين بأسلوب ساخر. عبّرت أكثر من مرة عن رغبتها في دخول مجال التمثيل مستقبلًا، وهو ما رحّب به فواز مؤكدًا أنه لن يمنعها من اختيار طريقها الفني طالما تريده عن اقتناع.

ويقول فواز في أكثر من لقاء إنه يعلّمها دائمًا أن تكون إنسانة حرة تحترم نفسها والآخرين، وأن الحرية بالنسبة له قيمة أساسية في الحياة والتربية، وهو ما انعكس على شخصيتها الواثقة واختياراتها الهادئة في المظهر والتصرف. في أحد اللقاءات التلفزيونية على قناة «ETC»، أجرت صبا مداخلة هاتفية غيّرت فيها صوتها لتوهم والدها بأنها إحدى معجباته، قبل أن تكشف عن نفسها وتطلب منه كيكة آيس كريم بطريقة طريفة، كما أهدته في أحد أعياد ميلاده قصيدة كتبتها بنفسها عبّرت فيها عن حبها الكبير له.

وظهرت صبا في عدد من المناسبات الفنية والاجتماعية برفقة والدها، منها مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في نوفمبر 2024، كما ترافقه أحيانًا في تدريباتها على ركوب الخيل في أحد نوادي الفروسية بمدينة السادس من أكتوبر، حيث تمارس هذه الهواية بشغف كبير.

صبري فواز.. الفنان المثقف

الفنان صبري فواز يُوصف من قِبل النقاد بأنه الفنان المثقف، إذ عُرف بدفاعه الدائم عن الحرية والتعبير واحترام الرأي الآخر، وهي القيم التي يحرص على غرسها في أبنائه، ما يفسّر ظهور ابنته بهذا التوازن والوعي في اختياراتها.

وقدّم فواز خلال مسيرته أدواراً جسدت عمق الإنسان المصري، مستخدمًا تكنيكات تمثيل عالمية جعلته يدخل قلوب الجماهير بسرعة، ليصبح أحد أكثر الفنانين تأثيرًا على الساحة الفنية خلال العقدين الأخيرين. ويرى فيه الجمهور فنانًا صاحب فكر ورؤية، يجمع بين الموهبة والوعي، ويقدّم الفن بوصفه رسالة اجتماعية وثقافية لا مجرد وسيلة للظهور أو الشهرة.

الحرية تبدأ من التفاصيل

ويرى متابعون أن ما حدث في مهرجان الجونة لم يكن سوى امتداد لفكر صبري فواز الذي يربّي أبناءه على الحرية والاختيار المسؤول، وهو ما تجسد في بساطة إطلالة ابنته وثقتها بنفسها.

فهي لم تسعَ لأن تكون نسخة من فتيات المهرجانات الأخريات، بل ظهرت على طبيعتها، وعبّرت عن جيلها بطريقتها الخاصة، دون تكلّف أو استعراض.

وفي هذا السياق، علّق أحد المتابعين قائلًا: "الإطلالة كانت رسالة غير مباشرة من جيل جديد يعبّر عن نفسه بحرية وبساطة. بنت صبري فواز كانت نموذجًا للذوق الهادئ اللي محتاجينه في الحياة وسط مليان ضجيج ألوان وشهرة مصطنعة".