السعودية تفتح أبوابها للعراق عبر مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية
رئيس الوزراء العراقي استقبل الوفد السعودي وأعضاء المجلس التنسيقي العراقي السعودي لبحث توطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين.
تدشن زيارة الوفد الاقتصادي السعودي حاليا للعراق مرحلة جديدة من تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية، عبر توقيع اتفاقات اقتصادية تساهم في فتح أبواب التعاون بين الجانبين ليرقي إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين، وفقا لأراء خبراء الاقتصاد العراقي.
"تهدف زيارة الوفد الاقتصادي السعودي إلى تطوير العلاقات الاقتصادية بين الرياض وبغداد بالأساس، ثم يتبعها تنسيق المواقف في الشأن النفطي والمواقف السياسية"، بحسب ما يؤكد الخبير الاقتصادي العراقي، عبدالرحمن المشهداني، مشددا على أنها تعد بوابة لتحسين العلاقات الاقتصادية في المنطقة بشكل عام".
- لتنمية الشراكة الاستراتيجية بينهما.. وفد سعودي ضخم يزور العراق
- السعودية والعراق.. توقيع مذكرة بين غرفتي الرياض وبغداد لتشجيع التجارة
وكان وفد اقتصادي سعودي رفيع المستوى برئاسة وزير التجارة والاستثمار السعودي، ماجد القصبي، قد بدأ زيارة إلى العراق مساء الأربعاء، للمشاركة في اجتماعات المجلس التنسيقي العراقي السعودي.
واعتبر "المشهداني" -الذي كان حاضرا في اجتماعات الوفد السعودي مع رجال الأعمال العراقيين في بغداد - لـ"العين الإخبارية"، الهدف الأساسي للزيارة تطوير العلاقات التجارية بين البلدين، خاصة أن العراق يعتبر سوقا كبيرا، والشركات السعودية تطمح إلى أن تكون لها حصة كبيرة في هذا السوق.
ويربط "المشهداني" استقرار الشرق الأوسط باستقرار العراق، لافتا إلى أن الإقبال الكبير وزيارات القادة العرب وقادة العالم والوفود للعراق خلال الأشهر الماضية لم تأت من الفراغ، بل تعتمد على هذا المبدأ، مؤكدا أن استقرار الوضع السياسي والاقتصادي العراقي سيعزز من علاقاته مع العالم ومع محيطه العربي".
وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، استقبل مساء أمس، الوفد السعودي وأعضاء المجلس التنسيقي العراقي السعودي، لبحث سبل توطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية بين بغداد والرياض والعمل المشترك من أجل النهوض بالاقتصاد العراقي.
وقال وزير التجارة والاستثمار السعودي، ماجد القصبي، في تصريح صحفي عقب اجتماعاته مع المسؤولين العراقيين في بغداد، إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وجه ببناء مدينة رياضية في العراق كهدية للشعب العراقي، بالإضافة لتقديم منحة قيمتها مليار دولار للمساهمة في تنمية العراق لتكون السعودية شريكا أساسيا في نهضة العراق".
وأشار رئيس الوفد السعودي إلى أن العمل متواصل في منفذ عرعر الحدودي بين السعودية والعراق وسينتهي بعد 6 أشهر من الآن، بينما يمضي العمل قدما ببناء المدينة الرياضية في بغداد بعد تخصيص الأرض لإنشائها، مضيفا أن هناك عددا من الاتفاقيات الاقتصادية باتت جاهزة للتوقيع بين البلدين.
من جهته أكد الخبير الاقتصادي العراقي، همام الشماع، أن زيارة الوفد السعودي تأتي في وقت أصبح العراق بأشد الحاجة لأشقائه العرب، في ظل الضغوط الداخلية والخارجية التي يواجهها الاقتصاد العراقي.
وأوضح لـ"العين الإخبارية" من هذه الضغوط، اضطراب أسعار النفط عالميا في ظل الاحتياجات المالية الهائلة لإعادة إعمار البلاد بعد الخراب الذي طالها نتيجة الاحتلال الداعشي، بالإضافة إلى الضغوط الإيرانية التي تتعرض لعقوبات أمريكية وتحاول أن تجد متنفسا لها في العراق.
وأشار إلى أن زيارة الوفد السعودي تأتي في هذا الظرف لتفعيل الاستثمار العراقي السعودي المشترك لإنعاش الوضع الاقتصادي العراقي، وتحريك عجلة الاقتصاد وإيجاد فرص العمل للمواطنين العراقيين الذين بدأت أعداد العاطلين عن العمل منهم تصل إلى نحو يتجاوز 25%.
وأردف الشماع "زيارة الوفد ستنعش المشاريع العراقية السعودية ومن ضمنها مشروع خط النفط العراقي السعودي الذي يصل إلى البحر الأحمر ويساعد العراق في تصدير كميات إضافية من نفطه، فالعراق لديه طاقات إنتاجية كبيرة واحتياطي نفطي كبير".
وعقد المجلس التنسيقي السعودي – العراقي أول اجتماعاته في أكتوبر/تشرين الأول عام 2017 برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، ووزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون.
ويهدف مجلس التنسيق السعودي العراقي إلى الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات إلى آفاق جديدة، وتنسيق الجهود الثنائية بما يخدم مصالح البلدين ويضمن حماية المصالح المشتركة، وتنمية الشراكة الاستراتيجية بينهما، كما يهدف المجلس إلى تشجيع تبادل الخبرات الفنية والتقنية بين البلدين، ونقل التقنية والتعاون في البحث العلمي.
aXA6IDMuMTMzLjE0OC43NiA= جزيرة ام اند امز