مليشيات طرابلس تتناحر.. السراج يواجه وزير دفاعه السابق
اشتعلت حرب السيطرة والنفوذ مجددا بين مليشيات تابعة لحكومة فايز السراج غير الدستورية، في العاصمة الليبية طرابلس.
الجولة الجديدة من الصراع التي خرجت إلى النور، نشبت بين السراج ووزير دفاعه السابق المهدي البرغثي، لتنذر بحرب محتملة بين المليشيات المسلحة، لتزيد من المأساة التي يعيشها المدنيون طوال 10 أعوام مضت.
وخلف عناصر من المليشيات المسلحة، خرج المهدي البرغثي وزير الدفاع السابق بحكومة السراج، في مقطع مصور، بثه مساء الخميس، طالب فيه بتمكينه من منصبه الذي يشغله حاليا صلاح النمروش، معتبرًا إقالته مخالفة للاتفاق السياسي ولأحكام القضاء.
وكان رئيس حكومة الوفاق غير الشرعية فايز السراج، أقال في يوليو/تموز 2018، البرغوثي من منصبه، بعد أكثر من عام على إيقافه عن العمل، على خلفية مسؤوليته عن هجوم شنته مليشيا الوفاق في مايو/ أيار 2017، على قاعدة براك الشاطئ جنوب البلاد، والتابعة للجيش الوطني الليبي.
شق صف الجيش
الخبير العسكري الليبي سليمان بوعرقوب البرعصي، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن تعيين البرغثي وزيرًا للدفاع كان محاولة من السراج، لشق صف الجيش وشق صف القبائل الداعمة له، مشيرًا إلى أنه عندما فشل هذا المخطط أصبح البرغثي عبارة عن ديكور فقط، ولم يمارس مرة واحدة صلاحياته كوزير.
وأوضح الخبير العسكري الليبي، أن تصريحات البرغثي عبارة عن صراع خفي بين الميليشيات المسلحة خرج إلى العلن، مشيرًا إلى أن هناك بعض الميليشيات هي من دفعت وزير دفاع السراج المقال للخروج بتلك التصريحات، خاصة أنه لا يملك قوة سلاح أو قوة قانون، فالشرعية التي اعترف بها وعينته هي نفسها التي أقالته.
مساومات بين الميليشيات
واعتبر الخبير العسكري، أن المقطع الذي بثه البرغثي يأتي في سياق المساومات بين الميليشيات المسلحة، على بعض الملفات، مؤكدًا أن الأخير ينتمي إلى مجموعة مسلحة، لكنها الحلقة الأضعف في سلسلة الميليشيات المسلحة بالعاصمة طرابلس.
وحول الميليشيات المسلحة التي كانت تقف خلف البرغثي أثناء إلقائه كلمته، قال الخبير العسكري، إنها لا تتبعه وليس له عليها أي سلطة، مشيرًا إلى أنها عبارة عن ديكور مخرج فقط.
وسبق للمليشيات أن دخلت في معارك واشتباكات بشوارع العاصمة طرابلس لدوافع قبلية أو سياسية، مثلما حدث في منطقة تاجوراء في 30 سبتمبر/أيلول الماضي بين مجموعات تتبع السراج وأخرى تتبع الصادق الغرياني يرأٍسها الإرهابي بشير البقرة.
ومنذ فبراير 2011، أعاقت المليشيات المؤسسات الخدمية والسياسية، وبناء أجهزة أمنية وعسكرية للدولة الليبية، وتحالفت مع تنظيمات متطرفة على رأسها تنظيم داعش المدعوم من قطر وتركيا.
وتسعى تركيا لتحويل ليبيا لدولة فاشلة عن طريق دعم المليشيات وزرع الجواسيس، وإفشال الحلول والحوارات السلمية بين الفرقاء الليبيين.
aXA6IDMuMTM2LjIzLjEzMiA= جزيرة ام اند امز