من الأضاحي إلى الملابس.. الغلاء يسرق فرحة العيد في اليمن

تفاقمت معاناة اليمنيين مع اقتراب عيد الأضحى، إذ أصبح ارتفاع أسعار مستلزمات العيد فوق طاقة الكثيرين، مما يثقل كاهلهم في ظل أوضاع معيشية متردية أصلاً.
ووصلت أسعار الملابس والمواشي في الأسواق المحلية إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، متأثرةً بانهيار سعر صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.
يأتي هذا، وسط تأخر صرف مرتبات نسبةٍ كبيرة من موظفي الدولة، في جنوب اليمن وانقطاعها كليا في شمال اليمن الخاضع للحوثيين، حيث بات غالبية اليمنيين عاجزين عن شراء أضحيةٍ عيديةٍ واحدة، أو حتى بملابس عائلة كاملة، بحسب خبراء اقتصاديين.
أضاحي أسعار غير مسبوقة
ففي جانب أضاحي العيد، تشهد أسواق المواشي في عدن وتعز والحديدة وصنعاء ارتفاعًا ملحوظًا وحادًا في أسعار الأضاحي هذا العام؛ مما أثار استياءً واسعًا بين المواطنين، الذين أكدوا أن هذه الارتفاعات تجاوزت القدرة الشرائية للسواد الأعظم من العائلات.
وقال مواطنون لـ"العين الإخبارية" إن أسعار الأضاحي هذا العام بلغت مستوياتٍ قياسية، حيث وصل سعر الخروف الواحد إلى أكثر من 400 ألف ريال يمني بعدن، فيما تراوحت أسعار الأبقار ما بين 1.5 مليون إلى 2 مليون ريال؛ ما يجعلها في غير متناول البسطاء.
وأرجع بعض البائعين في أسواق الماشية هذا الارتفاع إلى عوامل متعددة، من بينها ارتفاع تكلفة الأعلاف وقلة المعروض نتيجة الحرب وتأثيرات الظروف الاقتصادية والمضاربة في السوق، مؤكدين أن الأسعار تخضع لآلية العرض والطلب دون تدخل مباشر من قبل التجار.
- تكرير النفط يزدهر.. ارتفاع هوامش الربح يعزز الأداء المالي للشركات
- تراجع نشاط المصانع الصينية في مايو.. تأثيرات الرسوم الأمريكية
ملابس للعيدين
وعلى الطرف الآخر، تبقى ملابس العيد هي الأخرى من الاحتياجات صعبة المنال بالنسبة لمحدودي الدخل في اليمن، حتى أن غالبيتهم يلجأون إلى حيلٍ مبتكرة لتجنب شرائها.
ويشير عدد من المواطنين، إلى أن ارتفاع أسعار الملابس مستمر منذ عيد الفطر الماضي، وليس فقط خلال عيد الأضحى الحالي، حيث تتراوح سعر بدلة الأطفال الواحدة ما بين 30 - 50 ألف ريال يمني.
ولهذا فقد اضطر المواطنون إلى شراء ملابس لأطفالهم في عيد الفطر السابق، وبعد لبسها يتم الاحتفاظ بها لإعادة ارتداءها مجددًا في عيد الأضحى الحالي.
ويعتقد المواطنون أنهم بهذه الطرق والحيل التي يلجأون إليها، يعملون على توفير تكاليف العيد، والتخفيف من وطأة شدتها على كواهلهم، في ظل ارتفاع أسعارها التي وصفوها بـ"الجنونية".
ودعا مواطنون التقتهم "العين الإخبارية" الحكومة اليمنية، وعبر رئيس وزرائها الجديد، إلى وضع حلول لكبح جماح هذه الارتفاعات المتواصلة في الأسعار، ليس فقط في الأضاحي والملابس، ولكن في كافة الاحتياجات الأساسية والمواد الغذائية.
تأثيرات أسعار الصرف
ويرى الخبير الاقتصادي اليمني، محمد باعامر، أن هذه الارتفاعات الكبيرة في أسعار الملابس والأضاحي تتناقض بشكل صارخ مع الدخل الشهري للموظفين الحكوميين، الذين لا يتجاوز متوسط مرتبات معظمهم 70 ألف ريال، وهو مبلغ بعيد كل البعد عن تلبية الاحتياجات الأساسية، ناهيك عن شراء أضحية أو ملابس لكافة أفراد الأسرة.
ويُرجع باعامر، خلال حديثه مع "العين الإخبارية"، أسباب هذه الارتفاعات إلى انهيار سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية الأخرى، معتبرًا أن هذا السبب الرئيسي الذي انعكس بظلاله القاتمة على الوضع المعيشي العام في البلاد.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن تدهور سعر الصرف، جعل كافة تعاملات الشراء والبيع قائمة على العملة الصعبة، وتحديدًا الريال السعودي الذي باتت كافة السلع المتداولة تتم عبره في كافة أنحاء اليمن، في ظل ارتفاع سعر الصرف.
وطالب باعامر في ختام تصريحه، الحكومة اليمنية إلى التحرك العاجل لإنقاذ المواطنين من هذا الوضع، واتخاذ إجراءات كفيلة باستقرار العملة، بالإضافة إلى انتظام صرف مرتبات المواطنين المتأخرة؛ للتخفيف من تأثيرات المشهد المعيشي عليهم.