الفالح: السعودية تنفذ مشروعها للطاقة الذرية وفق المعاهدات الدولية
المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، ألقى كلمة السعودية في مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ألقى وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح كلمة المملكة العربية السعودية، في المؤتمر العام السنوي الـ62 للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي ينعقد في العاصمة النمساوية فيينا، خلال الفترة من 17 إلى 21 سبتمبر 2018.
ونقل المهندس الفالح إلى حاضري المؤتمر تقدير قيادة المملكة العربية السعودية للجهود الطيبة التي تقوم بها الوكالة في مجالات تعزيز التعاون التنظيمي والعلمي والتقني، وترسيخ استخدام التقنية النووية في الأغراض الآمنة والسلمية.
وأشار إلى أن المملكة ترى أن إدخال الطاقة الذرية، المُستخدمة في توليد الكهرباء، إلى مزيج الطاقة في السعودية، يعد خياراً استراتيجياً أساسياً لتطوير وتكامل قطاع طاقة مستدام، وصديق للبيئة، وعالي الفاعلية، يُمكّن السعودية من استثمار جميع مواردها الطبيعية وقدراتها التنافسية العالية.
يأتي ذلك في إطار حرص السعودية على تنفيذ مستهدفات رؤيتها التنموية الوطنية الطموحة "رؤية المملكة 2030"، وعلى تنويع مصادر توليد الطاقة الكهربائية فيها، لمواكبة الطلب المتزايد على الكهرباء.
وأوضح الوزير أن السعودية لتفعيل هذه الرؤية الاستراتيجية أطلقت برنامجين طموحين لتنويع مصادر الطاقة، هما برنامج الملك سلمان للطاقة المتجددة، والمشروع الوطني للطاقة الذرية، الذي أُطلق في شهر يوليو من عام 2017.
وأوضح أن الاستفادة من الطاقة الذرية لا تقف عند كونها جزءاً من مزيج الطاقة في السعودية، وإنما تعكس حرص السعودية على خلق صناعة وطنية جديدة متكاملة ذات بعد تقني عالٍ، تتوافق مع رؤية المملكة 2030، وتُسهم في تنويع الاقتصاد، وتوفير بيئة استثمارية خصبة وجذّابة، وتوليد فرص عمل جديدة، إضافة إلى تطوير الكفاءات الوطنية.
وأكد المهندس خالد الفالح أن المملكة العربية السعودية، وهي تُدرك أهمية وحساسية استخدام الطاقة الذرية، تقوم بتنفيذ مشروعها الوطني للطاقة الذرية بما يتوافق مع جميع المعاهدات والاتفاقات الدولية، وبما يتطابق مع أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال، وباتباع أعلى معايير الأمان والسلامة والشفافية.
وأكد أن السعودية، تحقيقاً لالتزامها جميع المعاهدات والاتفاقات الدولية، التي دخلت طرفاً فيها، والمتعلقة بالشأن النووي، أنشأت الأجهزة وسنّت التشريعات اللازمة لتنفيذ مشروعها الوطني للطاقة الذرية وإدارة مكوناته، مُشيراً إلى إصدار السعودية الوثيقة الرسمية للسياسة الوطنية للبرنامج الوطني للطاقة الذرية، ونظام الرقابة على الاستخدامات النووية والإشعاعية، ونظام المسؤولية المدنية عن الأضرار النووية، وإنشاء هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، بشكل يتوافق تماماً مع متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي موقف بلاده الاستراتيجي والثابت، في موضوع الاستخدام السلمي للطاقة النووية، الذي يقوم على مبدأ المحافظة على التوازن بين التزامات الدول تجاه قضايا منع انتشار الأسلحة النووية وتحقيق الأمن النووي من جانب وحقوقها في الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وثرواتها الطبيعية من جانب آخر، مؤكداً أهمية التزام الدول معاهدة منع الانتشار بركائزها الأساسية، التي تدعو إلى نزع السلاح النووي، وإلى تعهد الدول النووية بتقديم تقنياتها للاستخدامات السلمية للدول الأطراف في المعاهدة والملتزمة بها، مكرراً تأييد السعودية المبادرات الإيجابية الداعية لخلق مناطق جغرافية خالية من الأسلحة النووية، ومجدداً دعوة المملكة للعمل مع المجتمع الدولي على جعل منطقة الشرق الأوسط، كلها، منطقة خالية من هذه الأسلحة.
وركز على أن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ موقف أكثر صرامة وأكثر شفافية أيضاً ضد كل ما يهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، بصفة عامة، وضد إيران بصفة خاصة، بسبب جهودها المقلقة لبناء قدراتها النووية، وتنامي مشروعاتها التخريبية وممارساتها العدوانية ضد دول المنطقة، ودعمها الكبير والمستمر للمنظمات الإرهابية.
وأوضح الفالح أن السعودية تُطالب بتحقيق أعلى مستويات الشفافية فيما يتعلق بجوانب سلامة المحطات النووية، مُشيراً، في هذا الشأن، إلى أن معايير السلامة لمحطة (بوشهر) الإيرانية تمثل مصدر قلق كبير في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، موضحاً أن الوكالة والدول الفاعلة في الجانب التقني النووي مطالبون، بشكل عاجل وحيوي، بتقييم مخاطر الوضع الحالي لمحطة (بوشهر) النووية الإيرانية والتحقق من سلامته.
وكرر وزير الطاقة تأكيد المملكة العربية السعودية التزامها جميع المعاهدات والاتفاقات التي تحكم استخدام الطاقة النووية وتبادل تقنياتها، وتجديدها دعمها المبدئي والمادي والمعنوي للوكالة، بهدف تسخير الطاقة النووية لخدمة البشرية، وتجنب وضع البشرية في مرمى خطر الاستخدامات العدوانية وغير الآمنة لهذه الطاقة الحيوية.