"لأجل وطني".. رحلة مرهقة للوصول إلى معنى الهوية
مؤخرًا، عُرض فيلم "لأجل وطني" ضمن فعاليات الدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وسعى المخرج رشيد حامي، وهو فرنسي من أصل جزائري، إلى تسليط الضوء خلال هذا العمل على تجربته الشخصية، فطرح خلال الأحداث سؤالًا بشأن معاني الهوية والوطن.
وجاءت الإجابات متباينة بين وجهتي نظر متضادتين، أولهما تعتبر أن الوطن هو مكان النشأة، ووجهة النظر الأخرى تعتبر أن الوطن هو أي ملاذ يشعر فيه الشخص بالأمان.
عقب عرض الفيلم ضمن فعاليات "القاهرة السينمائي"، كشف مخرج "لأجل وطني" أنه وُلد في الجزائر سنة 1985، وهاجر إلى فرنسا رفقة والدته، منوهًا بأن قصة الفيلم مأخوذة عن حياته.
وألّف "حامي" هذا الفيلم في عام 2013، بعد عامين من من وفاة شقيقه، مفضلًا كتابة الأحداث في "سياق ملحمي" بحسب وصفه، مستهدفًا أن يتناول أمور الهوية بشكل أوسع من مجرد الجنسية، بحيث تصل للروابط العائلية داخل الأسرة، التي من شأنها أن تكوّن بمثابة وطن آخر للفرد.
أحداث فيلم "لأجل وطني"
تبدأ أحداث الفيلم بوفاة طالب في كلية سان سير العسكرية عيسى السعيدي، بعدها تشرع أسرته في تنفيذ إجراءات تشييع جثمانه، لكن الأمور تتعقد مع اتخاذ خطوات، من شأنها التعرف على السبب الحقيقي لوفاته.
بموجب ما سبق، رفض مسؤولون إتمام إجراءات تشييع الجنازة للطالب ذي الأصل الجزائري، مع ممارسة ضغوط على والدته بحيث تدفنه بأي شكل، وهو ما يتصدى له ابنها الأكبر، الذي طالب بمساواة شقيقه بالجنود الفرنسيين، بحيث يُدفن في مقابر الجيش.
من هذه النقطة، يرصد الفيلم قصة انتقال هذه الأسرة إلى فرنسا، بعدما قررت الفرار من ويلات الحرب الأهلية بحثًا عن الاستقرار.
وسلطت الأحداث الضوء على علاقة الشقيقين، فالأكبر، الذي يُدعى "إسماعيل"، يمثل مصدر قلق دائم للأسرة، لفشله في تحقيق ذاته، أما "عيسى" توجه لتايوان بغرض الحصول على منحة دراسية، سعيًا منه للالتحاق مستقبلًا بكلية سان سير العسكرية.
عن فيلم "لأجل وطني"
يُذكر أن فيلم "لأجل وطني" هو من إنتاج فرنسي، ويتصدر بطولته كريم لكلو، ولبنى عزبال، وشاهين بومدين، ولورينت لافيت، وسمير قواسمي.
وحظي هذا العمل بردود فعل طيبة عقب عرضه للمرة الأولى ضمن فعاليات مهرجان البندقية السينمائي، في سبتمبر/ أيلول الماضي.
aXA6IDE4LjExNi40My4xMDkg جزيرة ام اند امز