القمة السعودية الأفريقية.. قمة افتتحها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بكلمات كشفت عن قائد في حديثه وأسلوبه وطريقته؛ فهدفه الأول يتمثل في تحقيق النمو والاستقرار لجميع الدول.
تلك الأهداف من يكون لها غير المملكة التي تجمع العالم في عاصمة القرار الدولي (الرياض) لتُعلن موقفها الدائم والثابت من القضايا العربية والإسلامية.
القمة السعودية الأفريقية
بمشاركة العديد من قادة وكبار مسؤولي الدول العربية والأفريقية، افتتح ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أعمال القمة السعودية – الأفريقية، التي تأتي قبل انطلاق القمة العربية الإسلامية المقررة اليوم السبت.
بداية الكلمة
«تحرص المملكة والدول الأفريقية على تعزيز التعاون بما يسهم في إرساء الأمن والسلام في المنطقة والعالم أجمع، وإننا ندين ما يشهده قطاع غزة من اعتداء عسكري واستهداف المدنيين، واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، لنؤكد ضرورة وقف هذه الحرب والتهجير القسري، وتهيئة الظروف لعودة الاستقرار وتحقيق السلام»، بهذه الكلمات افتتح ولي العهد السعودي، القمة السعودية الأفريقية.
وفي كلمته، أعلن الأمير محمد بن سلمان، إطلاق مبادرة العاهل السعودي المالية في أفريقيا، عبر تدشين مشروعات وبرامج مالية في دول أفريقيا، بقيمة تتجاوز مليار دولار على مدى 10 سنوات، مؤكدًا أن بلاده ستزيد عدد سفاراتها في أفريقيا لأكثر من 40 سفارة.
ليس هذا فحسب، بل إن ولي العهد، أكد أن السعودية تتطلع لضخ استثمارات جديدة في أفريقيا، بقيمة أكثر من 25 مليار دولار، وتقديم 5 مليارات دولار تمويلاً إضافياً لأفريقيا حتى 2030، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية، بما يسهم في إرساء الأمن والسلام في المنطقة والعالم أجمع.
أهمية كلمة ولي العهد
كلمة ولي العهد كشفت عن دور السعودية الواضح والجلي، وعزمها على مد يد العون للدول الأفريقية، وأكدت أن الرياض ستكون مع الجميع، لتوسيع نطاق العلاقات السعودية – الأفريقية، لتعلن عن تأسيس لتعاون استراتيجي بين الجانبين في مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والاستثمارية، والأمنية، والثقافية، بما يعزز المصالح المشتركة ويحقق التنمية والاستقرار، فحقاً إننا كلنا فخر بتلك القيادة الرشيدة.
مكانة السعودية عند القادة الأفارقة
ومما سمعنا من كلمات قادة الدول الأفريقية، فإن السعودية تحظى بثقة واحترام كبيرين لدى دول القارة السمراء، باعتبارها صمام أمان للعالمين العربي والإسلامي، ولقيادتها التي تنتهج سياسة حكيمة تركز على المصالح الاقتصادية والتنموية.
ومما تقدم، فإننا على يقين بأن القمة السعودية - الأفريقية ستلقى نجاحاً كبيراً؛ نظراً للعديد من القواسم المشتركة بين الجانبين؛ أهمها التاريخ المشرف للسعودية في القارة السمراء وقربها الجغرافي، إلى جانب البعد الديني، وسياسة المملكة الواضحة والشفافة تجاه أفريقيا، ناهيك عن مجالات التعاون بين المملكة والدول الأفريقية سواء في الاقتصاد والتجارة والاستثمارات، أو المجالات السياسية والأمنية ومكافحة الإرهاب الذي تعاني منه بعض دول القارة السمراء.
ولا يجب أن نغفل حجم التبادل التجاري بين السعودية والدول الأفريقية الذي يقدر بـ74.735 مليار ريال سعودي (20 مليار دولار) في 2023، مثلت الصادرات منها 53.071 مليار ريال (14 مليار دولار)، بينما بلغت الواردات 21.664 مليار ريال (5.8 مليار دولار).
وبلغت الاستثمارات السعودية في أفريقيا خلال السنوات العشر الماضية 49.5 مليار ريال (13 مليار دولار)، بينما وصل عدد الشركات السعودية العاملة هناك، 47 شركة تعمل في مجالات الطاقة المتجددة، والمأكولات والمشروبات، وخدمات الأعمال، والخدمات المالية، والمنتجات الاستهلاكية.
ونظراً للأهمية الجيوستراتيجية للقارة السمراء بالنسبة للمملكة؛ فقد تم تأسيس 16 لجنة مشتركة ومجلسي تنسيق و7 مجالس أعمال، إضافة إلى إبرام أكثر من 250 اتفاقية تعاون في مختلف المجالات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو تنموية. كل هذا يوحي بحجم التبادل الكبير والتعاون بين السعودية وأفريقيا.
وختامًا، فإن السعودية تؤدي دوراً محورياً ومهماً في مساندة جميع الجهود الدولية والإقليمية الرامية لإرساء دعائم الأمن والاستقرار، وحل النزاعات بين الدول، ومحاربة جميع الجماعات الإرهابية والتطرف، وتحسين القدرات الأمنية للدول الأفريقية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة