الجبير وعبدالله بن زايد في باكستان.. رسائل قوية وصفعة مدوية للإخوان
الزيارة تأتي في أوج حملة قطرية إخوانية مشتركة، تستهدف إثارة الفتنة بين البلدين والترويج لمعلومات كاذبة حول تأثر علاقتهما
جملة من الرسائل القوية حملتها الزيارة المشتركة لكل من عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية في السعودية، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي إلى باكستان، الأربعاء.
وعكست الرسائل في مجملها الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والإمارات، وحجم التنسيق والاتفاق والتوافق والانسجام في رؤية البلدين ليس تجاه ملفات المنطقة فحسب، بل تجاه مختلف الملفات الإقليمية والدولية وقضايا العالم العربي والإسلامي.
كما عكست المكانة والثقل التي تمثله البلدان آسيويا ودوليا وإسلاميا، والثقة الكبيرة في قدرتهما على حل الأزمات الإقليمية والدولية والتخفيف من حدتها.
- وصول الجبير وعبدالله بن زايد إلى باكستان في زيارة رسمية
- الجبير وعبدالله بن زايد يبحثان مع عمران خان المستجدات على الساحة الكشميرية الأربعاء
وفي ضوء التوقيت تأتي الزيارة في أوج حملة قطرية إخوانية مشتركة، تستهدف إثارة الفتنة بين البلدين والترويج لمعلومات كاذبة حول تأثر علاقتهما على خلفية التطورات الأخيرة في عدن، لتنزل الزيارة كصفعة مدوية على وجه تنظيم "الحمدين" والإخونجية، ولا سيما من جماعة الإصلاح في اليمن.
وتعتبر أبرز اللفتات في الزيارة هي وصول الوزيرين على متن طائرة واحدة، تعود للإمارات، لترسل رسالة سعودية واضحة للجميع بأنها والإمارات لهما نفس الوجهة والهدف، وهو تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
زيارة مشتركة
والتقى الجبير والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال الزيارة الرسمية لباكستان، الأربعاء، برئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بمكتبه في إسلام آباد.
واستعرضوا خلال اللقاء العلاقات التاريخية المميزة التي تجمع البلدين وباكستان، إلى جانب التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، والوضع الأمني في المنطقة.
كما التقى الوزيران نظيرهما الباكستاني شاه محمود قريشي بمقر وزارة الخارجية الباكستانية في إسلام آباد، حيث جرى مناقشة العلاقات الثنائية والوضع الإقليمي والمستجدات على الساحة الدولية.
كذلك بحث الوزيران خلال الزيارة مع قائد أركان الجيش الباكستاني الفريق أول قمر جاويد باجوا، عدد من القضايا الأمنية على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأتت الزيارة تعزيزاً لأواصر الصداقة التي تربط السعودية وباكستان، والإمارات وباكستان، وتجسيداً لعمق العلاقة التاريخية، كما أنها تعكس مدى حرص القيادة الرشيدة في السعودية والإمارات لتعزيزها إلى آفاق أوسع، هادفة إلى تقوية التنسيق والتعاون في المجالات السياسية.
4 لفتات
تضمنت الزيارة 4 لفتات مهمة لها دلالتها، أولها أن الوزيرين وصلا على متن طائرة واحدة، في دلالة قوية على الإيمان بوحدة الهدف والمصير المشترك.
وثانيها أن الطائرة التي كان يستقلها الوزيران هي طائرة إماراتية، وهذه رسالة سعودية واضحة للعالم مفادها أنها تثق ثقة كاملة بالإمارات وتوجهاتها وسياساتها.
وثالثها ظهرت في حرص عبدالله بن زايد على تقديم الجبير عند الهبوط من الطائرة، فيما جاءت رابعها في تباطؤ الجبير في خطواته عند الوصول حتى لا يتقدم عبدالله بن زايد في السير، ويسيران جنبا إلى جنب، مما يعكس أخلاقيات قادة الدبلوماسية في البلدين وحجم الاحترام والتقدير المتبادل بينهما.
دلالة التوقيت
تلك اللفتات تتضح أهميتها بشكل أوضح عند قراءة تلك الزيارة في ضوء التوقيت، فالزيارة المشتركة تأتي في وقت تستعر فيه حملة قطرية إخوانية مشتركة، تستهدف إثارة الفتنة بين البلدين والترويج لمعلومات كاذبة حول تأثر علاقتهما على خلفية التطورات الأخيرة في عدن.
ويأتي التصعيد الإخواني القطري ضد الإمارات والتحالف بشكل عام، في أعقاب فشل محاولات قوات حزب الإصلاح (الذراع اليمنية لتنظيم الإخوان الإرهابي) لاجتياح العاصمة المؤقتة عدن (جنوب).
وأكدت الزيارة المشتركة للجبير والشيخ عبدالله بن زايد فشل المحاولات العبثية للإخوان والحمدين لإثارة خلاف بين السعودية والإمارات، ورفضها المطلق لمحاولات الإخوان تشويه الدور الإماراتي الرائد في التحالف العربي على مختلف الأصعدة.
وجددت الزيارة أهمية البيان المشترك الذي سبق أن صدر من البلدين، وأعادت التأكيد عليه الحكومة السعودية، خلال الجلسة التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، من رفض واستنكار الاتهامات وحملات التشويه التي تستهدف الإمارات على خلفية تلك الأحداث، والتأكيد على حرص وسعي البلدين الكامل للمحافظة على الدولة اليمنية ومصالح الشعب اليمني وأمنه واستقراره واستقلاله ووحدة وسلامة أراضيه، وللتصدي لانقلاب المليشيا الحوثية الإرهابية والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
دبلوماسية السلام
وجاءت الزيارة في وقت يشهد فيه إقليم كشمير الحدودي بين الهند وباكستان توترات جديدة بعد قرار نيودلهي الشهر الماضي إلغاء الحكم الذاتي الدستوري في الإقليم الحدودي المتنازع عليه، وسط آمال أن تسهم الزيارة في تخفيف حدة التوتر بين البلدين.
وعكست الزيارة بشكل واضح المكانة الاستراتيجية والثقل الدولي للبلدين، وهو ما عبر عنه رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، عند استقباله الوزيرين بالتأكيد على أن للسعودية والإمارات أهمية خاصة في الوضع الحالي، مشددا على أن البلدين ستبقيان على اتصال لتعزيز السلام والأمن.
تلك الثقة في الدور السعودي الإماراتي لحل الأزمة الحالية لم تأتِ من فراغ، فللبلدين رصيد مشترك سابق في حلحلة أزمات المنطقة والعالم، وسبق أن كان لهما دور كبير في تخفيف التوتر بين الهند وباكستان على خلفية المواجهات الحدودية بينهما فبراير/شباط الماضي.
أيضا كان لجهود السعودية والإمارات دور كبير في إنهاء أطول نزاع في أفريقيا، حيث أسهمت جهودهما في إنهاء الخلاف بين إثيوبيا وأرتيريا، حيث لم تأل السعودية والإمارات جهداً في متابعة خطوات المصالحة ضمن توجه البلدين الحكيم لإرساء علاقات استقرار في المنطقة واحترام حسن الجوار.
وفي 9 يوليو/تموز 2018، وقع أسياس أفورقي رئيس أريتريا وآبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا إعلانا حول السلام، ينهي رسميا عقدين من العداء بعد آخر مواجهة عسكرية عام 2000 بين الجانبين، خلفت نحو 100 ألف قتيل من الجانبين وآلاف الجرحى والأسرى والنازحين وأنفقت خلالها أكثر من 6 مليارات دولار.
وتوج الاتفاق عددا من الخطوات الإيجابية بمبادرة إماراتية ومساندة سعودية لإنهاء الصراع بين إثيوبيا وأريتريا من خلال قمة ضمت الزعيمين في العاصمة أبوظبي، لتشكل هذه الجهود، التي أسهم فيها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وبقيادة رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، انتصارا لدبلوماسية السلام التي تقودها الإمارات والسعودية.
أخوة تهزم المؤامرات
وتشهد العلاقات الإماراتية-السعودية نقلة نوعية في العديد من المجالات، وبتوجيهات قادة البلدين تمضي مسيرة التعاون بين البلدين نحو تعزيز الشراكة وتحقيق التكامل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، بما يسهم في تحقيق الخير والرفاهية لشعبي البلدين، ومواجهة التحديات في المنطقة.
مسيرة التعاون تم مأسستها عبر مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي تم توقيع الاتفاق على إنشائه في مايو/أيار 2016، بحضور الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
فعلى صعيد السياسة الخارجية، تتبنى الدولتان مواقف مشتركة إزاء القضايا العربية والخليجية والإقليمية والدولية، حيث تعمل الدولتان على تعزيز العمل العربي المشترك، وصون مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والتصدي للتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، وتعملان على إيجاد حلول دائمة لأزمات ونزاعات المنطقة المختلفة.
تلك العلاقات النموذجية كانت محل استهداف بالتآمر دائما من تنظيم الحمدين الحاكم في قطر، وذراعه الإعلامية قناة "الجزيرة" وأخواتها، خصوصا منذ أن أعلنت الدولتان مع مصر والبحرين قطع العلاقات مع قطر قبل عامين، ومحاولة إثارة الفتنة بين البلدين وترويج الشائعات.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjU3IA== جزيرة ام اند امز