سميرة سعيد في خواطرها بعد الستين: لم أندم
سميرة سعيد تقول إن الذكاء منحة ربانية، ولكن هناك خبرات وملخصات من العصي أن تحصل عليها إلا بمرور الزمن.
بذكاء وجرأة حقيقية، جلست الديفا سميرة سعيد تروي جانباً من أسرارها وخواطرها وتبوح بمكنون صدرها بعد أن وصلت سن الستين.
وظهرت سميرة سعيد عبر حسابها الخاص على أنستقرام Instagram وهي ترتدي نظارة طبية في وقار تام بينما أمسكت بورقة وقلم وراحت تدون خواطرها.
سميرة التي تعودت ألا تخجل من عمرها أو تخفيه مثل معظم الفنانات قالت: "الذكاء منحة ربانية، ولكن هناك خبرات وملخصات من العصي أن تحصل عليها إلا بمرور الزمن، بأن تسلك اختيارك للنهاية حتى تحصل على نتيجة ما وتكتشف ما يناسبك وما لم يعد يليق بطاقتك ولا حتى يتماشى مع تقديرك لذاتك".
وأضافت الديفا: "النتيجة السعيدة عن حق هي أن تكبر ولا تشعر بالندم على اختياراتك السابقة، اليوم وكل يوم أضع رأسي على الوسادة وأنا أشعر براحة الضمير والهدوء تجاه أغلب اختياراتي السابقة، حينما بدأت مشواري المهني وجدت نفسي أمام قواعد لو اتبعتها لأخذت "Short Cut" لكل شيء ولكني وضعت تقديري لذاتي أولوية، عمري ما كنت نشيطة اجتماعياً أو وصولية أو تحكم المصالح معاييري في التعامل مع الناس.. ولم أندم".
وأكدت سعيد: "لم أطمح للثراء ولم أكن في حياتي مهووسة بالاكتناز رغم أني كأي إنسان أسعد بكل رزق.. ولم أندم، دائماً كان طموحي كبيراً بوصولي لمستويات عالمية لكني اكتفيت بما ممكن تحقيقه في زمني".
وأنهت سميرة سعيد اعترافاتها قائلة: "بعد الخمسين اكتشفت أن ما فعلته هو الصواب.. لم أعدل شيئاً في معاييري ولا قوانيني السرية ولكني اكتشفت فقط أنه ليس علي بذل كل الجهد لأحظى برضا الجميع.. لا أحد أصلاً يحظى برضا الجميع! صرت أشعر أن الزمن أقصر، ووقتي غالٍ جدا ولا يجب تبذيره أو منحه إلا لمن يستحق".
يذكر أن سميرة سعيد من مواليد 10 يناير 1958 وهي مغربية الأصل وحاصلة على الجنسية المصرية، وقد بدأت مشوارها الفني في الثامنة من عمرها حيث شاركت في برنامج للمواهب بالتلفزيون المغربي وغنّت لأم كلثوم فلفتت إليها جميع الأنظار لما تمتلكه من طاقة صوتية، وفي سن العاشرة أصدرت أولى أغانيها الخاصة "سبحان الإله" و"قيس وليلى" و"شكونا لأحبابنا" و"قل للمليحة" من خلال مشاركتها في مسلسل "مجالس الفن والأدب" 1968.
وفي عام1969 وهي في سنّ الحادية عشرة أصدرت سميرة سعيد الأسطوانة العاطفية الأولى لها بعنوان "لقاء"، ثم سافرت سنة 1977 إلى مصر ومنها زارت الإمارات مع بليغ حمدي، وأصدرت ألبومها الخليجي الأول بعنوان "بلا عتاب"، ثم وجدت تشجيعاً كبيراً من بليغ حمدي الذي تعتبره أباها الروحي وعبدالحليم حافظ.
تعاملت سميرة مع أشهر الملحنين والمؤلفين، وقدمت العديد من الأعمال الناجحة التي جعلتها تتصدر قائمة أنجح المطربات في الوطن العربي، كما قدّمت طوال مشوارها الفني 46 ألبوماً و500 أغنية، حصدت من خلالها العديد من الجوائز بينها جوائز الموسيقى العالمية وBBC International Music Awards، كما منحها الملك محمد السادس "وسام القائد" في احتفالات عيد العرش 2009 م.
ورغم هذه الرحلة إلا أن سميرة ما زالت محتفظة بشبابها وجمالها ورشاقتها، وتتمتع بروح الطفلة طول الوقت، وهو ما أكدته في أكثر من مناسبة حيث قالت إنها لا تخجل من عمرها الحقيقي وإنها تشعر أن عمرها هو 15 عاماً فقط وأنها طفلة شقية صغيرة، مؤكدة أن العمر مجرد أرقام تعبر في حياتنا وليست مقياساً لي شيء آخر، لافتة إلى أنها لم تكبر لأن روحها ما زالت وستظل شابة.
وأكدت سميرة التي تنشر من وقت لآخر صوراً قديماً لها على حسابها الخاص من زمن الأبيض والأسود منها صور مع بليغ حمدي وعبدالحليم حافظ، أنها استمتعت بكل لحظة في عمرها الفني وهذا هو المهم، لافتة إلى أنها أكبر فنانات جيلها وهذه حقيقة لا تخجل منها.