خبراء: السعودية تجني حزمة مكاسب من الطرح التاريخي لسندات أرامكو
المكاسب تشمل تسليط الضوء على جاذبية الاستثمار في أصول المملكة ونجاح الرهان على الاستثمارات المرتبطة بالنفط حتى 2050.
أكد مديرو استثمار أن المملكة العربية ستحقق حزمة مكاسب من طرح سندات أرامكو بقيمة 12 مليار دولار، في ظل الإقبال غير المسبوق على السندات في الأسواق الدولية الذي سجل حجم طلبات قياسية بين طروحات الأسواق الناشئة بقيمة تتجاوز 100 مليار دولار حتى الثلاثاء بحسب بيانات بلومبرج.
وتفوق حجم الإقبال على سندات أرامكو على جميع الطروحات التاريخية للدول الناشئة وشركاتها في الأسواق العالمية، أبرزها سندات الأرجنتين التي تلقت طلبات بقيمة 69 مليار دولار في 2016، وكذلك تجاوز الطلبات على السندات السعودية في نفس العام، والتي بلغت 67 مليار دولار.
وتوظف أرامكو حصيلة طرح السندات في تمويل جانب من صفقة الاستحواذ على 70% من أسهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" مقابل 69.1 مليار دولار.
من جهته، فسر مدير محفظة استثمار بشركة نيوبرجير بيرمان الأمريكية، بوب سامرز، حجم الطلبات القياسي على سندات أرامكو، بقوة المركز المالي للشركة في ضوء جودة الأصول وتوليد تدفقات نقدية كبيرة ظهرت بشكل واضح في تسجيل صافي أرباح بقيمة 111 مليار دولار في 2018.
وأضاف في تصريحات لوكالة "بلومبرج" أن التصنيف المرتفع لأرامكو وانخفاض نسبة الديون مقارنة بالتدفقات النقدية، كونها صاحبة أكبر احتياطي نفطي في العالم، كلها عوامل شجعت المستثمرين على الاكتتاب في السندات.
وقد منحت وكالة التصنيف الائتماني موديز التصنيف الائتماني AAA لعملاق النفط السعودي أرامكو.
فيما قال عضو مجلس إدارة البورصة المصرية، العضو المنتدب لشركة رسملة مصر لإدارة الأصول، أحمد أبوالسعد، إن الأمر اللافت للنظر بجانب حجم الإقبال القياسي على سندات أرامكو هو انخفاض عائد سندات الشركة عن عائدات السندات السيادية التي أصدرتها الحكومة السعودية نفسها.
وبحسب بلومبرج، فإن تسعير سندات أرامكو المكونة من 5 شرائح كان ملفتا، فعلى سبيل المثال بلغ العائد على سندات أجل 10 سنوات 105 نقطة أساس فوق عائد سندات الخزانة الأمريكية التي تعد مقياسا أساسيا في تقييم العائد على إصدارات الدين في الأسواق الدولية، ويعد عائد هذه الشريحة من سندات أرامكو أقل بمقدار 12.5 نقطة أساس عما يطلبه المستثمرون لحيازة سندات مماثلة أصدرتها الحكومة السعودية.
وأشار أبو السعد إلى أن هذا العائد لسندات أرامكو يسلط الضوء على رؤية المستثمرين لجاذبية السندات.
فيما لفتت بلومبرج إلى أن المملكة تحقق مكسبا آخر من سندات أرامكو، وهي الرهان على جاذبيتها للمستثمرين في الأسواق العالمية لأجل طويل حتى 2050 في ظل وجود شريحة من سندات أرامكو يبلغ أجلها 30 عاما، وكذلك جاذبية الاستثمار في الأدوات المالية التي تعتمد على صناعة النفط.
ومن جهته، أكد الشريك المؤسس بشركة advisable wealth engines لإدارة الثروات، أيمن أبوهند، أن نجاح طرح سندات أرامكو بهذه الصورة سيشجع الشركة على التوسع في الاعتماد على الأسواق الدولية، لتوفير تمويل بالنقد الأجنبي منخفض التكلفة.
وأشار إلى نجاح هذا الطرح سيمنح المملكة إمكانية التريث في اتخاذ قرار طرح أسهم أرامكو في أسواق المال، سواء محلية أو دولية بهدف دراسة البدائل المختلفة للاستفادة من السوق الدولية، سواء عبر أدوات الدين أو الاكتتاب العام في أسهم الشركة.