شهدت المنطقة والعالم تطورات وتغيرات عديدة في السنوات الأربع الأخيرة، منذ حادث صافر الذي أدى إلى استشهاد كوكبة من جنود الإمارات البواسل.
شهدت المنطقة والعالم تطورات وتغيرات عديدة في السنوات الأربع الأخيرة منذ حادث صافر الذي أدى إلى استشهاد كوكبة من جنود الإمارات البواسل على أرض اليمن الشقيق. ورغم حجم التضحية، وعِظم الموقف، إلا أن دولة الإمارات بقيت الوفية لمبادئها، المتمسكة بمواقفها النابعة من الركائز الراسخة التي أرساها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي تستند إلى قيم الحق والخير والعمل الإيجابي، وإعلاء مبدأ التسامح، ومد يد الصداقة والتواصل مع شعوب العالم والتعاون مع القوى المحبة للسلم في جهود التنمية والتطوير وفق منظور إنساني شامل.
إن ثبات موقفنا وتعاضدنا مع الشقيقة السعودية هو السبيل للدفاع عن الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها. وفي ذكرى هذا الحادث الأليم، نفخر بقيادتنا الرشيدة التي تعمل ليلاً ونهاراً دون كلل أو ملل، ونعاهدها على المضي قدماً لتبقى راية الحق والخير والعدل شامخة خفاقة في أعالي السماء.
عندما دخلت الإمارات إلى اليمن، كان ذلك تلبية لنداء الواجب والوقوف صفاً واحداً مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، ضمن التحالف العربي الذي تأسس بهدف التصدي لأجندات ومطامع التمدد والتوسع الإيراني وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة عبر استغلال الأوضاع في اليمن الشقيق.
مبدأ المشاركة في اليمن كان ولا يزال واضحاً وثابتاً، فالقضية عادلة والتدخل يستند إلى أسس أخلاقية قوامها الدفاع عن النفس في وجه الأجندات التوسعية ومكافحة التطرف والإرهاب بمختلف أشكاله. وكعادتها في السير على نهج زايد، حرصت القيادة الرشيدة على أن يكون للبعد الإنساني دور محوري ضمن جهود الإمارات في اليمن، فانطلقت مسيرة الخير والعون من دولة الإمارات إلى مختلف مناطق اليمن، بما في ذلك المواد الغذائية والطبية ومولدات الكهرباء والمستشفيات الميدانية والأدوية والملابس، وكل ما يمكن أن يخفف من معاناة الشعب اليمني، لتصبح الإمارات والمملكة العربية السعودية في طليعة المانحين ومقدمي المساعدات الإنسانية إلى اليمن، وذلك من خلال جهود جبارة تميزت بأعلى درجات التنسيق والتعاون.
وبرغم حالات الغدر والخيانة، والتضحيات الكبيرة بأرواح الشهداء، بعد حادث صافر، استمرت دولة الإمارات في مضاعفة جهودها، حاملة السلاح في وجه المعتدي بيد، وفي اليد الأخرى البلسم المداوي للأشقاء في اليمن.
وفي ظل اليأس الذي خيَّم على أصحاب الأجندات التوسعية نتيجة الضغوط التي يتعرضون لها على مختلف الجبهات، عسكرياً واقتصادياً وأخلاقياً بعد انكشاف زيف دوافعهم المعلنة، ظهرت محاولات لشق الصف السعودي الإماراتي الذي يشكل الركيزة الأساسية للتحالف العربي، ولكن ما يربط البلدين أكبر وأقوى، فرباط الأخوة والتضامن رباط لا يستطيع كائن من كان أن يؤثر فيه أو يضعفه، وخير دليل على ذلك اللقاءات والمشاورات المستمرة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تسهم في إبقاء التركيز منصباً على ضمان أمن واستقرار المنطقة.
إن هذا الثبات في الموقف هو الضامن الأساسي لعدم السماح للأجندة الإيرانية التوسعية بأن تستخدِم اليمن، والمليشيات التابعة لطهران، في الاستمرار بإرسال صواريخ العدوان إلى المناطق والمنشآت المدنية الآمنة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وافتعال المشاكل لإبعاد الأنظار عن المآزق التي يزجون أنفسهم فيها، مخالفين العقل والمنطق والإجماع الدولي على ضرورة لجم نواياهم التوسعية والكف عن نشر أيديولوجياتهم المزعزعة للاستقرار، والتركيز عوضاً عن ذلك على خدمة شعبهم وتنمية اقتصادهم.
ستبقى العلاقة الاستراتيجية التي تربط المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ثابتة، وسيبقى التحالف العربي صلباً وقوياً وراسخاً وحجر الأساس لأمن واستقرار المنطقة، وستبقى السعودية والإمارات معاً لأن علاقاتهما شاملة وقائمة على المصير المشترك والأخوة والثوابت المشتركة. إن ثبات موقفنا وتعاضدنا مع الشقيقة السعودية هو السبيل للدفاع عن الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها. وفي ذكرى هذا الحادث الأليم، نفخر بقيادتنا الرشيدة التي تعمل ليلاً ونهاراً دون كلل أو ملل، ونعاهدها على المضي قدماً لتبقى راية الحق والخير والعدل شامخة خفاقة في أعالي السماء.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة