في الحقيقة العتب ليس على القنوات النبّاحة ولا أفواهها المرتزقة؛ فالعتب كل العتب على من ينصبون أنفسهم محللين سياسيين وأكاديميين مرموقين
انتشرت خلال الأيام الماضية الكثير من التقارير والأخبار والتفاسير بوجود خلاف إماراتي سعودي، لتأتي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى السعودية ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتقطع دابر العابثين بوحدة الشعبين الإماراتي والسعودي، ووحدة صف القيادتين ورؤيتهما الشاملة للكثير من القضايا المشتركة، وعلى رأسها قضايا التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات لاستعادة الشرعية في اليمن وتطهير أراضيها من أيادي الحوثيين أعوان إيران.
منذ اليوم الأول لانطلاق عاصفة الحزم والإمارات والسعودية تمضيان في علاقة استثنائية على جميع الصعد وجميع الجوانب، وستستمر هذه العلاقة، فالإماراتي سعودي والسعودي إماراتي، كما عبر عنها الأمير خالد الفيصل، وهذا هو حال قلوبنا كإماراتيين والحال نفسه تجده أيضاً لدى السعوديين.
وجه أحد الصحفيين سؤالاً للأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، خلال المؤتمر الصحفي بعد انتهاء موسم الحج، أراد منه الاستفسار عن مزاعم بوجود خلاف إماراتي سعودي.
وقد جاء رد الأمير خالد ردا قاسما، فقال: "السعودي إماراتي والإماراتي سعودي"، في إشارة واضحة إلى أن الإمارات والسعودية بلد واحد وقيادة واحدة لا يمكن لأي عابث أن يحشر نفسه وسط هذا الكيان المتماسك، الذي وضع حدا للكثير من الأيادي العابثة بأوطاننا وشعوبنا بداية من الإخوان ونهاية بالحوثيين مروراً بداعش ومن دعمها ودعم ومول إرهابها.
السؤال بين الإمارات والسعودية هو: فيمَنْ يحب الثاني أكثر؟ فيمن يريد لهذه الرؤية المشتركة أن تستمر أكثر فأكثر؟ فيمن يريد لوحدة الشعبين والقيادتين في المزيد من التماسك؟
هذا هو السؤال بين قوتين مركزيتين أرادتا وحدة شعوبنا وتماسك مجتمعاتنا، والوقوف كالجسد الواحد أمام أعداء الأمة ممن يقوضون أمننا وأمن أجيالنا، ممن يتسلقون للوصول لسلطة هم ليسوا جديرين بها، ممن يمولون الإرهاب ويسعون في خراب دولنا، هؤلاء الذين أوقفت السعودية والإمارات خططهم، وقطعت دابرهم، فصاحوا ألماً، وأطلقوا كلابهم لتنبح يميناً وشمالاً للتشكيك بالمساعي السعودية الإماراتية، ولكن خابت مساعيهم، فلدينا قيادتان تعيان حجم المعركة، وترد عليها بحكمة فريدة واستثنائية لإنجاح مشروع مشترك، همه مجتمعاتنا ومقدرات أجيالنا.
في الحقيقة العتب ليس على القنوات النبّاحة ولا أفواهها المرتزقة؛ فالعتب كل العتب على من ينصبون أنفسهم محللين سياسيين وأكاديميين مرموقين، ليدلوا بتصريحات أو يكتبوا تغريدات ليعلنوا فيها عن تطورات المرحلة المقبلة في اليمن أو غيرها من القضايا المشتركة، ليفسحوا المجال لتلك الأقلام المستأجرة أن تصطاد بالماء العكر، هؤلاء المحللون عليهم أن يكفوا عن تحليلاتهم ويتخلوا عن نظرتهم الشخصية لمجريات الأحداث، ويتركوا أمر التصريحات لأصحابها ولأصحاب القرار في الجانب السعودي أو في الجانب الإماراتي، فكلا الجانبين لديه من هم مخولون للحديث باسم قوات التحالف، وأيضاً من هم مخولون لإدلاء بتصريحات حول الرؤية والاستراتيجية لمختلف القضايا السياسية والأمنية أو حتى الدبلوماسية، هؤلاء من يجب أن نأخذ التصريحات من أفواههم.
ستبقى العلاقة الإماراتية السعودية جبلاً شامخاً يريد الكثيرون النباح للنيل منه، ولكن صدق النوايا بين الجانبين يقف عائقاً في طريقهم، ليس صدق النوايا فقط بل الرؤية المشتركة للعديد من القضايا التي تهم كلا البلدين والشعبين.
فمنذ اليوم الأول لانطلاق عاصفة الحزم والإمارات والسعودية تمضيان في علاقة استثنائية على جميع الصعد وجميع الجوانب، وستستمر هذه العلاقة، فالإماراتي سعودي والسعودي إماراتي، كما عبر عنها الأمير خالد الفيصل، وهذا هو حال قلوبنا كإماراتيين والحال نفسه تجده أيضاً لدى السعوديين.
يوماً بعد يوم سنؤكد عمق العلاقة التي تجمعنا بالسعودية، وسنؤكد أيضاً أن مهمتنا في اليمن لن تنتهي حتى نحقق أهدافنا في إعادة يمن سعيد، بإذن الله، وتخليص أبنائه من سلطة الحوثيين الذين يسعون لخراب اليمن، ويداً بيد مع إخواننا السعوديين سنطهر أراضينا من كل بؤرة تريد الفساد لمجتمعاتنا، وسنكون معا السد المنيع لإفشال مخططات الطامعين بمقدرات شعوبنا، وسيبقى خلافنا الإماراتي السعودي خلافاً قائماً على المنافسة بين البلدين، فيمن يقدم للآخر أكثر.
نقلاً عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة