سمير غانم.. هل فتح "صانع البهجة" شهية الممثلين للغناء؟ (خاص)
يحتل الفنان سمير غانم، مكانة فريدة في قلوب الجماهير العربية، حيث عاش من أجل رسم الابتسامة على وجوه الملايين.
وظل "صانع البهجة" حتى آخر لحظة في حياته يرفع راية الفن الجاد، الذي ينتقد المشكلات الاجتماعية بأسلوب ساخر.
كان سمير غانم رائدا في فن الاسكتش الغنائي، ويعد أول ممثل من أبناء جيله يغني في أعماله، وعلى دربه سار عدد من الممثلين من بينهم أحمد زكي في فيلم "هيستريا" و"مستر كاراتيه" ومحمود عبد العزيز في مجموعة من أفلامه وعلى رأسها "الكيف".
وبمناسبة ذكرى ميلاد سمير غانم، التي تحل في 15 يناير/ كانون الثاني من كل عام، تلقي "العين الإخبارية" الضوء على الجانب الغنائي في حياة صانع البهجة الشهير بشخصية "فطوطة".
في الموضوع تحدث الناقد المصري أحمد النجار لـ"العين الإخبارية" قائلا: "لا أبالغ إذا قلت إن سمير غانم تربى على أصول الغناء، وأكبر دليل على ذلك أنه بدأ مسيرته الفنية بعمل اسكتشات غنائية مع فرقة (ثلاثي أضواء المسرح) وكان الشاعر حسين السيد يكتب الأغاني للفرقة".
وتابع النجار حديثه قائلا: "أثناء التواجد في فرقة الثلاثي مع جورج سيدهم والضيف أحمد، تألق سمير غانم في الغناء، واعترف عدد من الموسيقيين بأن إمكانياته الصوتية جيدة، وليست متوفرة في بعض المطربين، ويكفي أنه كان يستطيع تلوين صوته، تارة يغني بصوت امرأة، وتارة أخرى يغني بصوته، فلا يستطيع أحد نسيان صوته في سكيتش (دكتور الحقني) والفوازير التي قدمها مع محمد سالم".
وأضاف: "لو تحدثت عن سمير الممثل، فيجب الاعتراف أنه من أهم نجوم الكوميديا في مصر، بشهادة واعتراف كتاب من العيار الثقيل مثل الراحل يوسف عوف، الذي اعتبره واحدا من أهم نجوم الكوميديا الذين عرفتهم مصر على مدار تاريخها، فلم يعتمد سمورة على الإفيهات فقط، ولكن استعان بإكسسوارات لصناعة الضحك".
وأضاف: "بالمناسبة لم يحقق محمود عبدالعزيز وعادل إمام وأحمد زكي نفس نجاحه في الجمع بين التمثيل والغناء، أتذكر أن محمود عبد العزيز قدم فيلما استعراضيا يحمل اسم (المتوحشة) ولم يحقق صدى كبيرا، وتعامل أحمد زكي مع الغناء بذكاء، وقدم أعمال لايت، ويعود الفضل في هذه الفكرة لصديقه الشاعر الكبير صلاح جاهين، الذي كان مرشدا وموجها للفتى الأسمر".
وفي سياق الموضوع تحدث الناقد نادر ناشد لـ"العين الإخبارية" قائلا: "بدأ سمير غانم حياته الفنية كبيرا في فرقة ثلاثي أضواء المسرح، وسريعا انطلق وتميز عن جورج سيدهم والضيف أحمد، فقد اختار لون (كوميديا الفارس) وحاول تأصيلها في المسرح بعد أن كانت مجرد تهريج في بدايات القرن الماضي، وكان غانم حريصا على تطوير هذا اللون، فالفارس فن مستوحى من المسرح اللاتيني يعتمد على المبالغة والمفاجآت والمصادفات والاحتمالات والمبالغات بدون أي تعمق نفسي للشخصيات أو اهتمام بمنطقة الأحداث".
واستكمل نادر ناشد حديثه قائلا: "الكاتب الساخر محمود السعدني كتب في كتابه (المضحكون) مقالا عن ثلاثي أضواء المسرح بعنوان (الممثل والضحاك والمتمرد) وكان يقصد بالممثل جورج سيدهم والضاحك الضيف أحمد والمتمرد سمير غانم وحينما يكثف من كوميديا الفارس، كان يقول عنه (كذاب الزفة)، ولكنه سريعا بدأ في الغناء سواء في الحفلات العامة أو الخاصة مع الثلاثي أو منفردا، ومبكرا صار له لون خاص به، إلا أنه تميز جدا بعد أدائه الغنائي الجميل في فوازير رمضان لأكثر من عام".
وأضاف: "هذا التميز جعل فنانين كبارا يغنون في أعمالهم الفنية، وصار المؤلفون يجدلون الأغاني وسط الدراما لكي لا تكون دخيلة أو عشوائية.. غني عادل إمام ومحمود عبد العزيز وأحمد زكي وغيرهم وصولا للجيل اللاحق لهم مثل هاني رمزي ورامز جلال وكريم محمود عبد العزيز وآخرين".
كما علق المايسترو أحمد عاطف على موهبة سمير غانم الغنائية قائلا: "أستطيع القول إن صوته سليم جدا، وأذكر أنه قدم أغنية جميلة مع الفنان الشعبي أحمد عدوية في أحد أفلامه، وحققت نجاحا كبيرا".
وأضاف: "تكمن موهبة سمير غانم في قدرته على تلوين صوته، فهو متعدد النغمات والتفاصيل، وقد ظهر ذلك بوضوح في المونولوجات الغنائية، والفوازير، والعروض المسرحية".
من هو سمير غانم؟
ولد سمير غانم في 15 يناير/ كانون الثاني 1937، بمنطقة عرب الأطاولة، بمحافظة أسيوط، وأرادت له الأسرة أن يكون ضابطا، أسوة بوالده ضابط الشرطة الملتزم.
ورضخ "سمورة" لرغبة أسرته في البداية، والتحق بكلية الشرطة بالفعل، ولكنه لم يستطع الاستمرار، ورسب عامين متتاليين، لأنه كان يحلم بالوقوف على المسرح والعمل بالتليفزيون.
التحق "فطوطة" بعد ذلك بكلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، وأعلن عن موهبته الفنية على مسرح الجامعة، وتحول حلمه لواقع ملموس، بعدما التقى "الضيف أحمد وجورج سيدهم" وأسس معهما فرقة "ثلاثي أضواء المسرح"، وفي عام 1964، قدمت الفرقة أول عروضها "طبيخ الملايكة".
وتوالت عروض الفرقة المسرحية ومنها "حدث في عزبة الورد، وحواديت، والراجل اللي اتجوز مراته"، كما تألقت الفرقة في تقديم اسكتشات كوميدية، ولكن لم تستمر حالة التوهج والنجاح كثيرا، إذ توفي"الضيف أحمد" عام 1970 وتم حل الفرقة.
وترك "سمورة"المسرح واتجه للسينما وقدم عبر شاشتها عددا كبيرا من الأفلام الكوميدية، وشارك عادل إمام ومحمود عبدالعزيز أفلاما مهمة.
قدم سمير غانم عبر شاشة السينما ما يقرب من 150 فيلما منها "أميرة حبي أنا، والبنات عايزة إيه، وإحنا بتوع الأتوبيس، و30 يوم في السجن، والمجانين الثلاثة"، كما قدم 65 مسلسلا أبرزها "حكاية ميزو، والكابتن جودة، وأهلا فطوطة"، ويضم سجله الفني 39 مسرحية أشهرها "فارس وبني خيبان، والمتزوجون" وفي مايو/ أيار 2021 توفي هذا الفنان الاستثنائي متأثرا بفيروس كورونا.
aXA6IDE4LjE5MS4xODkuMTI0IA== جزيرة ام اند امز