لأن السعودية والإمارات أكبر اقتصادين عربيين وهما القوتان الأحدث تسليحا، وتتوافق رؤيتهما بشكل متطابق فمن المؤكد أن ذلك يغيظ قوى الشر
عندما أعلنت السعودية في السادس والعشرين من مارس 2015 انطلاق عاصفة الحزم في اليمن لدعم الشرعية اليمنية، بعد الانقلاب الحوثي عليها واحتلال معظم الأراضي اليمنية بقوة السلاح، كانت دولة الإمارات أولى الدول المشاركة في التحالف العربي، وكانت الدولة الثانية بعد المملكة في القوة العسكرية المشاركة في هذا التحالف، وأسهمت قواتها إسهاماً كبيراً وبارزاً في تحول ميزان القوى على الأرض.
لأن السعودية والإمارات هما أكبر اقتصادين عربيين وهما القوتان الأحدث تسليحاً، وتتوافق رؤيتاهما بشكل متطابق في جميع القضايا الإقليمية والدولية، فمن المؤكد أن ذلك يغيظ قوى الشر "إيران وتركيا وقطر ومعها جماعة الإخوان"، ولذلك فلن تتوقف مخططاتها وتأويلاتها ومؤامراتها لدق إسفين بين السعودية والإمارات.
وانطلاقاً من تلك الثوابت، قدمت دولة الإمارات منذ مشاركتها في التحالف العربي، عدداً من الشهداء البواسل الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الحق ونصرة للمظلوم، لإعلاء الحق خلف قيادتهم صفاً واحداً، لتثبت أن هذه الدولة العربية المعطاء لا ولم ولن تبخل أبداً في تقديم جسام التضحيات في سبيل الحفاظ على مبادئها، والقيم العربية الأصيلة التي قامت عليها، فقد آلت دولة الإمارات العربية المتحدة على نفسها إلا أن تكون ناصراً ومعيناً لأبناء الشعب اليمني، وأول المبادرين لنجدته.
اليوم ومع أحداث عدن الأخيرة، كانت هناك حملة مسعورة من إعلام الحمدين، والإعلام الآخر "الموجه" للترويج بأن هناك خلافاً سعودياً إماراتياً حول اليمن، ولكن التحالف العربي قطع الطريق أمام تلك المحاولات البائسة، وأما الموقف الذي ألجم أولئك الأقزام وفضح أهدافهم من وراء ما يبثون من أكاذيب وفبركات، فهو عندما وصل ولي عهد أبوظبي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إلى جدة، والتقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مؤكداً أن الإمارات والسعودية في خندق واحد لمواجهة القوى التي تهدد أمن المنطقة، ومطالباً الأطراف اليمنية بتغليب لغة العقل والحوار.
تستند العلاقة القوية والاستراتيجية بين السعودية والإمارات إلى أسس راسخة من الأخوة والرؤى والمواقف المشتركة، وتمثل ركناً أساسياً من أركان الأمن القومي العربي، ومنظومة الأمن والاستقرار في المنطقة، ولأن السعودية والإمارات هما أكبر اقتصادين عربيين وهما القوتان الأحدث تسليحاً، وتتوافق رؤيتاهما بشكل متطابق في جميع القضايا الإقليمية والدولية، فمن المؤكد أن ذلك يغيظ قوى الشر "إيران وتركيا وقطر ومعها جماعة الإخوان"، ولذلك فلن تتوقف مخططاتها وتأويلاتها ومؤامراتها لدق إسفين بين السعودية والإمارات. ولكن ما يغيب عنها أن التحالف السعودي الإماراتي تاريخي وثيق لا يضره الصياح والنباح، وقادر على مواجهة التحديات بكل اقتدار مهما تكاثرت، أما الحاقدون الكارهون الذين همهم إضعاف هذا التحالف وتشويه صورته فلن تتوقف مخططاتهم، وسيظلون ينفخون في النار كلما رمدت.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة