العقوبات تمزق صادرات السجاد الإيراني
مزقت العقوبات الأمريكية المفروضة على النظام الإيراني، صادرات السجاد الإيراني الذي يعتبر من أجود السجاد في العالم بسبب حياكته يدوياً.
ويرى خبراء إيرانيون يعملون في صناعة السجاد أن "عودة صناعة السجاد إلى الازدهار يحتاج إلى دراسة السياسات الاقتصادية للحكومة الإيرانية الحالية".
وأشار رئيس اتحاد مصنعي السجاد الإيراني المنسوج يدوياً، أحمد كريمي أصفهاني، إلى تراجع صادرات السجاد إلى الخارج من قرابة ملياري دولار إلى 60 مليون دولار في العام الماضي.
وأعرب أصفهاني في حديث للصحافة الإيرانية رصدته مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، عن قلقه بشأن صادرات السجاد في المستقبل، قائلا "صدرنا العام الماضي ما قيمته 60 مليون دولار فقط".
- شاهد زور وبيع الأعضاء.. مهن جديدة في إيران سببها الفقر
- "صفر واردات ".. كوريا الجنوبية تقاطع نفط إيران للشهر الـ 16
وقال أصفهاني "عام 1994، كانت نحو 40% من الصادرات غير النفطية للبلاد عبارة عن سجاد، لكن اتجاهها النزولي، خاصة في السنوات الأخيرة مثير للقلق".
وتابع خلال اجتماع عقد أمس الأحد، لنقابات السجاد المصنوعة يدويًا، "إن المركز الرئيسي لصناعة السجاد اليدوي هو إيران، ولكن اليوم جارتنا تركيا أدركت أهمية خلق فرص عمل في هذه الصناعة الفنية وقدمت مرافق جيدة بفائدة 2 إلى 3% للمتقدمين".
وأشار: "تركيا دعت المصممين والنساجين الإيرانيين للتعاون في الدعوة، الأمر الذي أدى إلى هجرة بعض مصممي السجاد إلى تركيا"، مبيناً "الولايات المتحدة وأوروبا قاطعتا هذه الصناعة الفنية بهدف خلق حالة من عدم الرضا في توظيف السجاد، وهو ما لا يلتفت إليه مسؤولونا".
وجاء الانخفاض في تصدير السجاد الإيراني في الوقت الذي سيتم فيه نقل مركز السجاد الوطني الإيراني من وزارة الصناعة والتجارة إلى وزارة التراث الثقافي، ويعارض نشطاء صناعة السجاد الإيراني القرار، قائلين "إن وزارة التراث الثقافي ليس لديها نهج اقتصادي".
ووفقًا للإحصاءات في إيران، يعمل حاليًا أكثر من مليوني شخص في مجال السجاد المنسوج يدويًا ويعمل 191 ألف شخص في الصناعات الملحقة به.
وقالت منظمة الجمارك الإيرانية يعود أعلى سعر لصادرات السجاد إلى عام 1993، والذي كان له أكثر من ملياري دولار من عائدات الصادرات.
وقال تقرير لموقع "التجارة نيوز" الإيراني، إن طهران استفادت من زيادة صادرات السجاد والعملات خلال إبرام الاتفاق النووي مع القوى الدولية عام 2015.
ووفقًا لمركز السجاد الوطني، تم تصدير سجاد بقيمة 321 مليون دولار في أول 11 شهرًا من عام 2016 بعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ، مضيفاً إن "نص الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية أشار إلى رفع العقوبات عن استيراد وتصدير السجاد الإيراني المنسوج يدويًا".
وخلال رئاسة دونالد ترامب، مع الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من الاتفاق النووي منتصف عام 2018، واجه تصدير السجاد الإيراني مشاكل.
وذكر موقع "التجارة نيوز" الإيراني، نقلاً عن الرئيس السابق لاتحاد تصدير السجاد الإيراني "رضا حاجي أغا أميري"، قوله "كانت تركيا من الوجهات المهمة لتصدير السجاد الإيراني من قبل".
وأضاف أغا أميري في حديث للموقع الإيراني، "في الماضي، كانت تركيا مهتمة جدًا بالسجاد الإيراني، لكن التطورات السياسية أدت إلى توقف تصدير السجاد إلى هذا البلد".
وتظهر الإحصاءات الصادرة عن غرفة تجارة طهران أن صادرات السجاد في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي بلغت حوالي 5 ملايين دولار، وتعني هذه الإحصائية أن صادرات السجاد تقترب من الصفر تقريبًا.
ولفت التقرير إلى أنه "في العقود الماضية، تم تصدير السجاد الإيراني إلى دول مثل الولايات المتحدة، وأوروبا، والصين، وماليزيا، وتركيا، ولكن التطورات السياسية والاقتصادية المحلية والدولية الآن عزلت هذه الصناعة".
aXA6IDE4LjIxOC43NS41OCA= جزيرة ام اند امز