تحليل مباراة السعودية وبولندا.. الأخطاء الفردية تُسقط "الأخضر" في فخ ليفاندوفسكي
سقط المنتخب السعودي أمام نظيره البولندي بهدفين دون رد في الجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة كأس العالم 2022.
خسارة المنتخب السعودي تمثل صدمة قوية للوطن العربي وجماهيره، خاصة بعد الفوز التاريخي الذي حققه "الأخضر" أمام الأرجنتين في الجولة الأولى، بنتيجة 2-1.
وعلى الرغم من الخسارة أمام بولندا، فقد ظهر المنتخب السعودي بشكل جيد، خاصة في الشوط الأول، لكن الأخطاء الفردية منحت الخصم الأفضلية في تحقيق الفوز وحصد نقاط اللقاء.
وتجمد رصيد المنتخب السعودي عند 3 نقاط في المركز الثاني، بينما تصدر منتخب بولندا جدول ترتيب المجموعة الثالثة بـ4 نقاط، مستفيدا من التعادل في الجولة الأولى مع المكسيك.
وفيما يلي تلقي "العين الرياضية" الضوء على بعض النقاط الفنية من مباراة السعودية وبولندا في كأس العالم 2022.
علامات استفهام
رغم المستوى الجيد الذي قدمه المنتخب السعودي أمام بولندا، إلا أن هناك بعض علامات الاستفهام التي ظهرت في تشكيلة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.
وبدأ رينارد المباراة بطريقة 4-3-3، حيث دفع بكل من محمد العويس في حراسة المرمى، وأمامه رباعي دفاعي مكون من سعود عبدالحميد وعبدالإله العمري وعلي البليهي ومحمد البريك، وثلاثي وسط يتمثل في عبدالإله المالكي ومحمد كنو وسامي النجعي، وأمامهم ثلاثي هجومي يتكون من صالح الشهري وفراس البريكان وسالم الدوسري.
وظهر المنتخب السعودي بنفس تشكيلة مباراة الأرجنتين، باستثناء تغيير 3 لاعبين فقط، حيث دخل محمد البريك بدلا من ياسر الشهراني وسامي النجعي مكان سلمان الفرج، بينما شارك عبدالإله العمري بدلا من حسان تمبكتي.
مشاركة العمري بدلا من تمبكتي بجانب علي البليهي في الخط الخلفي وظهور البريك بدلا من الشهراني في الجهة اليسرى، وضعت بعض علامات الاستفهام على اختيارات المدرب الفرنسي.
تمبكتي ظهر بشكل مميز في المباراة الأولى وكون شراكة جيدة مع البليهي، ولكن رينارد فضل الدفع بالعمري، فضلا عن مشاركة البريك الذي يشغل الجبهة اليمنى كظهير أيسر، رغم تواجد ناصر الدوسري على مقاعد البدلاء.
سامي النجعي الذي شارك بدلا من الفرج لم يكن الاختيار الأنسب مقارنة بنواف العابد الذي يمتلك خبرات دولية كبيرة، حيث تدارك المدرب الفرنسي الخطأ وقرر إجراء هذا التبديل مع بداية الشوط الثاني، وهو ما أنعش وسط الملعب بصورة كبيرة.
أخطاء فردية
وجود البريك في الجهة اليسرى منح المنتخب البولندي مساحات كبيرة لتشكيل خطورة هجومية في الثلث الأخير من الملعب، نتيجة سوء التغطية من اللاعب.
ونتج عن ذلك إرسال الكثير من الكرات خلفه، فضلا عن ميل المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي على هذه الجبهة للضغط بشكل أكبر، ونتج عن ذلك تسجيل الهدف الأول عن طريق بيوتر زيلينسكي بالدقيقة 39.
ومع بداية الشوط الثاني، واصل رينارد الإصرار على موقفه، حيث قام بتحويل سعود عبدالحميد الظهير الأيمن للجهة اليسرى وإعادة البريك في الرواق الأيمن، بدلا من الدفع بالظهير الأيسر ناصر الدوسري.
ورغم ظهور سعود بشكل جيد، إلا أنه لم يظهر بحرية كاملة لأنه لا يلعب في مركزه الأساسي على عكس الشوط الأول الذي شهد انطلاقات قوية من اللاعب وتشكيل خطورة كبيرة من الجهة اليمنى.
المنتخب السعودي كان متماسكا والأخطر على مرمى بولندا، ولكنه سقط ضحية خطأ فردي جديد بعد الهدف الأول، حيث فقد عبدالإله المالكي السيطرة على الكرة داخل منطقة الجزاء، لينقض عليه المهاجم المخضرم روبرت ليفاندوفسكي، محرزا الهدف الثاني والأول في تاريخه بالمونديال.
وبخلاف ذلك، فإن "الأخضر" فشل في بناء الهجمة من الخلف بالشكل الأمثل طوال المباراة، نتيجة وجود عبدالإله العمري وعلي البليهي في الخط الخلفي، حيث لم يستطع أي منهما الخروج بالكرة، وهو ما دفع المالكي للنزول إلى منطقة الجزاء لاستلام الكرة والبناء بصورة سليمة، لكنه سقط ضحية أمام ليفاندوفسكي.
aXA6IDMuMTQ3LjgyLjI1MiA= جزيرة ام اند امز