أرامكو تستثمر في الليثيوم.. خطوة نحو تنويع الاقتصاد وتحقيق الاستدامة
تعمل "أرامكو" السعودية على تعزيز استثماراتها في قطاع إنتاج الليثيوم، المعدن الأساسي في بطاريات السيارات الكهربائية، بهدف بناء سلسلة توريد متكاملة ومستدامة.
ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن أرامكو السعودية تعتزم الإعلان عن تعزيز استثماراتها في تطوير الليثيوم، وذلك كجزء من استراتيجيتها للتنويع بعيدًا عن النفط وتعزيز دورها في قطاع التعدين.
أعلن وزير الصناعة والموارد المعدنية بندر الخريف لصحيفة فايننشال تايمز أن المملكة تستهدف إقامة منشآت لمعالجة الليثيوم تجاريًا في غضون 3-5 سنوات، مع خطط لتصدير المعدن المكرر.
أشار وزير الصناعة والموارد المعدنية بندر الخريف إلى أن السعودية تتمتع بالظروف المثالية لمعالجة الليثيوم، مستندةً إلى قدرة الطاقة التنافسية، والبنية التحتية المتقدمة للمدن الصناعية والموانئ.
السعودية.. قوة مالية وخبر كيميائية
ترغب السعودية في استغلال قوتها المالية وخبرتها الكيميائية لتحقيق وجود قوي في سوق الليثيوم، رغم التحديات الناتجة عن الفائض الصيني والتراجع الحاد في الأسعار، الذي يصعب على المجموعات الغربية المنافسة.
تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يزداد الطلب العالمي على الليثيوم سبع مرات بحلول عام 2040، مدفوعًا بالطلب المتزايد على السيارات الكهربائية، وفقًا لسيناريو الصفر الصافي.
تستثمر المملكة العربية السعودية في مشروع مركز لتصنيع السيارات الكهربائية في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، الواقعة على ساحل البحر الأحمر.
خطة لوسيد في المملكة
أطلقت شركة لوسيد موتورز، الشركة الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية التي يمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي حصة الأغلبية فيها، إنتاجها المحلي في المملكة العربية السعودية في عام 2023.
يخطط صندوق الاستثمارات العامة لإنشاء علامته التجارية الخاصة بالسيارات الكهربائية، ووقع اتفاقية تعاون مع شركة هيونداي لبناء مصنع لإنتاج السيارات الكهربائية في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية.
تستهدف المملكة العربية السعودية توسيع قطاع التعدين والمعادن، كجزء من رؤية التحول الاقتصادي الشامل، بهدف خفض الاعتماد على عائدات النفط وتنويع مصادر الاقتصاد.
خطوة مهمة
أعلنت أرامكو السعودية وشركة يهيتك وشركة معادن، الشهر الماضي، عن نجاح أول عملية استخراج للليثيوم من المياه المالحة في حقول النفط، في خطوة تفتح آفاقًا جديدة لاستغلال هذا المعدن الاستراتيجي.
يتميز الليثيوم بتواجده الواسع في القشرة الأرضية، بالإضافة إلى وجوده في المحاليل الملحية المرتبطة بإنتاج النفط.
توجد منشأتان لمعالجة الليثيوم قيد التخطيط في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك مشروع لشركة الليثيوم الأوروبية وبمجموعة العبيكان للاستثمار لإنشاء منشأة لمعالجة هيدروكسيد الليثيوم، باستخدام الصخور المستخرجة من النمسا.
منشأة ينبع
تعمل شركة EV Metals بالتعاون مع شركة RCF للاستثمارات الخاصة، على إنشاء منشأة لإنتاج الليثيوم في مدينة ينبع الصناعية، في مشروع يستهدف تعزيز السلسلة الإمدادية المحلية.
تعمل شركات الطاقة الكبرى مثل إكسون موبيل وأوكسيدنتال على تطوير مشاريع الليثيوم، بينما استحوذت شركة إكوينور النرويجية على 45% من مشروعين لليثيوم في الولايات المتحدة.
تتمتع شركات الطاقة بتجربة فريدة في تطوير إنتاج الليثيوم من المياه المالحة، حيث تطبق مهاراتها الأساسية في ضخ السوائل، المعالجة، وإعادة الحقن تحت الأرض، مما يجعلها شريكاً مثالياً في هذا المجال.
تحتوي بعض المحاليل الملحية المصاحبة لإنتاج النفط والغاز في الحقول النفطية على تركيزات عالية من الليثيوم بشكل طبيعي.
تقنيات استخراج الليثيوم المباشر (DLE) من المحاليل الملحية، ما تزال في مراحلها الأولى وتحتاج إلى مزيد من التطوير لإثبات جدواها.