عاصفة السعودية "المفتعلة" ضد العراق.. زراعة شائعة في حصاد البرازيل
لا ينتهي اجتهاد بعض رواد مواقع التواصل في خلق شائعات وبناء قصص من وحي الخيال، هذا ما حدث مع "عاصفة السعودية ضد العراق".. فما حقيقتها؟
كان كافيا أن ينشر أحدهم صورة ثابتة لعاصفة، فيؤسس عليها قصة من الوهم، يزعم فيها أن السعودية اصطنعت عاصفة رملية لضرب جارتها العراق، دون سابق إنذار أو مناسبة لمثل هذا الهجوم المزعوم.
وكالنار في الهشيم انتشرت الشائعة، وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يدّعي ناشروه أنّه يصوّر العاصفة الرمليّة المفترضة، قبل أن تقوم الأدلة على عكس ذلك ويعرف مصدر وحقيقة الفيديو.
خدمة وكالة "فرانس برس"، لكشف الأخبار المزيفة، كانت سباقة لكشف أن الفيديو لا علاقة له بالسعوديّة، ولا العراق، فهو يصوّر أسلوباً معتمداً في موسم الحصاد الزراعي في دولة البرازيل.
وفي الواقع يصوّر الفيديو جرّارات تسير في سهل وتضخّ في الجوّ بعض الغبار، ما نسف ما زعمه ناشروا المقطع من أنه "فيديو مسرّب من الحدود السعوديّة مع الجنوب العراقي لاصطناع عاصفة رمليّة تضرّ العراقيين".
وتقول خدمة الوكالة، إن الفيديو بدأ تداوله في 12 مارس/ آذار الجاري، وقد حصد مئات آلاف المشاهدات والتفاعلات عبر موقع فيسبوك، من أنصار الإشاعة وعدم التثبت من مصادر المقاطع المصورة.
وقاد تحقيق "فرانس برس"، بعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة أنّه منشور في أغسطس/ آب 2019، وبثته قناة برازيلية عبر موقع "يوتيوب"، تعنى بالقطاع الزراعي في المناطق الريفيّة، وكان يوثق إحدى التقنيات المعتمدة في وقت الحصاد.
ونقلت الوكالة في تثبتها من حقيقة الفيديو عن أحد صحفيي خدمة "تقصي صحّة الأخبار" في البرازيل، تأكيده أن المقاطع تصوّر تقنيّة للحصاد، تقوم خلالها الجرارات بجمع الحبوب ومعها الحصى والتراب. ومن ثم يقوم نظام من المراوح والمصافي بفصل الحبوب عن الشوائب، فترمى الأخيرة خارج الجرارات.
فهل يوقف رواد مواقع التواصل الاجتماعي زراعة الشائعات؟.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xMTkg
جزيرة ام اند امز