الثعبان الحوثي لا يفوت فرصة إلا حاول خلالها بث سموم الفرقة وشق الصف السعودي الإماراتي في محاولة بائسة يائسة وأخيرة للتسلل والتفريق.
"الإمارات مع السعودية قلباً وقالباً، نقف وقفة رجل واحد ونؤمن بأن المصير واحد"، كلمات رددها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وهو يرتدي لبس الإحرام، ليضع دستوراً أخوياً وميثاقاً غليظاً لعلاقة موثوقة وموثقة بالتاريخ والجغرافيا، لا يمكن لأي عابث أياً كان أن ينال منها ولو بعثر الأقلام هنا وهناك وأدار عدسات الكاميرات ليلتقط جزءاً من الصورة، متغافلاً ما تبقى منها قاصداً متعمداً إخراجها عن سياقها لهدف لو تعلمون حقيراً.
لكل منصف لا يخالجه شر ولا سوء سيدرك أن السعودية والإمارات كانتا وما زالتا شعباً واحداً، وقلباً واحداً ونبضاً واحداً، وحصناً منيعاً لمواجهة التطرف ويداً بيضاء في المنطقة، بل لا نبالغ إن قلنا في العالم أجمع.
كلمات الشيخ زايد وإن قلت حروفها إلا أنها تحمل من المعاني ما يصعب حملها، معان زادها ثقلاً التصريح الأخير الذي أدلى به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد للقوات للمسلحة، ساق فيه تعبيراً صلباً في متانته عميقا في دلالته عندما أكد أن الإمارات والسعودية بينهما "شراكة الخندق الواحد" في مواجهة التحديات المحيطة. والهدف الذي يجمعنا أمن السعودية والإمارات واستقرار المنطقة.
هذا الخندق الذي وصف به الشيخ محمد بن زايد العلاقة مع السعودية للدلالة على المصير الواحد الذي يجمع البلدين عكس رسالة صريحة واضحة، لا لبس فيها، في موقف يعري أكاذيب ثلاثي الشر في المنطقة، وتثبت أن قوة النسيج السعودي - الإماراتي أقوى من أن تمسه يد سفيه تحمل مشاعل الفتنة في المنطقة.
رسالة جاءت تأكيداً لموقف الإمارات الراسخ منذ عهد المؤسس الشيخ زايد -رحمه الله- وحتى اللحظة باعتبار السعودية والإمارات جسداً واحداً، شعباً واحداً نبضاً وقلباً واحداً، لا يسير أحدهما دون الآخر.
هي كما وصفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "علاقاتنا في أفضل أحوالها، ولدينا رؤية مشتركة، وهي خير الشعبين، ولدينا عزيمة قوية يقودها خير قائدين، الملك سلمان ضمانة عربية للاستقرار، ولو جمعت الدول العربية علاقات كعلاقات الإمارات والسعودية، لكانت المنطقة أقوى، ومستقبلها أفضل، وشعوبها أسعد".
التوافق الاستراتيجي وتشارك الرؤى في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية على أرضية واحدة مشتركة عنوانها "الموقف الواحد والمصير المشترك" هو سر العلاقة الرابطة بين البلدين، وهو ما أثبته الحراك السياسي والعسكري حتى العمل الإنساني للشعب اليمني الشقيق خلال الأوقات العصيبة والظروف الحالية التي تشهدها بلاده، هذا وقد أظهر التحالف العربي الذي تقوده السعودية وتشارك فيه دولة الإمارات العربية المتحدة بفعالية قوة هذه العلاقات، بل قد عززها بشكل غير مسبوق.
الثعبان الحوثي لا يفوت فرصة إلا حاول خلالها بث سموم الفرقة وشق الصف السعودي الإماراتي في محاولة بائسة يائسة وأخيرة للتسلل والتفريق بين جناحي الأمة اللذين حلقا بجسد الأمة بعيداً عن الاضطرابات الجارية.
التغطية على الضربات الموجعة التي يتلقاها الحوثي يومياً بمعول التحالف قوّضت جنبات وجوده واقتربت لجث جذوره من الأرض، وقطع مداد الإرهاب عنه، انطلق كالمذبوح يلقي الشائعات يميناً ويساراً، وأطلق كلابه لتنبح يميناً ويساراً للتشكيك بالمساعي السعودية الإماراتية، لكن خابت مساعيهم، وتبت أيديهم، ولعل الزيارة المشتركة التي قام بها معالي عادل الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية في المملكة العربية السعودية، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى إسلام آباد ولقائهما دولة عمران خان، رئيس وزراء باكستان، وعقدهما محادثات ثلاثية مع معالي شاه محمود قريشي، وزير الخارجية الباكستاني، تم خلالها بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة والعالم، لدليل قوي على متانة العلاقة، كاشفة فاضحة لكل عميل وبوق يردد أكاذيب الحوثي ومن والاه.
رسالة الشيخ محمد بن زايد الأخيرة ومن قبلها رسالة الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، حين وجّه أحد الصحفيين سؤالاً عن مزاعم بوجود خلاف سعودي إماراتي خلال مؤتمر صحفي بالمملكة، فجاء رد الأمير خالد الفيصل حاسماً صارماً بأن "السعودي إماراتي والإماراتي سعودي" جسد واحد وشعب واحد، واضعاً حداً للأيادي العابثة بأوطان مستقرة وشعوب آمنة.
امتداد الروابط القوية بين أبوظبي والرياض لم تكن وليدة اللحظة أو الموقف بل كانت جذورها ضاربة منذ نشوء منطقة الخليج ذاتها، وأدرك قادتها وشعوبها أن ليس هناك حل إلا بترسيخ العلاقات وتوطيدها في كل مرحلة من مراحلها التي مرت بها.
الأكيد في قوة العلاقات ومتانتها وجود قيادات حكيمة تدرك أن السعودية امتداد للظهير الإماراتي والعكس، وأن أمن أحدهما واستقراره أمن للآخر بل للمنطقة كلها، وهذا ما حدث خلال ما سُمي "بالربيع العربي"؛ حيث أتى التحالف غير المعلن وقتها سداً منيعاً لوقف العبث وامتداد الأخطار داخل ربوع المنطقة، بل وأد الفتنة في مهدها في الدول العربية، ومساندتها في حربها ضد الإرهاب وزبانيته.
لكل منصف لا يخالجه شر ولا سوء سيدرك أن السعودية والإمارات كانتا وما زالتا شعباً واحداً وقلباً واحداً ونبضاً واحداً، وحصناً منيعاً لمواجهة التطرف ويداً بيضاء في المنطقة، بل لا نبالغ إن قلنا في العالم أجمع.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة