حديث ولي العهد السعودي ليس لقاء صحفياً، إنه قصة المملكة الذاهبة إلى المستقبل بكل ثقة واقتدار.
حديث ولي العهد ليس لقاء صحفياً، إنه قصة المملكة الذاهبة إلى المستقبل بكل ثقة واقتدار، فحديثه موثق بالأرقام والحقائق والحديث المنطقي والعقلاني، حيث الاعتراف بالتحديات والصعوبات والإشادة بالإنجازات مهما كان حجمها والمراهنة على المستقبل والمجتمع السعودي.
لعل أبرز ما لفت النظر في فلسفة هذا اللقاء الإشارة البعيدة لسمو ولي العهد بأن دول العالم تنخرط في قضايا ومصالح مشتركة بينها لا تتأثر بالخطاب الإعلامي أو الدعاية السياسية سواء كانت من رئيس أكبر دول العالم أو من غيره
في حوار سياسي أجرته وكالة «بلومبرج» الأمريكية، قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: إن العلاقات السعودية الأمريكية جيدة، لا سيما مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تعاون مع الجانب السعودي في كثير من القضايا في الشرق الأوسط، الأمير محمد قال إن السعودية قادرة على حماية نفسها ومصالحها، وقال «في تقديري، وأعتذر إذا أساء أحد فهم ذلك أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما خلال فترة رئاسته التي دامت 8 أعوام قد عمل ضد أغلب أجندتنا، ليس فقط في السعودية، وإنما في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة عملت ضد أجندتنا، فإننا كنا قادرين على حماية مصالحنا، وقد كانت النتيجة النهائية هي أننا نجحنا، وأن الولايات المتحدة الأمريكية في ظل قيادة أوباما قد فشلت، على سبيل المثال، في مصر»..
لفت سمو ولي العهد الأنظار إلى قضية مهمة عندما قال بالحرف الواحد «لذلك فإن السعودية تحتاج إلى نحو ألفي عام ربما لتواجه بعض المخاطر».
حديث سمو ولي العهد مع الوكالة متعدد الموضوعات والقضايا، ولكن الصراحة التي تحدث بها سمو ولي العهد عكست الثقة بالتاريخ بالحديث عن التوازن الذي تتمتع به المملكة في أدائها السياسي، حيث تتميز هذه الدولة بشرعية شكّلت أحد أهم عناصر القوة التي تتمتع بها، ولعل أبرز ما لفت النظر في فلسفة هذا اللقاء الإشارة البعيدة لسمو ولي العهد بأن دول العالم تنخرط في قضايا ومصالح مشتركة بينها لا تتأثر بالخطاب الإعلامي أو الدعاية السياسية سواء كانت من رئيس أكبر دول العالم أو من غيره.
الأحلاف القوية والمستمرة بين الدول على المستوى البعيد لا تنسى التحاور بينها، خاصة إذا كانت المصالح التي تجمعها أكبر من خيارات الحديث الإعلامي الذي قد ينطلق هنا وهناك، سمو ولي العهد أشار بكل وضوح إلى تلك الفترة التي حكم فيها الرئيس السابق لأمريكا (أوباما) وكيف كانت السعودية تتحرك وفق مكانتها ومصالحها التاريخية وشرعيتها السياسية دون تأثر بتغير مصالح دول كبرى كالولايات المتحدة.
حديث سمو ولي العهد ليس لقاء صحفياً، إنه قصة المملكة العربية السعودية الذاهبة إلى المستقبل بكل ثقة واقتدار، فحديث سموه موثق بالأرقام والحقائق والحديث المنطقي والعقلاني، حيث الاعتراف بالتحديات والصعوبات والإشادة بالإنجازات مهما كان حجمها والمراهنة على المستقبل والمجتمع السعودي، الحديث بكل وضوح ودقة عن السعودية أمر لم يحدث بهذا الشكل الذي شهده هذا الحوار الذي رسم السياسات السعودية داخلياً وخارجياً.
هذا الحديث الذي أجراه سمو ولي العهد يشكل استراتيجية المملكة خلال العقد المقبل، وتحديداً مثلث الحياة في أي دولة، مثلث أضلاعه -السياسة والاقتصاد والمجتمع- الاستراتيجية السعودية التي ظهرت في هذا اللقاء تؤمن بكل وضوح برؤية مستقبلية تصحح الأخطاء الماضية وترسم المستقبل، حيث لغة الإنجازات ولا غير ذلك.
في هذا الحوار الصريح والمباشر لسمو ولي العهد يتم فيه اكتشاف المستقبل السعودي من خلال جيل من السياسات التي يؤكدها مرة أخرى سمو ولي العهد منذ انطلاقة رؤية المملكة 2030م التي يقودها الشباب وممثلهم سمو ولي العهد، لقد أصبح من الصعب على الذين ينظرون إلى المملكة بمقاييس تقليدية أن يستقبلوا هذا الكم الهائل من التغيير الذي يتطلبه المستقبل، السعودية بهذه الاستراتيجية الواضحة التي كشف عنها سمو ولي العهد في هذا اللقاء سوف تذهب إلى المستقبل بكل سلاسة ليس لأنها السعودية فقط ولكن لأن الظروف اليوم سياسياً واقتصادياً ومجتمعياً أصبحت مهيأة لأن تنقل هذا البلد إلى موقع يستحقه.
في حديث سمو ولي العهد يتم التأكيد على أن المملكة دولة لها مكانتها الدولية ولها الأثر الكبير في إحداث الكثير من التحولات فيما يخص الاقتصاد والسياسات العربية والإسلامية والاستراتيجيات الدولية في إحلال السلم الدولي، لذلك فإن هذه الدولة التي تمتلك كل هذه التأثيرات على العالم تستحق بكل اقتدار أن تكون في المقدمة.
قدرة الإنسان السعودي اليوم على إضفاء قيمة على نفسه ومجتمعه تتضاعف بهذا الأمل الذي رسمه هذا اللقاء من خلال حديث سمو ولي العهد الذي يضع ذلك الإنسان المحور الأهم بالنسبة للقيادة السعودية التي تنظر إلى المجتمع السعودي كونه الأداة الفاعلة لإحداث التغيير الإيجابي الذي تسعى الحكومة إلى تحقيقه.
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة