مرحلة تاريخية من الأخطار تحيط بلبنان والمنطقة العربية.
الإحساس المتسلل الذي يصل للمتتبع لتطورات الوضع اللبناني مع دول الخليج، وتحديداً السعودية، هو شعور الألم الغريب الذي يشبه ذلك الألم الذي ينتابك إذا ما شعرت إزاء صديق عشت معه الحياة، داعماً ومؤازراً ومسانداً وقت الشدة قبل السلام، إلاّ أنّ هذا الصديق لا يتردد في قلب الطاولة عليك بكل عنف مظهراً وجهاً آخر، لا فرق وقتها أن يتحوّل كلّه لعدوٍّ أم كجزء منه، لأن المحصلّة ستكون واحدة، وهي الأذى والضرر الذي سينالك منه.
ففي الوقت الذي فعّلت فيه السعودية ودول الخليج سياسة ضبط النفس وبقوة أمام ممارسات «حزب الله» المفسدة العدائية، تمادى الأخير في غيّه دون أدنى تقدير لما قامت به دول الخليج والسعودية تحديداً، لإرساء الاستقرار والسلام في لبنان.
إذا قلنا اليوم إنّ «حزب الله» هو من يسعى للإرهاب في المنطقة - بدعم إيراني- هل سيختلف هذا كثيراً إذا ما قلنا إن «حزب الله» وبعض القيادات السياسية اللبنانية تسعى للإرهاب معاً، ما دامت هناك أطراف في القيادة السياسية تدعم الحزب وتمنحه المساحة للتأثير في مجرى الواقع والقرار اللبناني ؟!.
ففي الوقت الذي فعّلت فيه السعودية ودول الخليج سياسة ضبط النفس وبقوة أمام ممارسات «حزب الله» المفسدة العدائية، تمادى الأخير في غيّه دون أدنى تقدير لما قامت به دول الخليج والسعودية تحديداً، لإرساء الاستقرار والسلام في لبنان.
المؤكد أن السعودية ودول الخليج لن تظل مستمرة على ذات النهج في سياسة الصبر والنَفَس الطويل تجاه ما تقوم به إيران عبر «حزب الله»، فحينما يصل الأمر إلى تهديد أمن المنطقة واستقرارها وإشعال الفتن فيها، فإن دول الخليج لن تمرر ذلك مرور الكرام بلا أدنى شك مع كل محاولات «حزب الله» لتأجيج الإرهاب في المنطقة.
قبل أيام شعر العالم بحجم التضحية التي أقدم عليها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عبر استقالته التي أعلنها من الرياض، هذه الاستقالة التي قال عنها الحريري إنها جاءت لمصلحة لبنان لإحداث صدمة إيجابية توضّح للّبنانيين خطورة الوضع في بلدهم، إلا أنّ هذه الخطورة وهشاشة الوضع التي أشار إليها رئيس الحكومة المستقيل، تؤكد أن القيادة اللبنانية هي المسؤولة المباشرة وإلى حدٍّ كبير عن هذا الوضع المترنّح عبر سماحها لميليشيات «حزب الله» بالعبث ليس بلبنان وحده، إنما بالكثير من دول المنطقة، لتحقيق مآرب الملالي في طهران، ما جعل وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان يرسل رسالة شديدة التهذيب والأمل والوضوح في الوقت ذاته إلى الحكومة اللبنانية، حينما قال: «كنّا نتوقع من الحكومة اللبنانية أن تعمل على ردع حزب الله، لكنّ لبنان وللأسف مُختَطَف من قبل هذا الحزب».
مرحلة تاريخية من الأخطار تحيط بلبنان والمنطقة العربية، إلاّ أنّ الفرصة ما زالت كبيرة أمام اللبنانيين للاختيار بين أن يجنّب لبنان نفسه ودول المنطقة الخطر من التهديد الإيراني ونسخته المتمثّلة في «حزب الله»، وبين السلام والاستقرار والازدهار للبنان والدول العربية عبر موقف لبناني حاسم وقوي في تحديد مصيره، بين عودته للحضن العربي أو بين تساهله مع ميليشيات الإرهاب وطريق إيراني مؤجج بالمخاطر، يصعب وقتها الخروج منه.
نقلا عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة