سلامة يلمح لتركيا: يتعين الالتزام بحظر تسليح الوفاق الليبية
المبعوث الأممي إلى ليبيا يقول إن ليبيا مهددة بحرب أهلية شاملة قد تؤدي إلى تقسيم دائم للبلاد ما لم يتدخل المجتمع الدولي.
طالب المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة بمنع التدخل الخارجي في ليبيا، خاصة من الدول التي تنتهك حظر التسليح المفروض على حكومة الوفاق.
جاء ذلك في إحاطة لمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، بشأن الأوضاع في ليبيا.
ويأتي ذلك بعد أيام من الكشف عن وصول سفينة تركية، إلى ميناء طرابلس، تحمل اسم "أمازون" ومحملة بنحو ٤٠ مدرعة.
وكان العميد خالد المحجوب، قد قال لـ"العين الإخبارية" الأحد: إنه بجانب هذه المدرعات، فإن الشحنة التركية تحمل أيضاً مقاتلين مرتزقة وإرهابيين سوريين وعراقيين.
وطالب سلامة بتشكيل لجنة تحقيق لإقصاء العناصر المطلوبة للجنائية الدولية والمشاركة في اشتباكات طرابلس.
كما حذر المبعوث الأممي من أن ليبيا على شفا حرب أهلية شاملة يمكن أن تؤدي إلى تقسيم دائم للبلاد ما لم يتدخل المجتمع الدولي، لوقف النزاع المسلح.
أن ليبيا على شفير الانزلاق إلى حرب أهلية، وأن المعارك في طرابلس أسفرت عن 460 قتيلاً، 29 منهم من المدنيين، وأكثر من 2400 جريحٍ، معظمهم من المدنيين، وأُجبر أكثر من 75 ألف مدني على النزوح إلى أماكن أكثر أمنا.
وأضاف سلامة أن ما لا يقل عن 100 ألف رجل وامرأة وطفل ما زالوا محاصرين في مناطق المواجهات بالعاصمة الليبية طرابلس.
وكشف المبعوث الأممي إلى ليبيا أن البعثة رصدت وجود أشخاص أصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحقهم مذكرات توقيف موجودين في الاشتباكات في طرابلس.
كما بدأ أعلام تنظيم داعش الإرهابي في الظهور في العديد من المناطق، ونفذ 4 هجمات إرهابية منذ بداية المعارك في طرابلس 4 إبريل/ نيسان الماضي.
وأشار سلامة إلى أن الفراغ الأمني المترتب على انسحاب العديد من قوات قائد الجيش الليبي خليفة حفتر من الجنوب، وتركيز القوات الغربية على الدفاع عن العاصمة، تم استغلاله بالفعل من قبل تنظيمي داعش والقاعدة.
وأكد سلامة أن العنف على مشارف العاصمة طرابلس ليس إلا مجرد بداية لحرب طويلة دامية على الضفاف الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، مما يعرض أمن جيران ليبيا المباشرين ومنطقة البحر الأبيض المتوسط بشكل أوسع للخطر.
وقال سلامة: "إن 11 سيارة إسعاف وعمال إغاثة تم استهدافهم، وأن من فعل ذلك لن يفلت من العقاب".
وعبر سلامة عن استيائه من التجاهل الصارخ لحماية العاملين في القطاع الطبي الحيوي، مذكرا بأن الاعتداء على العاملين في القطاع الطبي يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي.
وأعرب سلامة عن قلق عميق إزاء الارتفاع الحاد في وتيرة عمليات الاختطاف والاختفاء والاعتقال التعسفي منذ بداية المعارك بطرابلس، فقد تعرض ما لا يقل عن سبعة أشخاص من مسؤولين وموظفين للاحتجاز التعسفي أو الاختطاف في شرقي ليبيا وغربها، وكذلك تعرض الصحفيين للضغط والعنف والتهديد والوعيد على ضوء تغطيتهم لأحداث تتعلق بالنزاع على الأغلب.
وطالب سلامة مجلس الأمن والمجتمع الدولي أن يكون لهما دور منسجم في الحد من هذه الانقسامات والتخفيف من وطأتها، مؤكدا أنه لا يمكن حل الأزمة الليبية عسكرياً.
ونوه سلامة بأن ثمة مؤشرات عن محاولة فرع المؤسسة الوطنية للنفط في المنطقة الشرقية مجدداً تصدير النفط في انتهاك لنظام العقوبات المفروض، مشيرا إلى أن تلك المحاولات غير القانونية تهدد بتقسيم المؤسسة الوطنية للنفط، التي تعد مصدر الدخل الأكبر للبلاد وشبكة الأمان الاجتماعية الوطنية.
وبشأن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية أكد سلامة أن أسعار الغذاء ترتفع في ليبيا، وأن الكثير من المناطق تعاني من شح في الموارد، خاصة في الوقود لا سيما في طرابلس والشمال الغربي.
وحرص سلامة على تأكيد إبقاء الأمم المتحدة على وجودها النشط على الأراضي الليبية وتقديم المساعدات، موضحا "أنه منذ بداية الصراع، تلقى ما يزيد على 42 ألف شخص بعض المساعدات التي تقدمها برامج الأمم المتحدة".
وأكد سلامة أن 18 من أصل 22 بلدية بدأت منذ 30 من مارس/آذار في تعيين مسؤولين من خلال الانتخابات البلدية، داعيا مجلس الأمن لتوفير الدعم الكامل لتوصيل الانتخابات إلى كافة البلديات الليبية.
وأشار سلامة إلى أن استمرار النزاع أثر على النسيج الاجتماعي في ليبيا بالتآكل على نحو ينذر بالخطر، فإذا بأصوات الأطراف الداخلية والإقليمية تطغى على الأصوات التي تنادي بوقف القتال والمصالحة بين الأطراف المتحاربة، مستخدمة المنصات الإعلامية كسلاح لدس أخبار زائفة وأكاذيب وأقاويل لتأجيج الكراهية، معلنا إنشاء البعثة لآلية لرصد خطاب الكراهية في ليبيا.