بعد أيام من الهدوء الحذر.. الغرياني يدق طبول الحرب في طرابلس
وسط هدوء حذر، دقت عودة جديدة لمفتي "الإرهاب" بليبيا، الصادق الغرياني، طبول الحرب في العاصمة طرابلس.
فمفتي الإرهاب في ليبيا والذي "يقتات" على الفتاوى التحريضية ضد المؤسسات التي لا تسير على مواقفه، أطل برأسه مجددًا خلال الساعات القليلة الماضية، داعيًا إلى احتجاجات ومظاهرات بالآلاف أمام السفارات الغربية في العاصمة طرابلس، مدعيًا أن "العدو الأول" للمصالحة في ليبيا هو البعثة الأممية والمجتمع الدولي.
وفيما طالب الغرياني، بالخروج كل جمعة إلى الساحات والميادين للتنديد والمطالبة برحيل البعثة الأممية من ليبيا، عاد ليناقض نفسه، قائلا إن "المصالحة الجارية حاليًا في ليبيا، يقف خلفها البعثة الأممية ومخابرات بعض الدول".
دعوات "مسمومة"
ورغم أن تصريحات الغرياني لم يفهم منها ما إذا كان سبب دعوته للخروج للمظاهرات هو سلوك البعثة الأممية الداعي للمصالحة في ازدواجية معايير "واضحة"، إلا أن ثمة سبب يقف خلف تلك الدعوات "المسمومة"، يتمثل في ترك الساحات والميادين لتنظيم الإخوان الذي يحاول العودة مجددًا إلى الساحة الليبية، رغم لفظه شعبيًا، وفق مراقبين.
وهو ما أشار إليه الغرياني، بقوله: "الميادين يجب أن تعود لها قوتها وأن تنظم وتكون لها إدارة لتنظيم الكلمات واللافتات، وأن يكون للميدان قيادة مطاعة"، وهو المبدأ الذي تربي عليه جماعة الإخوان أتباعها.
تلك الدعوات التي وصفت بـ"المسمومة"، حذر منها مراقبون، مؤكدين أنها تهدف إلى إعادة تنظيم الإخوان مجددًا في الساحة الشعبية، بعد أن لفظه الشارع الليبي.
وحذر مراقبون من احتكاكات واشتباكات قد تشهدها العاصمة طرابلس خلال الفترة المقبلة، وخاصة مع إطلاق أول رصاصة، مما سيشعل حربا جديدة في المدينة التي لا زالت تعاني جراء وقوعها تحت سيطرة المليشيات المسلحة.
وعن عودة الغرياني، قال المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن مفتي الجماعات الإرهابية الصادق الغرياني كان ولا يزال محركا رئيسيا للمليشيات التي تأتمر بأمره، مؤكدًا أن فتاويه تعد "ملزمة وحاسمة" بالنسبة للمليشيات.
مجابهة البرلمان
وأوضح المحلل الليبي، أن دعوات الغرياني جاءت لمجابهة تحركات مجلس النواب والحكومة الليبية والمؤسسات السيادية، بهدف التصدي لهذه التحركات خوفاً من أن تؤدي هذه التحركات لإزاحة حكومة عبدالحميد الدبيبة، وبالتالي زوال مشروع الغرياني وزمرته.
وحذر الأوجلي من دعوات الغرياني، قائلا، إنها كانت على الدوام الوقود الذي يحرك المليشيات ويشعل الحروب والصراعات، مشيرًا إلى أن كلمات الغرياني وتحريضه سيجعلان من طرابلس ساحة حرب حقيقية؛ إذا ما نظرنا للوضع "الشائك" على الأرض.
خياران للدبيبة
وقال المحلل الليبي، إن تلك الدعوات حصرت الغرياني بين خيارين لا ثالث لهما؛ الأول هو محاولة لدفع الدبيبة للحفاظ على منصبه ومواجهة شرعية باشاغا المستمدة من مجلس النواب، فيما الثاني يتمثل في محاولة للضغط على رئيس الحكومة "المقالة" لتحصيل صفقة معينة أو تنفيذ مطالب بعينها، مقابل استمرار المليشيات في تقديم الدعم له.
وأشار إلى أن الغرياني يريد من كافة المناصرين أن يجتمعوا خلف راية تنظيم الإخوان، حتى يسهل عليه تمرير فتاويه وأجنداته بدون أية مصاعب ودون معارضة من أي طرف، لوجود نزاعات حقيقية على الأرض بين قادة المليشيات، وخاصة بعد مناصرة جزء كبير منهم لحكومة باشاغا.
aXA6IDE4LjIxNy4xMzIuMTA3IA== جزيرة ام اند امز