أسبوع السعودية والإمارات.. أخوة راسخة تعالج أزمات وتهزم مؤامرات
تنسيق مشترك وجهود متكاملة تؤكد قوة ومتانة العلاقات بين السعودية والإمارات فيما يصب في صالح تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم.
أحداث وتطورات شهدتها العديد من الملفات، كانت السعودية والإمارات حاضرة خلالها، لبحثها ومعالجتها بتنسيق مشترك ورؤى متطابقة وجهود متكاملة تؤكد قوة ومتانة العلاقات وتوأمة السياسات بينهما، فيما يصب في صالح تحقيق والأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم.
ملفات عديدة ظهر فيها التنسيق والتكامل السعودي الإماراتي جليا، على رأسها القضية الفلسطينية وكذلك الموقف إزاء استمرار تدخلات إيران في شؤون الدول العربية وغيرها من القضايا على مدار الأسبوع المنقضي
البيان السعودي الإماراتي المشترك بشأن التطورات الأخيرة جنوبي اليمن، التي كانت بمثابة خارطة طريق لحل الأزمة، محورها التهدئة ونبذ الانقسام وإعادة توجيه البوصلة نحو الهدف الرئيسي لدحر المليشيا الحوثية والتنظيمات الإرهابية، كان نموذجا للتطابق في الرؤى بين الدولتين.
كما ظهر هذا التكامل بينهما في إعلان الإمارات استجابتها الفورية لدعوة السعودية لعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، لبحث التصعيد الإسرائيلي الخطير تجاه القضية الفلسطينية.
كذلك ظهر التطابق والتكامل بين البلدين في البيان الصادر عن اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية العربية.
وتضم السعودية والبحرين ومصر والأمين العام للجامعة العربية ودولة الإمارات رئيساً.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، تجسدت متانة العلاقات بين البلدين في استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وزير الطاقة السعودي، في أول زيارة خارجية له بعد يوم واحد فقط من تعيينه بأمر ملكي.
ويوماً تلو الآخر، تتأكد أواصر الأخوة والتعاون واللُّحمة بين البلدين، لتمثل أنموذجاً مثاليا لعلاقة دولتين وصلتا إلى "توأمة" في السياسات وتحالف قوي، عصي على مؤامرات الشر الإخواني التي تستهدف بشكل متواصل إثارة الفتنة بينهما.
علاقات أخوية راسخة
أحد أبرز الأحداث الذي شهدها الأسبوع المنقضي، وأبرزت قوة العلاقة بين البلدين، هو استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مجلس قصر البحر، الإثنين، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، بعد يوم واحد من تعيينه بأمر ملكي.
وأوضح حساب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على موقع "تويتر" أنه تم خلال اللقاء بحث العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وهنأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وزير الطاقة السعودي، على الثقة التي أولاها إياه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، متمنياً له التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة في خدمة وطنه ومسيرة ازدهاره.
وشارك وزير الطاقة السعودي الجديد في مؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرين الذي عقد في أبوظبي، خلال الفترة من 9 إلى 12 سبتمبر/أيلول 2019، لتكون الإمارات الدولة الأولى التي يزورها بعد توليه منصبه.
خارطة طريق لإنقاذ اليمن
أيضاً كان من أبرز أحداث الأسبوع المنقضي، صدور بيان سعودي إماراتي مشترك لاحتواء الأحداث الأخيرة جنوبي اليمن.
البيان أكد مجدداً قوة ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين السعودية والإمارات، ومدى الانسجام والتوافق وتطابق الرؤى بين البلدين تجاه الملف اليمني، كما في مختلف الملفات الإقليمية والدولية والأخرى.
كما نسف كل آمال إحداث وقيعة بين حليفين تربطهما أخوة تاريخية وشراكة استراتيجية وأهداف مشتركة، وأثبت كذب وزيف الحديث عن خلاف بين البلدين بشأن الوضع في اليمن.
أيضاً تضمن البيان رسالة واضحة محددة للأطراف اليمنية المنضوية تحت تحالف دعم الشرعية (الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي)، بشأن ضرورة توحيد الجبهة الداخلية وقطع الطريق أمام محاولات تشتيت الجهود نحو الهدف الأساسي، وهو هزيمة المشروع الإيراني ودحر المليشيا الحوثية والتنظيمات الإرهابية في اليمن.
وهو ما يعني ضمنياً تحذير تلك الأطراف مما تقوم به جهات مثل حزب الإصلاح (الذراع اليمنية لتنظيم الإخوان الإرهابي)، في محاولة إذكاء الفتنة وحرف البوصلة عن الهدف الحقيقي.
البيان المشترك جاء بمثابة خارطة طريق لاحتواء الأحداث الأخيرة في عدن والمدن الجنوبية، تلك الخارطة سيتم تحديد إطارها التنفيذي عبر حوار جدة، وفي هذا الصدد أعربت الدولتان عن ترحيبهما باستجابة الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي لدعوة السعودية للحوار.
ووضعت الدولتان عدة بنود على الأطراف المشاركة في الحوار والالتزام بها لضمان نجاحه في تحقيق أهدافه، أبرزها ضرورة استمرار الالتزام بالتهدئة ووقف إطلاق النار والتحلي بروح الأخوة ونبذ الفرقة والانقسام والتوقف بشكل كامل عن القيام بأي تحركات أو نشاطات عسكرية أو القيام بأي ممارسات أو انتهاكات ضد المكونات الأخرى أو الممتلكات العامة والخاصة.
كما تضمن البيان 3 أهداف محددة هي: "المحافظة على مقومات الدولة اليمنية وهزيمة المشروع الإيراني ودحر المليشيا الحوثية والتنظيمات الإرهابية في اليمن".
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور بن محمد قرقاش إن "الرسائل المشتركة من السعودية الشقيقة والإمارات بشأن التطورات في اليمن تأكيد للشراكة الاستراتيجية التي تجمعنا، فلا يقرأ غير ذلك إلا حاقد وخبيث، مصالح السعودية عند قيادتنا هي مصالح الإمارات وثقتنا فيها مطلقة، شراكة تجمعها الأهداف وترسخها التضحيات".
القضية الفلسطينية.. استجابة فورية
أيضاً ظهر هذا التكامل بين البلدين في إعلان الإمارات استجابتها الفورية لدعوة السعودية لعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث هذا التصعيد الخطير، بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه ضم أراض من الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل في حال فوزه بالانتخابات.
وعبرت الإمارات العربية المتحدة عن استنكارها الشديد ورفضها القاطع لما أعلنه نتنياهو.
وصرح الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، بأن هذا الإعلان يعتبر تصعيداً خطيراً ينتهك جميع المواثيق والقرارات الدولية، ويعبر عن الاستغلال الانتخابي في أبشع صوره دون أدنى اعتبار لشرعية القرارات الدولية أو أدنى اهتمام بتقويضه للمساعي الحميدة التي يقوم بها المجتمع الدولي للوصول إلى حل سلمي للقضية الفلسطينية.
وأكد أن هذا الإعلان الانتخابي وغير المسؤول يهدد بتقويض جهود المجتمع الدولي السياسية وعبر عقود طويلة، لإيجاد حل منصف وعادل للقضية الفلسطينية، مؤكداً مركزيتها للعرب والمسلمين.
كما أكد ترحيب دولة الإمارات واستجابتها الفورية لدعوة المملكة العربية السعودية بعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، لبحث هذا التصعيد الخطير ووضع خطة تحرك عاجلة.
وبيّن أن المسؤولية مشتركة في التصدي لإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي الانتخابي، وأن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ ما يلزم من إجراءات تجاه هذا التطور الخطير.
وكان نتنياهو وفي مسعى أخير منه لحصد أصوات اليمين المتطرف في إسرائيل، أعلن في مؤتمر صحفي استثنائي، الثلاثاء، عزمه ضم غور الأردن وشمالي البحر الميت، كخطوة نحو ضم المستوطنات في الضفة الغربية.
ويشكل غور الأردن نحو 30% من الضفة الغربية والمنطقة الحدودية الشرقية للضفة الغربية مع الأردن، ويُعَد منطقة استراتيجية للدولة الفلسطينية المستقبلية.
وتعقد منظمة التعاون الإسلامي، الأحد المقبل، اجتماعاً طارئاً على مستوى وزراء الخارجية بطلب من المملكة العربية السعودية بمقرها في جدة، لبحث التصعيد الإسرائيلي الأخير.
تدخلات إيران
البيان الصادر عن اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية العربية، التي تضم السعودية والبحرين ومصر والأمين العام للجامعة العربية ودولة الإمارات رئيساً، كان أبرز ملامح الانسجام والتوافق بين البلدين تجاه مختلف الملفات الإقليمية والدولية.
وأدان البيان الصادر، بعد اجتماع اللجنة في القاهرة، الثلاثاء الماضي، مواصلة دعم إيران للأعمال الإرهابية والتخريبية في الدول العربية، بما في ذلك استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع مـن داخل الأراضي اليمنية على المدن الآهلة بالسكان بالمملكة.
ونددت اللجنة بالأعمال التي قامت بها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والمتمثلة في الهجوم بالطائرات المسيرة على محطتين لضخ النفط داخل المملكة، كما أدانت الأعمال التخريبية التي طالت السفن التجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات وفي بحر عمان.
كما أكدت اللجنة ضرورة التزام إيران بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2231) لعام 2015، والمتعلق ببرنامجها الصاروخي، وعلى ضرورة تطبيق آلية فعالة للتحقق من تنفيذ الاتفاق والتفتيش والرقابة وإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال حال انتهاك إيران التزاماتها بموجب الاتفاق وعلى أهمية انضمام إيران إلى جميع مواثيق السلامة النووية ومراعاة المشاكل البيئية للمنطقة، وما تضمنه ذات القرار من تأكيد على حظر إيران لإجراء التجارب الباليستية وتطويرها للصواريخ بعيدة المدى والصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية.
وعبّرت اللجنة الوزارية العربية عن إدانتها للتهديدات الإيرانية المباشرة للملاحة الدولية في الخليج العربي ومضيق هرمز، وكذلك تهديدها الملاحة الدولية في البحر الأحمر عبر وكلائها في المنطقة.
وأكدت أهمية الوقوف بكل حزم وقوة ضد أي محاولات إيرانية لتهديد أمن الطاقة وحرية وسلامة المنشآت البحرية في الخليج العربي والممرات البحرية الأخرى، سواء قامت به إيران أو أذرعها في المنطقة.
ونددت اللجنة باستمرار التدخل الإيراني والتركي في الأزمة السورية، وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سوريا وسيادتها وأمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية.
تلك الجهود المشتركة والمواقف المتطابقة عبر مختلف الملفات والأزمات، تؤكد أن السعودية والإمارات نموذجاً يحتذى في العلاقات الدولية والشراكات المثالية، وأن تحالفهما حجر الأساس لأمن واستقرار المنطقة، وأن علاقتهما أقوى من كل محاولات ومؤامرات شق الصف بينهما.
aXA6IDE4LjIyNC42OS4xNzYg جزيرة ام اند امز