اللواء سمير فرج لـ"العين الإخبارية": لن تقوم للإخوان قائمة قبل 30 عاماً
تدمير الجيش المصري وتحويل القاهرة لنقطة إرهابية تقود لسيطرة المتطرفين على المنطقة وإشعال الأوضاع في كل الدول العربية وزراعة الإرهاب.
تلك هي مخططات الإخوان قبل ثورة "30 يونيو/حزيران" 2013، كما يراها، المفكر الاستراتيجي المصري، اللواء الدكتور سمير فرج.
فرج، أكد في حوار لـ"العين الإخبارية" أن "هدف الجماعة كان يتمثل في تفكيك الجيش والشرطة في مصر واستبدالهم بما يشبه الحرس الثوري".
المفكر الاستراتيجي أضاف كذلك أنه "لولا 30 يونيو/حزيران 2013، لاستمرت الجماعة لسنوات وسيطرت على مفاصل الدولة، مؤكدا أن "الجماعة انتهت ولن تعود قبل 30 عاما".. وإلى نص الحوار..
* ماذا لو لم تحدث ثورة 30 يونيو.. وبقيت الإخوان في حكم مصر؟
- الجماعة كانت ستمكث لمدة قد تمتد لـ50 عاماً في الحكم، فتلك الجماعة الإرهابية، كانت ستبدأ، أولاً، بالتخلص من الجيش المصري، وتأسيس ما يشبه الحرس الثوري، بديلاً عنه، أسوة بنهجهم المعتاد، الذي سلكته إيران بعد وصول الخميني للسلطة.
إذ تقوم شريعتهم على أن حرسهم الثوري يدين بالولاء للمرشد أو الفقيه، عكس الجيوش الوطنية التي تؤدي قسم الولاء للدولة، وليس للأشخاص.
وبالتخلص من الجيش الوطني، يتمكن تنظيم الإخوان الإرهابي من استباحة الحدود، والسماح بالتدخلات الأجنبية، والتفريط في السيادة المصرية.
ولو لم تقم ثورة 30 يونيو/حزيران، لأحكم تنظيم الإخوان سيطرته على مفاصل الدولة المصرية، بالزج بعناصره في مختلف وظائفها، حتى وإن كانوا غير مؤهلين لشغل تلك المناصب، بهدف الهيمنة على الدولة، تمهيداً لتحويلها إلى نموذج متخلف، يخدم أغراضهم، تختفي فيه الثقافة والفنون، بكل قنواتها، من تلفزيون، وسينما، ومسرح، وموسيقى، وغناء، وفنون الشعر، والرسم، والنحت، وغيرها من الفنون، غير آبهين بالدور الفعال للقوة الناعمة المصرية.
بل إن جماعة الإخوان كانت ستتمادى في تدمير جميع الآثار القديمة، كما فعلت مليشيات داعش الإرهابية في شمال العراق، من تدمير آثار الحضارات العراقية القديمة.
وغني عن الذكر أنه، تحت حكم الإخوان، كانت ستفقد المرأة المصرية مكانتها في المجتمع، وستسلب كل مكاسبها الثقافية، وحقوقها السياسية والاجتماعية والدستورية.
وعلى صعيد دولي، كانت مصر ستدخل في عزلة دولية، كحال إيران، منذ تولي الخميني مقاليد الحكم، فتدهور اقتصادها، نتيجة للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، رغم كونها من أثرى بلاد العالم، الغنية بالثروات الطبيعية، كالبترول، بل وأصبحت تصنف كدولة راعية للإهاب، ومرفوضة من المجتمع الدولي.
* ما الذي كانت تتضمنه خطة الإخوان لسيناء؟
الجماعة كانت تخطط لإقامة ولاية إسلامية في سيناء، تنطلق منها لتضم مصر بأكملها، فاستخدمت بمساعدة حماس 2000 نفق بين غزة ورفح لنقل الإرهابيين والسلاح والمتفجرات، بالإضافة إلى نقل مصابيهم للمعالجة هناك.
كانت تهدف إلى نشر الذعر والقلق لدى المصريين للمطالبة بإعادتها مرة أخرى، لكن تم القضاء على أذرعها والتصدي لمخططاتها الخبيثة، بل إن مصر أصبحت تقدم خبراتها للجميع في القضاء على الإرهاب.
ماذا عن الدعم المخابراتي لهم؟
كان الدعم الأمريكي واضحًا جدا، بدءًا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي خطط للسيطرة على المنطقة باستخدام المتطرفين. إن السفارة الأمريكية كانت قبل بعد أحداث يناير/كانون الثاني 2011 وقبل 30 يونيو/حزيران 2013 تقيم يوميا حفلات عشاء برئاسة السفيرة الأمريكية السابقة في مصر، آن باترسون، التي كانت تتحرك بكل قوة لدعم وزارات المقطم وذهبت لمقر مكتب الإرشاد.
ما أعمدة الاستراتيجية المصرية لمواجهة الإرهاب؟
أهم أعمدة تلك الاستراتيجية: القوات المسلحة والشرطة والتنسيق بينهما، في القضاء على الإرهاب في سيناء خلال 4 سنوات، في حدث اعتبر "معجزة أمنية".
إن قدرة القوات المسلحة على الصمون دون اختراق إخواني، صعب من مخططات الإسلام السياسي، وهو ما بدا واضحا، في تصريحات خيرت الشاطر النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان قال لقائد الحرس الثوري الإيراني الراحل قاسم سليماني: "لم نستطع إيجاد أحد في الجيش المصري ينتمي للإخوان".
فالقوات المسلحة كانت أولا بأول تنظف نفسها داخليا، وعند وجود أي شخص يؤيد فكر الإخوان، يتم طرده.
ماذا كانت مخططات الإخوان للشرطة؟
الإخوان كانوا يخططون للشرطة للانتقام منها؛ لأن أحد فروعها وهو الأمن الوطني، يتحفظ على جميع ملفاتهم، بالإضافة إلى أن جهاز الشرطة فضح مخططات الإخوان سابقا، فكان لابد من الإطاحة بها وتعيين محمد البلتاجي مشرفا عليها. إلا أن التنسيق بين الجيش والشرطة، دحض مخططاتهم.
*بعد 10 سنوات من إسقاط الجماعة الإرهابية.. كيف ترى مصر؟
مصر أصبحت الدولة الوحيدة المستقرة في المنطقة؛ فهي نجت من التقسيم الذي أراده الإخوان بفضل الشعب أولا ثم الجيش الذي حمى ثورة الغضب تجاه الجماعة ورئيسها.
وبالنظر إلى جارتها ليبيا، فإنها لا تزال كما هي بعد 12 عامًا من الفوضى وعدم وصول رئيس للحكم، فيما السودان دخل الآن نفقا مظلمًا؛ بسبب حكم الرئيس المعزول عمر البشير والإخوان والذين تركوا العديد من المليشيات الداخلية.
وكذلك اليمن الذي لن يعود قبل 15 عاما ولبنان وسوريا اللذان دمرا، بالإضافة إلى العراق الذي يحتاج إلى رئيس قوي لإنقاذه من التقسيم إلى ثلاث دول شيعية وسنية وكردية.
مصر تحارب الإرهاب الإخواني بعد إسقاطهم في 30 يونيو/حزيران، فما كان مخططهم للبلاد؟
إن استمرارهم في حكم مصر، كان من شأنه تجهيلها، وعودتها لعقود طويلة للخلف، لذلك أكرر أن التاريخ سيذكر أن أحد أهم إنجازات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، العظيمة، تخليصه لمصر من حكم جماعة الإخوان الإرهابية.
وكان الإخوان يريدون إدخال البلاد في حال فوضى، لإجبار الشعب على المطالبة بعودتهم مرة أخرى؛ لإنقاذهم من الفوضى والقتل، باعتبار أنهم الملجأ الوحيد، لكنهم لم يأخذوا العبرة من هزيمة 67 والتي وقف فيها الشعب خلف الرئيس جمال عبدالناصر ورفض تنحيته، وآثر دعمه للاستعداد للحرب من جديد.
إن الشعب المصري هو من جاء بالرئيس الإخواني الراحل محمد مرسي وجماعته وهو -كذلك- من عزله بالنزول بالملايين في مظاهرات ضده.
بعد مرور 10 سنوات.. هل يمكن أن تعود الإخوان مرة أخرى؟
يجب التفرقة بين من يعتنق فكر الإخوان كمذهب ديني، والطامعين في السلطة؛ فاليوم هم في إسطنبول ولندن يقيمون الندوات لمراجعة ماذا حدث، وتأكد لهم أنهم لم يكونوا مستعدين لحكم مصر، لذلك أعتقد أنه لن تقوم لهم قائمة قبل 30 سنة قادمة.
إن القيادات والكوادر أصبحت طاعنة في السن، فيما الكثير منهم في السجون، أما من هم خارج مصر فهم منقسمون إلى جبهتين أو أكثر وغير متفقين، مما يجعل من أي عودة قريبة لهم صعبة.
aXA6IDMuMTI4LjE5OC4xOTEg جزيرة ام اند امز