السعودية وحرب أوكرانيا.. جهود متواصلة لإيقاف القتال
منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/ شباط الماضي، لم تتوقف الجهود السعودية لدفع أطراف الأزمة إلى مائدة الحوار لإنهاء الحرب.
جهود المملكة العربية السعودية لإنهاء الحرب المستعرة في أوكرانيا منذ نحو 8 أشهر، ظهرت بوضوح في إطلاق أسرى لخمس دول، في إطار عملية تبادل محتجزين بين روسيا وأوكرانيا.
وتكللت مساعي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي بإطلاق 10 أسرى من مواطني المغرب والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسويد وكرواتيا، وهو ما عزز مكانة السعودية الدبلوماسية على الصعيد الدولي.
السعودية عرضت مع بدء شرارة الحرب الأولى "وساطتها" لإنهاء النزاع، وفي 3 مارس/ آذار الماضي تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجرى خلاله بحث العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس".
وأكد الأمير محمد بن سلمان "دعم المملكة للجهود التي تؤدي إلى حل سياسي يؤدي إلى إنهائها، ويحقق الأمن والاستقرار، وأن المملكة على استعداد لبذل الجهود للوساطة بين كل الأطراف".
وفي اليوم نفسه، تلقى ولي العهد السعودي أيضاً اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقالت وكالة الأنباء السعودية حينها، إنه جرى خلال الاتصال "بحث الأزمة في أوكرانيا".
ومرارا، شدد المسؤولون السعوديون على أن المملكة "تدعم خفض التصعيد في أوكرانيا والسعي نحو الحلول السياسية التفاوضية".
أحدث تصريحات المسؤولين السعوديين جاءت مساء الثلاثاء على لسان الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، خلال مقابلة مع فضائية العربية، حيث قال: "نسعى لدفع أطراف الأزمة الأوكرانية إلى الحوار لإيقاف النزاع".
وفي العديد من اللقاءات، أكد وزير الخارجية السعودي، أن الطريقة المثلى للتعامل مع هذه الأزمة هي بتعزيز الحوار بين الطرفين للوصول إلى حل سياسي يحقق الأمن والاستقرار في تلك المنطقة والعالم.
قوة الدبلوماسية السعودية
تأمين السعودية الإفراج عن مقاتلين أجانب تم أسرهم في أوكرانيا، أظهر قوة الدبلوماسية السعودية.
وفي تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، قال وزير الخارجية السعودي ،إن الدافع وراء وساطة السعودية في إطلاق سراح الأسرى كان إنسانيا بالأساس.
وتابع: "استطاع ولي العهد إقناع الرئيس بوتين بأن هذه لفتة إنسانية تستحق العناء، وهذه هي الطريقة التي حققنا بها هذه النتيجة".
الخطوة السعودية لاقت ترحيبا واسعا، حيث شكر مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ورئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، ولي عهد السعودية على دوره.
واعتبرت تراس في تغريدة على "تويتر" أنّ الإفراج عن مواطنيها الخمسة "خبر مرحب به للغاية.. ينهي شهوراً من عدم اليقين والمعاناة لهم ولعائلاتهم".
وكشف النائب البريطاني روبرت جنريك على "تويتر" عن هوية أحد الأسرى البريطانيين وهو أيدن أسلين "من دائرتي"، الذي حكم عليه بالإعدام في يونيو/ حزيران بعد أن أسره انفصاليون موالون لروسيا.
كذلك كتبت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي على "تويتر" أنّ مواطنها الذي كان محتجزاً في دونيتسك "خضع للتبادل وفي صحة جيدة"، ووجهت الشكر أيضاً لأوكرانيا والسعودية.
وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن السعودية تسعى لممارسة دور أكبر للتوسط لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها: إن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، أجرى طيلة الشهور الماضية مباحثات مع مسؤولين في أوكرانيا وروسيا بما فيهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي .
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا هجوما عسكريا على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلا" في سيادتها.
aXA6IDE4LjIxNi4yNTAuMTQzIA== جزيرة ام اند امز