أسبوع السعودية والإمارات.. "شراكة الخندق الواحد" تهزم مكائد الشر
شعب واحد وقيادتان عازمتان على استكمال مسيرة التعاون والتنسيق المشترك بين السعودية والإمارات في مختلف المجالات.
أحداث عدة شهدها الأسبوع المنقضي أكدت قوة ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأنها أقوى بكثير من مؤامرات تحالف الشر القطري الإخواني التي تستهدف إثارة الفتنة بينهما والتشكيك في متانة العلاقة بين الدولتين التي تجمعهما أخوة تاريخية وشراكة استراتيجية ومصير واحد.
تلك الشراكة تجلت بصورة واضحة في تصريحات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات، خلال افتتاحه "حديقة شهداء حرس الرئاسة" قبل يومين، واصفاً العلاقة بين السعودية والإمارات بأنها "شراكة الخندق الواحد في مواجهة التحديات المحيطة".
كما تجلت في الزيارة المشتركة لكل من عادل الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية في السعودية، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي إلى باكستان، الأربعاء الماضي، في زيارة تستهدف تخفيف حدة التوتر على خلفية أزمة كشمير.
تلك الشراكة خرج وفاء لها نحو مليوني يمني في المدن الجنوبية، الخميس الماضي، في مليونية شكر وتقدير لدورها في إنقاذ اليمن وأهله، في مسيرات تم خلالها أيضاً حرق علم قطر وشعار قناة "الجزيرة" في دلالة رمزية لفشل مؤامراتهم ضد تلك الشراكة وأهل اليمن.
تلك الشراكة التي عبرت السعودية مجدداً، الجمعة، عن تمسكها بها، مؤكدة على لسان سفيرها في اليمن محمد آل جابر، أن "جهود المملكة والإمارات تمثل الركيزة الأساسية" لاستقرار الأوضاع في اليمن وإنهاء أزماته.
تلك الشراكة لم تعد فقط تلقي بتأثيراتها على العلاقات الثنائية النموذجية بين البلدين، ولا تحركاتهما على صعيد السياسة الخارجية لحل الأزمات الإقليمية والدولية والإسهام في نشر الأمن والاستقرار في العالم، بل بدأت تلقي بتأثيراتها حتى على تفاصيل الحياة العادية لمواطني البلدين، وهو ما ظهر جلياً في المبادرة التي أطلقتها شرطة أبوظبي، اليوم الجمعة، تحت عنوان "الإماراتي سعودي والسعودي إماراتي" ضمن حملة درب السلامة، تأكيداً على عمق ومتانة العلاقات بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين.
أزمة كشمير
أبرز أحداث الأسبوع المنقضي في السعودية والإمارات كانت الزيارة المشتركة لكل من عادل الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية في السعودية، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، إلى باكستان، الأربعاء، وهما يستقلان طائرة واحدة تعود للإمارات، في دلالة قوية على الإيمان بوحدة الهدف والمصير المشترك، وفي رسالة سعودية واضحة للعالم مفادها أنها تثق ثقة كاملة بالإمارات وتوجهاتها وسياساتها.
تلك الزيارة التي أجرى خلالها الوزيران سلسلة مباحثات منفصلة مع كل من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان ونظيرهما الباكستاني شاه محمود قريشي، وقائد أركان الجيش الباكستاني الفريق أول قمر جاويد باجوا، بحثوا فيها سبل تخفيف حدة الاحتقان في إقليم كشمير الحدودي بين الهند وباكستان الذي يشهد توترات جديدة بعد قرار نيودلهي، الشهر الماضي، إلغاء الحكم الذاتي الدستوري في الإقليم الحدودي المتنازع عليه.
الزيارة تضمنت رسائل قوية عكست حجم التنسيق والاتفاق والتوافق والانسجام في رؤية البلدين ليس تجاه ملفات المنطقة فحسب، بل تجاه مختلف الملفات الإقليمية والدولية وقضايا العالم العربي والإسلامي.
كما عكست الزيارة المشتركة مكانة وثقل البلدين آسيوياً ودولياً وإسلامياً، والثقة الكبيرة في قدرتهما على حل الأزمات الإقليمية والدولية والتخفيف عن حدتها، وهو ما عبر عنه رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان عند استقباله الوزيرين، بالتأكيد على أن للسعودية والإمارات أهمية خاصة في الوضع الحالي، مشدداً على أن البلدين ستبقيان على اتصال لتعزيز السلام والأمن.
تلك الثقة في الدور السعودي الإماراتي لحل الأزمة الحالية لم تأتِ من فراغ، فللبلدين رصيد مشترك سابق في حلحلة أزمات المنطقة والعالم، وسبق أن كان لهما دور كبير في تخفيف التوتر بين الهند وباكستان، على خلفية المواجهات الحدودية بينهما فبراير/شباط الماضي.
أيضاً كان لجهود السعودية والإمارات دور كبير في إنهاء أطول نزاع في أفريقيا؛ حيث أسهمت جهودهما في إنهاء الخلاف بين إثيوبيا وإريتريا، العام الماضي، وهو الأمر الذي يؤكد أهمية تلك الشراكة من أجل استقرار المنطقة والعالم.
شراكة الخندق الواحد
كلمات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات، خلال افتتاحه "حديقة شهداء حرس الرئاسة" في معسكر محوي، جاءت أصدق وأقوى تعبير عن تلك الشراكة، واصفاً إياها بأنها "شراكة الخندق الواحد في مواجهة التحديات المحيطة".
وأردف: "والهدف الذي يجمعنا أمن السعودية والإمارات واستقرار المنطقة، يجمعنا مصيرنا ومستقبلنا".
تلك التصريحات جاءت لتؤكد أن ما يجمع الإمارات والسعودية ليس أمراً عادياً، ولا مصالح آنية، وطبيعة العلاقة بينهما استثنائية بكل المقاييس، وأن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أقوى بكثير من أن تتأثر بمحاولات التشكيك البائسة ولا بالحملات المغرضة؛ فما يجمع البلدين أكبر بكثير مما يفرق بينهما.
حوار جدة
وفي إطار شراكة الخندق الواحد، شهد الأسبوع المنقضي أيضاً انطلاق حوار جدة لتحقيق مصالحة يمنية بين الأطراف المنضوية تحت مظلة التحالف (الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي).
وهو الحوار الذي عبّر الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، عن تطلعه بثقة وتفاؤل إلى نجاحه.
وأكد أن "وحدة الصف ضد الانقلاب الحوثي ومضاعفة الجهد في مواجهته هي الأولوية"، مضيفاً: "الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية الشقيقة على قيادة التحالف سياسياً وعسكرياً بحرص وحنكة واقتدار".
بدوره أكد محمد آل جابر، سفير السعودية باليمن، في تغريدات عبر حسابه في موقع "تويتر"، الجمعة، أهمية الدور الإماراتي لإنهاء تلك الأزمة.
وبيّن أن "اهتمام المملكة ودول التحالف منصب على تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن ودعم الحكومة الشرعية لإنهاء الانقلاب والمحافظة على الدولة من براثن المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران".
وأكد أن "جهود المملكة والإمارات الركيزة الأساسية في إنهاء الأزمة التي حدثت في بعض المحافظات الجنوبية، وذلك وسط تجاوب ملموس وبمسؤولية عالية من القيادات التي حضرت إلى جدة تلبية لنداء المملكة للحوار".
وبيّن أن "المملكة تقدر تضحيات وبسالة أبناء الجنوب في مواجهة المليشيا الحوثية المدعومة من إيران في كل الجبهات، وتؤكد أنهم يمثلون مع إخوانهم في جميع القوى الوطنية اليمنية رأس الحربة في صدر المشروع الإيراني الخبيث في اليمن".
مليونية الوفاء للسعودية والإمارات
انطلاق الحوار جاء بالتزامن مع خروج نحو مليوني يمني في عدد من محافظات جنوب اليمن في مظاهرات حاشدة بعنوان (مليونية الوفاء)، تعبيراً عن الوفاء للتحالف العربي والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ورفع المشاركون أعلام وصور حكام السعودية والإمارات؛ للتعبير عن الشكر لما قدمته الدولتان للمحافظات المحررة منذ انطلاق عملية عاصفة الحزم، وقاموا بحرق علم قطر وشعار قناة "الجزيرة" في دلالة رمزية لفشل مؤامراتهم ضد تلك الشراكة وأهل اليمن.
فشل مؤامرات الحمدين
الأحداث التي شهدها الأسبوع المنقضي أكدت فشل المحاولات العبثية للإخوان والحمدين لإثارة خلاف بين السعودية والإمارات.
وشهدت الفترة الماضية حملة قطرية إخوانية مشتركة، تستهدف إثارة الفتنة بين البلدين والترويج لمعلومات كاذبة حول تأثر علاقتهما على خلفية التطورات الأخيرة في عدن.
وجاء التصعيد الإخواني القطري ضد الإمارات والتحالف بشكل عام، في أعقاب فشل محاولات قوات حزب الإصلاح (الذراع اليمنية لتنظيم الإخوان الإرهابي) لاجتياح العاصمة المؤقتة عدن (جنوب).
نقلة نوعية
وتشهد العلاقات الإماراتية - السعودية نقلة نوعية في العديد من المجالات، وبتوجيهات قادة البلدين تمضي مسيرة التعاون بين البلدين نحو تعزيز الشراكة وتحقيق التكامل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، بما يسهم في تحقيق الخير والرفاهية لشعبي البلدين، ومواجهة التحديات في المنطقة.
مسيرة التعاون تم مأسستها عبر مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي، الذي تم توقيع الاتفاق على إنشائه في مايو/أيار 2016، بحضور الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
فعلى صعيد السياسة الخارجية، تتبنى الدولتان مواقف مشتركة إزاء القضايا العربية والخليجية والإقليمية والدولية؛ حيث تعمل الدولتان على تعزيز العمل العربي المشترك، وصون مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والتصدي للتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، وتعملان على إيجاد حلول دائمة لأزمات ونزاعات المنطقة المختلفة.
تلك العلاقات النموذجية كانت محل استهداف بالتآمر دائماً من تنظيم الحمدين الحاكم في قطر، وذراعه الإعلامية قناة "الجزيرة" وأخواتها، خصوصاً منذ أن أعلنت الدولتان مع مصر والبحرين قطع العلاقات مع قطر قبل عامين، ومحاولة إثارة الفتنة بين البلدين وترويج الشائعات.
الإماراتي سعودي والسعودي إماراتي
تلك الشراكة لم تعد فقط تلقي بتأثيراتها على صعيد السياسة الخارجية لحل الأزمات الإقليمية والدولية، بل بدأت تلقي بتأثيراتها حتى على تفاصيل الحياة العادية لمواطني البلدين.
وهو ما ظهر جلياً في المبادرة التي أطلقتها شرطة أبوظبي، اليوم الجمعة، تحت عنوان "الإماراتي سعودي والسعودي إماراتي".
ونفذت إدارة مرور منطقة الظفرة التابعة لمديرية المرور والدوريات بقطاع العمليات المركزية بشرطة أبوظبي، مبادرة ضمن حملة درب السلامة اشتملت على توزيع شعار درب السلامة والإماراتي سعودي والسعودي إماراتي على السعوديين القادمين عبر منفذ الغويفات الحدودي البري بمنطقة الظفرة.
وأعرب السعوديون عن سعادتهم بهذه المبادرة وشكرهم لمنفذ الغويفات الحدودي والعاملين به على هذه اللفتة الحضارية التي تؤكد عمق ومتانة العلاقات بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين.
كانت شرطة أبوظبي قد أطلقت مؤخراً حملة توعية بعنوان "درب السلامة" لنشر الوعي وتعزيز السلوكيات الإيجابية للسائقين والمشاة ضمن خطة أبوظبي الاستراتيجية للسلامة المرورية، والأولوية الاستراتيجية بجعل الطرق أكثر أماناً.