السعي بين الصفا والمروة.. الشروط والضوابط
السعي بين الصفا والمروة من الشعائر الأساسية التي لا يصح حج المسلم دونها، وهو نسك يحكمه ضوابط و شروط ومن المهم تعرُّف الحاج عليها حتى يؤديها بطريقة صحيحة.
بدأت العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وخلاله يؤدي المسلمون واحدة من أعظم الفرائض وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، حيث يحج كل من استطاع بيت الله الحرام.
وحج بيت الله الحرام فريضة واجبة مرة واحدة في العمر على كل مسلم بالغ عاقل استطاع إليه سبيلاً، لقوله تعالى
"وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"،
ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا"، رواه أبو هريرة وأخرجه البخاري والترمذي ومسلم.
شروط السعي بين الصفا والمروة
السعي بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج والعمرة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بين الصفا والمروة:
"اسعَوا، فإن الله كتب عليكم السعي" رواه أحمد (6 /421)
وقال تعالى:
"إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا" [البقرة: 158].
الصفا والمروة اسم لجبلين صغيرين متقابلين، فأما الصفا فرأس نهاية جبل أبي قبيس وأما المروة فرأس منتهى جبل قُعَيقِعَانَ، وسمي الأول بهذا الاسم لأن حجارته من الصفا وهو الحجر الأملس الصلب، أما الثاني فسمي المروة لأن حجارته من المرو، وهي الحجارة البيضاء اللينة التي توري النار.
ويعد السعي من الصفا للمروة شوطا واحدا ومن المروة إلى الصفا شوط ثاني، وهكذا حتى يكمل السبعة.
وللسعي عدد من الشروط الواجب توافرها ليكون صحيحا، وتشمل:
1- أن يكون السعي سبعة أشواط
2- أن يكون السعي في المَسْعَى، وهو الطريق الممتد بين الصفا والمروة لفعل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ولقوله: "خُذُوا عني مناسككم"، فلو سعى خارج المَسْعَى، فلا يصح.
3- يشترط أن يبدأ السعي بالصفا ويختمَ بالمروة، فيكون سَعْيه من الصفا إلى المروة "شوطًا"، ثم من المروة إلى الصفا "شوطًا آخر"، وهكذا حتى يُكْمِل سبعة أشواط؛ فيكون آخرها بالمروة.
ضوابط السعي بين الصفا والمروة
السعي ركنٌ من الأركان التي لا يتم الحج والعمرة إلا بجميعها، ولا يُجبَر تركُه بدمٍ عند جمهور الفقهاء، ومن تركه أو ترك بعضه الرجوع إلى مكة والإتيان به حتى لو كان تركه بعذر، كأن يكون جاهلًا أو ناسيًا.
ويرى فقهاء الحنفية أن مَنْ ترك السعي كاملًا أو معظمَه في حج أو عمرة لعذر خارج عن إرادته فلا شيء عليه، ومَنْ تركه مِن غير عذر فعليه ذبح شاة، ومن ترك ثلاثة أشواط أو أقل من ذلك فعليه نصف صاع من بُرٍّ عن كل شوط، ومن القواعد المقررة شرعًا "أن من ابتلي بالمختلف فيه فله تقليد من أجاز".
ويجوز للحائض أن تَسْعَى بين الصفا والمروة لأنه لا تشترط الطهارة في السعي، لقول الرسول صلى الله عليه وسلّم لعائشة رضي الله عنها: "فَاقضِي ما يَقْضِي الحاجُّ غير ألا تَطُوفِي بالبيت" رواه البخاري (294)، (5548)، ومسلم (1211)، فلو حاضت المرأة بعد الطواف حول البيت، فإنها تؤدِّي سَعْيَها، ولا حَرَج عليها، لكن الطواف حول الكعبة تشترط فيه الطهارة.
سنن السعي بين الصفا والمروة
ومن سنن السعي الموالاة بين الأشواط بلا تفريق كثير ولا فصل طويل بينهما، بل يأتي بأشواط السعي متتالية، ويجوز له أن يفصل بينهما ويأخذ فترة من الراحة ولكن السُنة الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم هي الموالاة.
ويعتقد بعض الحجيج أنَّ الوضوء لازمٌ للسَّعي كلزومه للطَّواف، لكن الصواب أنَّ الوضوء لا يلزم السَّعي، فيجوز السَّعي على غير وضوء؛ لأن السَّعي لم يكن بالمسجد الحرام، ولكنه ضُمَّ بعد ذلك؛ فدخل ضمن المسجد في هذه الأيام.
الشك أثناء السعي بين الصفا والمروة
أما بالنسبة لمن يشك في أثناء السعي، فإنه يبني على الأقل، فلو شك أنه سعى 5 أشواط أو أربعة بنى على الأقل وهو 4 أشواط ويكمل بقية السعي، وإن كان الشك بعد الفراغ من السعي فإنه لا يضر، وهذا ما قاله الإمام النووي في كتاب "المجموع": "ولو شك في عدد الطواف أو السعي لزمه الأخذ بالأقل، ولو غلب على ظنه الأكثر لزمه الأخذ بالأقل المتيقن، هذا كله إذا كان الشك وهو في الطواف، أما إذا شك بعد فراغه فلا شيء عليه".
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4yMDEg جزيرة ام اند امز