مغربية تقتحم عالم الجزارة.. "سلوى" لا تذبح
في مهنة هيمن عليها الرجال وارتبطت بذوي العضلات المفتولة، تمضي المغربية سلوى بوزوبع في مهنة الجزارة لتنافس الرجال في عقر دارهم.
وفي المجتمع المغربي، ترتبط مُمارسة مهنة الجزارة وما يدور في فلكها من فروع بالرجال، إلا أن هذه المرأة ذات الـ 55 عاماً، قدمت نموذجاً جديداً للمرأة المغربية الطموحة والمُثابرة.
وسط مدينة الدار البيضاء، وفي أحد أحيائها الشعبية المعروفة بنشاطها التجاري الواسع، تقع منطقة يتمركز فيها الجزارون ومحلات الشواء وأكلات اللحم.
هُناك ذاع صوت سلوى، وقبلها اشتهر محل والدها بجودة لحومه.
وهي مُنهمكة في تقطيع اللحم لأحد الزبائن، تسترجع سلوى لـ"العين الإخبارية" ذكرياتها في هذا المحل، حيث كانت تتردد عليه إثر حياة والدها وهي طفلة لا تتجاوز السنوات الـ10.
ورثته عن والدها، بعدما كانت تُساعده طيلة سنوات، لأن لا إخوة ذكور لديها، وفي الأسرة لا توجد إلا هي وأختها الصُغرى.
تقول سلوى إنها عشقت الجزارة منذ الطفولة، لترددها الدائم على محل والدها ومُساعدتها له، بالموازاة مع دراستها آنذاك، خاصة بعد المرض الذي أقعده، لتكون بذلك خلفاً له.
بعد وفاة والدها، حملت سلوى مشعلاً لم تعتد النسوة حمله، وامتهنت حرفة لم يكن للنسوة فيها من قبل أي موطئ قدم.
في محلها الصغير، تتوسط سلوى 3 من مُساعديها، تُؤكد أنها لم تجد أية صعوبة في هذه المهنة، خاصة أنها ترعرعت بين أحضانها منذ نعومة أظافرها.
أقوم بكل شيء، ما عدا ذبح الأضاحي، لأن ذلك غير جائز شرعاً، تقول سلوى، مُسترسلة: "لم يشعر الزبائن، ولا حتى زملائي في المحلات المجاورة بأي شيء غريب، لأنهم اعتادوا وجودي".
وأكدت أنها تشتغل بكُل أريحية وسط الرجال، سواء زُملائها في المحلات المجاورة، أو أولئك الذين يشتغلون إلى جانبها داخل المحل. مُعلقة بالقول "نشتغل في جو من الاحترام والتقدير، والتعاون المتبادل".
"لا شيء مُستحيل"، تقول سلوى، "فالمرأة يُمكنها العمل في أي مهنة، فقط يلزمها الإرادة والعمل الجاد والدؤوب، وأنا شخصياً لم أجد أي صعوبة في هذه المهنة".
وتضيف: "على الرغم من اشتغالي وانهماكي في المحل، إلا أنني أعمل جيداً على التوفيق بين مهنتي وواجباتي تُجاه زوجي الذي يعمل في مجال التدريس، وأبنائي الثلاثة".
وختمت بالقول: "أحيي جميع النساء اللواتي يقمن بمهن كانت في السابق حكرا على الرجال، والآن لا يوجد اختلاف بين المرأة والرجل، فقط المثابرة هي المفتاح".