مساحة أكبر لأفريقيا بالأزمة الليبية.. تحدٍ ورهان مهم
دور أفريقي كبير في الملف الليبي بتعيين الزيمبابوي ريسيدون زينينغا منسقا للبعثة الأممية للدعم بليبيا.
تعيين جديد يدخل أفريقيا في تحدٍ جديد لحل الأزمة الليبية بعد تحجيم دورها منذ عام 2011 من قبل حلف الناتو، في قارة لزاما عليها وقف تمدد المليشيات والمرتزقة للقارة السمراء.
مرحلة جديدة تنقل الملف الليبي إلى أفريقيا التي عانت انتشار الصراعات المسلحة ورعاية جماعات إسلامية متطرفة من قبل قطر وتركيا.
والأربعاء، قرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس تعيين "ريسيدون زينينغا" منسقا للبعثة الأممية؛ تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 2542، ليكون مسؤولاً عن العمليات اليومية للبعثة ونحو 200 موظف، فيما سيكون مقر إقامته في العاصمة الليبية طرابلس.
تحدٍ للاتحاد الأفريقي
المتخصصة في الشؤون الأفريقية الدكتورة المصرية هبة البشبيشي رأت أن تعيين زينينغا يعد تعظيما لدور الاتحاد الأفريقي ومكافأة على محاولاته خلال العام الماضي.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، أشارت البشبيشي إلى أن تعيين الدبلوماسي الزيمبابوي سيفتح فرصا للمشاركة الأفريقية بشكل أكبر ومشاركة دول أخرى مثل جنوب أفريقيا أو زيمبابوي للمساهمة في الوصول لحل للأزمة الليبية، مع زيادة فاعلية دول الجوار.
وتوقعت وجود دور أفريقي كبير خلال الفترة القادمة في المشاركة بقوات أو بالجلوس على مائدة المفاوضات كوسيط إقليمي، وفتح آفاق وفرص لخلق تحدٍ جديد للاتحاد الأفريقي.
وقالت إن وجود شخص بخبرة "زينينغا" في أزمة ليبيا هو أمر جيد وجديد نظرا لخبرة في العمل العربي والأفريقي، لافتة إلى أننا سوف نرى آليات العمل التي سوف يتخذها الاتحاد الأفريقي للعمل على إنهاء هذه الأزمة وإيجاد حلول تفاوضية جديدة تسمح ببناء السلم في ليبيا.
"ترضية لأفريقيا"
في السياق ذاته أعرب المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش عن اعتقاده بأن تعيين "زينينغا" هو نوع من الترضية لأفريقيا التي كانت تطالب بتعيين مبعوث أفريقي إلى ليبيا، بعد أن فشل المبعوثون الآخرون من قارات أخرى.
وانتقد المرعاش، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، تحجيم دور "زينينغا" في مسؤولية إدارة البعثة من النواحي الإدارية واللوجستية، مما لا يعطيه لعب أي دور سياسي هام.
وأعرب عن مخاوفه من عدم استطاعة المنسق والمبعوث الجديد، نيكولاي ملادينوف، تحجيم تركيا ودورها المخرب في ليبيا، مشيرا إلى أن هذا الأمر مرتبط بقوى دولية وإقليمية، هي من تستطيع لجم تركيا.
من جهته، رحب الدبلوماسي الليبي السابق رمضان البحباح، بتعيين أفريقي لمنصب المنسق، مشيرا إلى أن الاتحاد الأفريقي حاول حل الأزمة الليبية منذ البداية ولاقى ترحيبا من القيادة الليبية آنذاك.
وأضاف، في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "وبعد ذلك أستُبعد بشكل مباشر وصريح منذ بداية الأزمة الليبية وشن حلف شمال الأطلسي حرباً على البلاد، وأفشل بشكل متعمد للجنته لإيصال الأزمة الليبية لما هي عليه الآن".
وأعرب عن مخاوفه من أن يكون دور الدبلوماسي البلغاري والأفريقي في ليبيا "إطالة لمدة الصراع وتدويرًا للأزمة بسبب تعارض المصالح الاقتصادية والعسكرية والأمنية لدول كبرى مشتركة في الملف الليبي، لاسيما الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن".
إخراج تركيا والمرتزقة
أما عبد الحكيم معتوق، المحلل السياسي الليبي، فرأى أن التحدي الأكبر أمام المنسق والمبعوث الجديد هو إخراج المرتزقة والقواعد من ليبيا وتطبيق مبادرة القاهرة وبرلين.
وشدد معتوق، في حديث لـ"العين الإخبارية"، على أن المهلة التي تم الإعلان عنها في اتفاق جنيف وغدامس لإخراج المرتزقة تبقى عليها شهر، مؤكدا أن إجماع مجلس الأمن على نيكولاي ملادينوف، وريسيدون زينينغا يبعث رسالة طمأنة لحل الأزمة.
وتابع أن الاثنين قادران على تجفيف منابع تمويل الإرهاب من قبل قطر وتركيا بتعاونهم مع مجلس الأمن فضح انتهاكاتهم في ليبيا.
وظيفة "المنسق" استحدثت في سبتمبر/أيلول الماضي، من قبل مجلس الأمن الدولي للقيام بالأنشطة اليومية لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بعيدا عن العملية السياسية والمفاوضات الدولية التي يتولاها المبعوث الخاص.
aXA6IDMuMTQ1LjE4MC4xNTIg
جزيرة ام اند امز