محللان ليبيان: السراج سيستغل "هدنة كورونا" في جلب المرتزقة
الباحث جمال شلوف يؤكد أن السراج لن يكترث بصحة الليبيين وسيستغل تلك الدعوات في جلب الأسحلة والمرتزقة
رحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بدعوات الشركاء الدوليين للأطراف الليبية إلى إعلان وقف فوري للأعمال القتالية من أجل مكافحة فيروس كورونا المستجد.
كانت سفارات عدة دول أوروبية وعربية دعت جميع أطراف الصراع الليبي إلى إعلان هدنة إنسانية لمواجهة كورونا بعد انهيار الهدنة المفروضة دوليا بسبب خروقات المليشيات.
لكن محلليْن ليبيين أبديا قلقهما من استغلال فايز السراج، رئيس حكومة ما يعرف بـ"الوفاق" تلك الدعوات ليس في مكافحة وباء كورونا بل في جلب الأسلحة والمرتزقة السوريين، مؤكدين أنه لن يكترث بمكافحة الوباء.
وفي تعليقه على البيان، قال الباحث جمال شلوف، الباحث الليبي ورئيس مؤسسة السليفيوم للأبحاث والدراسات، إنه على الرغم من أن ليبيا تواجه خطر فيروس كورونا المستجد، لكن ما زالت التقارير الصادرة من مصادر إعلامية تؤكد استمرار نقل المرتزقة السوريين من إسطنبول إلى مصراتة بطائرات نقل مدنية ليبية.
وأضاف "شلوف" لـ"العين الإخبارية" أن الطائرات أقلعت بحجة جلب الليببيين العالقين في مطار إسطنبول بالأمس، دون خضوعهم للحجر الصحي، للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورنا المستجد.
وتابع شلوف أن البيان يطالب بوقف الاقتتال والدخول في هدنة إنسانية بسبب الخوف من تفشي وباء كورونا "كوفيد 19"، موضحا أن هذا يعد تجاهلا دوليا للطرف الذي يزج بالشعب الليبي كله في مخاطرة تفشي جائحة كورونا من أجل تحيق الأمجاد الزائفة للعثمانيين.
وأكد "شلوف" أن الخروقات من جانب مليشيات السراج، حيث لا يزال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرسل مرتزقة سوريين موالين له إلى ليبيا عبر طيران مدني، وما زال يأمر فصائله في ليبيا بخرق يومي للهدنة، مشيرا إلى أنه السبب الرئيسى والفعلى في منع توحيد جهود الليبيين والدخول في حجر صحي كامل للوقاية من فيروس كورونا.
وشدد "شلوف" على أن تجاهل العالم لاستمرار الخروقات للهدنة الحالية وعدم انتقاده بشكل واضح إثر تدخله في ليبيا، بمثابة تشجيع للمليشيات الموالية له لخرق الهدنة.
ويتفق معه المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني، وقال إن قوات الجيش الليبي ملتزمة حتى الآن بالهدنة ولم تبدأ هجوما ضد مليشيات السراج، لكن ما يحدث على أرض الواقع أن المليشيات تبدأ بالهجوم وتسعى لإنهاك قوات الجيش.
وتابع "الترهوني" لـ"العين الإخبارية" أن هناك خلافات كبيرة بين مليشيات السراج، خاصة بعد قدوم المرتزقة السوريين الذين نالوا معاملة أفضل من باقي المرتزقة.
ويري الترهوني أن الخروقات المستمرة من قبل المليشيات بمثابة رسالة للجهات الخارجية التي تدعمهم، مفادها أنهم قادرون على صد قوات الجيش الليبي، حيث بادرت بالهجوم في محور الرملة، لكن قوات الجيش استطاعت صد الهجوم ودفعتها للانسحاب، بعد أن كبدتها خسائر فادحة.
وقال الترهوني إن المليشيات تحاول تقديم نفسها كطرف قوي يستطيع تحقيق نصر، لكن ذلك غير حقيقي على أرض الواقع.
وتشهد ليبيا منذ 12 يناير/كانون الثاني الماضي، هدنة هشة إلا أنها تشهد خروقات مستمرة من قبل المليشيات التابعة لحكومة الوفاق الليبية.
فيما تمكن الجيش الليبي من صد جميع الاختراقات وحقق تقدما في غالبية المحاور، وسيطر على مناطق متقدمة بالعاصمة طرابلس.