لقاء وزيري خارجية السعودية وإيران.. خطوة على طريق "التطبيع الكامل"
على الطريق نحو عودة العلاقات بين البلدين اللذين ودعا "جفاءً" دام سبع سنوات، باتت لقاءات المسؤولين السعوديين وإيران، أشبه بالأحداث الدورية.
آخر تلك اللقاءات، ذلك الذي جمع وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، على هامش الاجتماع الوزاري لأصدقاء مجموعة "بريكس" بمدينة كيب تاون في جمهورية جنوب أفريقيا.
وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من المجالات، بالإضافة إلى متابعة خطوات تنفيذ اتفاق البلدين الموقع في بكين، بما فيه تكثيف العمل الثنائي لضمان تحقيق الأمن والسلم الدوليين.
وبحسب البيان السعودي، فإن الجانبين عبرا خلال اللقاء، عن تطلعهما إلى تكثيف اللقاءات التشاورية وبحث سبل التعاون لتحقيق المزيد من الآفاق الإيجابية للعلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين.
الاجتماع الثاني
ويعد اجتماع الجمعة، هو الرسمي الثاني لوزيري خارجية البلدين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وبعد اتفاق طهران والرياض على استئناف العلاقات السياسية والدبلوماسية بعد قطيعة دامت سبع سنوات.
ففي أبريل/نيسان الماضي، اجتمع وزيرا خارجية السعودية وإيران في الصين في أول لقاء رسمي على أعلى مستوى دبلوماسي بين البلدين منذ أكثر من سبعة أعوام. وأكد الطرفان -آنذاك- على أهمية متابعة تنفيذ اتفاق بكين لاستئناف العلاقات بينهما بما "يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط".
وتقول وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، إن علاقات طهران والرياض في مرحلة تنفيذ الشؤون الإدارية والفنية لإعادة فتح سفارتيهما وقنصلياتهما في البلدين، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تبدأ السفارتان أنشطتهما رسميًا في الأسابيع المقبلة.
وفي 22 مايو/أيار الماضي، عينت طهران علي رضا عنايتي سفيرًا لها لدى السعودية، كان يعمل مساعدا لوزير الخارجية والمدير العام لشؤون الخليج العربي في الوزارة.
وتوصّلت إيران والسعودية إلى اتفاق في العاشر من مارس/آذار الماضي برعاية الصين، من أجل إعادة فتح سفارتيهما وتنفيذ اتفاقيات تعاون اقتصادي وأمني موقّعة من أكثر من عشرين عاماً.
تطبيع العلاقات
واتفق الجانبان على "استئناف الرحلات الجوية وتسهيل منح التأشيرات للمواطنين، بما في ذلك تأشيرات العمرة"، و"إعادة فتح بعثات البلدين الدبلوماسية خلال المدة المتفق عليها، والمضي قدماً في اتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح سفارتي البلدين في الرياض وطهران، وقنصليتهما العامتين في جدة ومشهد".
وفي أبريل/نيسان الماضي، زار فريق فني سعودي معني بمناقشة آليات إعادة افتتاح ممثليات السعودية في إيران العاصمة طهران، تنفيذا للاتفاق.
وتلقّى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دعوة لزيارة السعودية، بينما أعلنت طهران أنّها دعت العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة إيران.
ويقول مراقبون، إن اللقاء الثاني بين وزيري خارجية البلدين يؤكد أن إيران والسعودية ماضون قدما في التطبيع الكامل بينهما، مشيرين إلى أنه يؤكد -كذلك- أن القضايا الخلافية بين طهران والرياض شقت طريقها إلى الحل.