حقيقة مثل هذه التحايلات ما هي إلا خدعة بصرية بالنسبة للسنة والشيعة.
ما يحدث في لبنان، هو نفسه الذي يحدث في سوريا واليمن والعراق، وكذلك البحرين. اليد الممتدة إلى هذه الدول العربية، هي واحدة ولن تكتفي بذلك، بل إن التمدد لن يتوقف طالما وجدت هناك نفوساً رخيصة تسوم نفسها، وتضع أوطانها رهينة لأطماع دولة شوفينية عنصرية طائفية، هدفها هو تمزيق الوطن العربي وتحويله إلى دويلات نكرة.
ما يحدث في عالمنا العربي من عربدة إيرانية هو من صنيع هذه الفئات التي باعت نفسها للشيطان، واعتقدت أن الطريق إلى الجنة يبدأ من طهران.
وهنا يلتقي الهدف الإيراني والإسرائيلي، فالكيانان يسعيان إلى إضعاف العالم العربي لتسهيل تحقيق مآرب عدوانية بغيضة. فإسرائيل تعيش على حلم إسرائيل الكبرى، ولا تستطيع إسرائيل الوصول إلى هذا الهدف إلا بإضعاف المحيط الذي حولها.
وإيران أيضاً تغط في وهم التاريخ ولا شعور الإمبراطورية الفارسية. إذاً فنحن لا نستغرب في أن تلتقي المصالح بين إيران وإسرائيل وأن تعملا جنباً إلى جنب؛ لأن الهدف واحد والوسيلة واحدة، ورغم ما تظهره إيران من شعارات مناهضة لإسرائيل، فإن الباطن يسفر عن عكس ذلك تماماً، فإيران تعيش على الشعار الديني، وتجد من ينحني لهذا الشعار من ذوي الآفاق الضيقة، والأحلام الخاصة وإسرائيل تتاجر بمظلومية «الهولوكوست» وتكسر عين الأوروبي والأميركي بهذا الصوت المجروح والقديم والقادم من أقاصي الوجدان الإنساني.
ولكن اليوم عندما نقرأ الخريطة العربية نجد فعلاً أن هناك تقاسم أدوار ما بين إيران وإسرائيل وقع سمهما المشترك، هذه المعارضات الهشة والمتواكلة والمتورطة في التفريط في أبسط المبادئ وأهمها، وهي الوطن. فلا أدري كيف تقنع فئة من الناس نفسها بالتواطؤ مع دولة أخرى بذريعة قواسم الدين أو الطائفة؟.
حقيقة مثل هذه التحايلات ما هي إلا خدعة بصرية بالنسبة للسنة والشيعة، لعبت عليها إيران منذ مجيء الخميني والذي كرّس مفهوم الطائفة لحساب التمدد الجغرافي وبسط النفوذ العرقي على حساب أعراق أخرى. وإيران في الحقيقة لن تتوقف ولن تتخوف من شيء طالما توافرت لها رؤوس حربة من الذين دخلوا اللعبة الإيرانية من نافذة عقول أصغر من عقول النمل، واعتقدوا أن الدين لا يعلو شأنه إلا بعمامة سوداء وضربات مبرحة على صدر الحقيقة الدينية.
ما يحدث في عالمنا العربي من عربدة إيرانية هو من صنيع هذه الفئات التي باعت نفسها للشيطان، واعتقدت أن الطريق إلى الجنة يبدأ من طهران، ونحن على يقين بأن إيران لن تتورع من التدخل في الشأن العربي لولا وجود هذه الفلول التائهة من بني جنسنا، وهذه القطعان الباحثة عن ملاذ هو غير ملاذها.
نقلا عن " الاتحاد " الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة