صنعاء في ذكرى الانقلاب.. سجن كبير على يد الحوثيين
تحل الذكرى الرابعة لاجتياح صنعاء، وقد باتت العاصمة محمية خالصة لمليشيا الحوثي، بعد اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
تتحول صنعاء عاما بعد آخر إلى سجن كبير تابع لمليشيا الحوثي الانقلابية، ففي الذكرى الرابعة لاجتياحها باتت عاصمة اليمنيين محصورة لأسرة واحدة ولون واحد، هو الانقلاب وأنصاره.
وخلافا للأعوام السابقة، تحل الذكرى الرابعة لاجتياح صنعاء وقد باتت العاصمة محمية خالصة لمليشيا الحوثي، بعد اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح، مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي.
سجون الحوثي
قالت مصادر لـ"العين الإخبارية" إن السجون الرسمية بصنعاء، وعلى رأسها "الأمن السياسي والقومي"، تكتظ بآلاف المختطفين والمخفيين قسريا، من القيادات السياسية والعسكرية والناشطين الحقوقيين والصحفيين.
وأشارت المصادر إلى أن المليشيا استحدثت سجونا سرية في منازل وقصور تعود ملكيتها لأشخاص في أسرة صالح وقيادات عسكرية مقربة منه، بعضها لا يزال مصيره مجهولا منذ قرابة عام.
ومع توسع رقعة الاختطافات والاعتقالات غير القانونية شهدت العاصمة صنعاء أكبر موجة نزوح للسكان الهاربين من بطش مليشيا الحوثي، باتجاه المناطق المحررة جنوب وشرقي البلاد، فيما وجد آخرون أنفسهم يلجأون إلى بلدان أخرى.
ووفقا لمصادر حقوقية لـ"العين الإخبارية" يقدر عدد المختطفين والمخفيين قسريا بسجون مليشيا الحوثي بصنعاء، بأكثر من 4500 شخص، يتعرض بعضهم لانتهاكات نفسية وجسدية وتعذيب ممنهج.
ولا تكتفي المليشيا الانقلابية بسجن سكان صنعاء، لكنها تقوم بتحويل مئات المعتقلين من محافظات خاضعة لها إلى العاصمة التي باتت أشبه بمعتقل يعاني فيه الناس بصمت، بعيدا عن أعين المنظمات الدولية، التي يتهمها حقوقيون بالتواطؤ مع الانقلاب.
إرهاب مليشيا الانقلاب
وخلافا لمن يقبعون خلف القضبان الحوثية، يعيش المدنيون في صنعاء تحت حملة إرهاب حوثية ممنهجة، حيث يتم تصنيف المطالبين بحقوقهم من مرتبات وخدمات بأنهم يعملون مع الشرعية والتحالف العربي، ويتم الزج بهم في السجون، ليضطر آلاف الناس للصمت والمكوث في معتقل أوسع ولكنه خال من القضبان.. يدعى صنعاء.
فمنذ اجتياح العاصمة من قبل مليشيا الحوثي في الـ21 من سبتمبر/أيلول عام 2014، والانقلاب على السلطة الشرعية، تحولت صنعاء التي كانت تضم أطياف المجتمع اليمني إلى بيئة طاردة حتى لأبنائها الذين لا يقدمون الولاء والطاعة لسلطات الانقلاب.
وتوسعت رقعة الاختطافات والاعتقالات القسرية ضد المناهضين للانقلاب، وعلى مدار 10 أشهر لا تزال المليشيا الإرهابية تشن حملة مداهمات ضد منازل قيادات حزبية تنتمي لحزب المؤتمر الشعبي العام أو باقي الأحزاب السياسية المناهضة للحوثيين.
وكان حزب المؤتمر الشعبي العام وأنصاره يبعثون شيئا من الطمأنينة للقاطنين في صنعاء والذين لا يدينون بالولاء للانقلاب الحوثي، لكن مليشيا الحوثي أنهت آخر بارقة أمل لليمنيين بأن صنعاء لا تزال تحتضن عددا من ألوان الطيف السياسي.
aXA6IDE4LjIyNC41NC42MSA= جزيرة ام اند امز