نظام الملالي في طهران لم يوفّر مناسبة ولا فرصة إلا واستغلّها لبث فتنته وسموم أفكاره في ربوع الوطن العربي.
معذرة على استخدام تلك الكلمة في آخر العنوان، فلم أجد ما يصف الحال أدقّ منها، إيران هي دولة على الضفة الشمالية للخليج العربي، بالطبع لا أُحدد موقعها لأنها مجهولة، لكن لسبب جغرافي دقيق ينبغي ذِكر ذلك، تلك الدولة المتاخمة للجزيرة العربية والمطلة بساحلها الجنوبي على الخليج العربي، تركت كل ما يعكر صفو مواطنيها واتجهت لتصدير "ثورتها" المزعومة إلى الدول العربية، ابتداء من العراق مروراً بسوريا ولبنان، حتى اليمن.
نظام الملالي في طهران لم يوفّر مناسبة ولا فرصة إلا واستغلّها لبث فتنته وسموم أفكاره في ربوع الوطن العربي، يحاول دائماً أن يُقسّم ويُخرّب ويُزعزع الاستقرار، ليكون وجوده مُؤذياً، لدرجة أصبحت فيها أشكال التخريب والعبث الإيرانية مألوفة، ومعروفة من اللحظة الأولى لانتشار خبر عمل تخريبي، أو اختطاف ورهائن أو جريمة معينة، تجد بصمة الحرس الثوري واضحة عليه، حتى يصبح التحقيق في الأمر لمجرد درء الشكوك وبيان الأدلة وعرضها.
صباح السبت الماضي كانت مملكة البحرين على موعد مع عمل تخريبي رخيص، حيث عمد "مأجورون" على استهداف أحد أنابيب النفط قرب قرية بوري، ما أدى إلى اشتعال النيران فيه، قبل أن تتمكن آليات الدفاع المدني البحريني من السيطرة على الحريق بالتنسيق مع شركة نفط البحرين "بابكو"، والتي قامت بدورها بإيقاف تدفق النفط في الأنبوب المشتعل، بالإضافة إلى أنه تم تفعيل خطة الإخلاء والإيواء لسكان المنطقة المحيطة بموقع الحريق.
إيران "الغنية" بمواردها الطبيعية، يتربّع مواطنوها على عرش الشعوب الأشد فقراً، والأقل دخلاً، والأكثر بطالة، وتتباهى بكل أذى تقوم به ضد جيرانها العرب، وتستمر في توظيف "الأحذية" في كل بقعة بحسب طبيعتها، تحركّهم كيفما كان مزاج "مرشد ثورتها الأعلى"
وكانت وزارة الداخلية البحرينية قد أعلنت عبر تغريدات على حسابها في "تويتر"، أن "الحادث من الأعمال التخريبية، وهو عمل إرهابي خطير، الهدف منه الإضرار بالمصالح العليا للوطن وسلامة الناس"، ليُضيف وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة: "الأعمال الإرهابية التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة تتم من خلال اتصالات وتوجيهات مباشرة من إيران".
إذن تلك الحادثة في البحرين، هي امتداد لسلسة أعمال تخريبية تقودها إيران في المنطقة، حاولت فيها مراراً وتكراراً ضرب أمن دول الخليج العربي، عبر توجيه مجموعاتها المريضة، لإيذاء الآخرين واستهداف الآمنين، ولكن ما يجمع تلك المحاولات وبشكل واضح، هو أنها تُنفَّذ عبر تحريك طهران لعدد من "أحذيتها"، والتي غالبا ما تكون في حالة يُرثى لها، من التبعية العمياء، لملالي لاهَمَّ لهم إلا سفك الدماء ونشر الفوضى والدمار في العالم.
إيران "الغنية" بمواردها الطبيعية، يتربّع مواطنوها على عرش الشعوب الأشد فقراً، والأقل دخلاً، والأكثر بطالة، وتتباهى بكل أذى تقوم به ضد جيرانها العرب، وتستمر في توظيف "الأحذية" في كل بقعة بحسب طبيعتها، تحركهم كيفما كان مزاج "مرشد ثورتها الأعلى"، فتارة يستهدف الأبرياء خطفاً، وأخرى يستهدف فيها الدول تخريباً، ولتصبح تلك "الأحذية" أكثر فعالية، زُوِّدت بصواريخ، علَّها تحدث خرقاً في معادلة ليست صعبة على الفهم، ولكنها على مايبدو ثقيلة على أدوات لا عقول لها أصلاً.
فدول الخليج العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، لطالما أرسلت رسائلها بوضوح وشفافية إلى سكان تلك البقعة على الضفة الشمالية للخليج العربي، بأننا لسنا دعاة حرب، لكننا أهل لها بكل حزم وعزم إذا ما استدعت الظروف، ونظراً إلى اعتماد إيران على "الأحذية" في تخريب المنطقة، يبدو أنها مصرِّة على التضحية بكل مخزونها منها، من حزب الله شمالاً حتى الحوثيين جنوباً.
ولعل الأيام القليلة القادمة، ستحمل في دقائقها الكثير من المفاجآت التي لايتوقعها العقل المدبّر في طهران، والتي ربما قد تدفعهم إلى إعادة النظر في سياساتهم "المريضة"، وتبعث بالمقابل في نفوس شعوب المنطقة، الطمأنينة والأمان، بأن فيها حكماء يرفعون رايات السلام، ويقدمون ما أمكن لضمان منطقة لامكان فيها "لأحذية" تُحرَّك في الخفاء، مُسخَّرة للإيذاء والتخريب والدمار.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة