السعودية تعدم إرهابيا وتوجه تحذيرا شديد اللهجة
نفذت السعودية، اليوم الثلاثاء، حكم الإعدام بحق مواطن أدين بارتكاب جرائم إرهابية واستهداف رجال الأمن والتمرد على ولي الأمر.
وجاء تنفيذ الحكم بعد تأييده من مختلف درجات التقاضي وصدور أمر ملكي بتنفيذه.
ووجهت الداخلية السعودية تحذيرا شديد اللهجة "لكل من تسول له نفسه الإقدام على ارتكاب مثل هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره".
وقالت وزارة الداخلية السعودية، في بيان نشرته الوكالة الرسمية "واس"، إنه "تم تنفيذ حكم القتل تعزيراً بالجاني أحمد بن سعيد بن علي الجنبي - سعودي الجنسية - اليوم الثلاثاء بمدينة الدمام بالمنطقة الشرقية".
وأشار البيان إلى أن تنفيذ الحكم جاء بعد إدانة الجنبي بارتكاب عدة جرائم.
وبينت في هذا الصدد أنه "أقدم على الخروج المسلح على سلطات الدولة، والشروع في قتل رجال الأمن بإطلاقه النار عدة مرات على نقاط الضبط الأمني والدوريات الأمنية في عدة أماكن بمحافظة القطيف (شرق) مستخدماً في ذلك أسلحة كانت بحوزته".
كما أشار البيان إلى أنه "اشترك مع عدد من المجرمين في الإخلال بالأمن الداخلي واستهداف رجال الأمن، وتمويله الإرهاب والأعمال الإرهابية من خلال تلقيه مبالغ مالية من مستقبلي الأسلحة مقابل مساعدتهم في نقلها وإخفائها وعلمه بتهريب تلك الأسلحة إلى داخل المملكة وتستره على ذلك".
كما أدين كذلك "بالسعي إلى زعزعة النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية بالمشاركة في المسيرات وأعمال الشغب، ومتاجرته بالمخدرات وترويجها، وتعاطيها".
وأشارت الداخلية السعودية إلى أنه تم "القبض على الجاني وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب تلك الجرائم".
ولفتت إلى أنه "تمت إحالته إلى المحكمة الجزائية المتخصصة وصدر بحقه صك يقضي بثبوت ما نسب إليه، ولكون ما أقدم عليه من جرائم عديدة وما انطوت عليه من مجاهرة ومكابرة واعتداء وخروج على النظام العام وتمرد على ولي الأمر وخروج عن طاعته، وما يترتب على مثل هذه الجرائم والجنايات من فوضى وضرر يلحق بالمجتمع، ولأن الجرائم المذكورة صدرت بتخطيط وتمالؤ وتواطؤ، وارتكابها يوجب تشديد العقوبة لتكون قاطعة لشره وزاجرة ورادعة لغيره، فقد تم الحكم بقتل المذكور تعزيراً".
وتم تأييد الحكم من محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة ومن المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعاً.
رسالة وتحذير
وأكدت وزارة الداخلية السعودية حرص الحكومة على "استتباب الأمن وتحقيق العدل، وأن هذه البلاد لن تتوانى عن ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمنها واستقرارها ومواطنيها والمقيمين على أراضيها".
وحذرت في الوقت ذاته "كل من تسول له نفسه الإقدام على ارتكاب مثل هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره".
انتصارات نوعية
وعلى مدار الفترة الماضية، نجحت قوات الأمن السعودية في إحباط العديد من العمليات الإرهابية، وقتل وتوقيف الإرهابيين المهاجمين وإفشال مخططاتهم.
جهود بارزة وانتصارات نوعية متتالية تحققها السعودية في حربها ضد الإرهاب، تجلت بوضوح في ضرباتها المتلاحقة للإرهابيين والتي فضحت أيضاً الدول التي تدعمهم وترعاهم.
وكان أمن الدولة في السعودية، قد أعلن في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، عن الإطاحة بخلية إرهابية تلقى عناصرها تدريبات عسكرية داخل مواقع للحرس الثوري في إيران.
وبين أنه تم القبض على عناصر هذه الخلية وعددهم (10) متهمين، ثلاثة منهم تلقوا التدريبات في إيران، أما البقية فقد ارتبطوا مع الخلية بأدوار مختلفة.
وكشف عن "ضبط كمية من الأسلحة والمتفجرات مخبأة في موقعين".
وتأتي تلك الانتصارات، وفاء لتعهد قطعه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تصريحات له في أكتوبر/تشرين الأول 2017، بشأن "القضاء على بقايا التطرف في القريب العاجل"، وإعادة المملكة "إلى الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على جميع الأديان".
وفي تصريحات له نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن جهود المملكة في مكافحة آفة الإرهاب والتطرف، قدم الأمير محمد بن سلمان رصدا لواقع مكافحة الإرهاب بالمملكة، والإنجازات والانتصارات النوعية التي حققتها، وخارطة طريقة مستقبلية لمكافحة تلك الآفة.
وقال في هذا الصدد: "كانت ظاهرة التطرف بيننا بشكل مستشرٍ، ووصلنا إلى مرحلة نهدف فيها - في أفضل الأحوال - إلى التعايش مع هذه الآفة، ولم يكن القضاء عليها خياراً مطروحاً من الأساس، ولا السيطرة عليها أمراً وارداً".
وأردف: "لقد قدمت وعوداً في عام 2017م بأننا سنقضي على التطرف فوراً، وبدأنا فعلياً حملة جادة لمعالجة الأسباب والتصدي للظواهر، وخلال سنة واحدة، استطعنا أن نقضي على مشروع أيديولوجي صُنع على مدى 40 سنة".
وتابع: "واليوم لم يعد التطرف مقبولاً في المملكة العربية السعودية، ولم يعد يظهر على السطح، بل أصبح منبوذاً ومتخفياً ومنزوياً".
ومن ثم عرج الأمير محمد بن سلمان عن الرؤية المستقبلية لمكافحة الإرهاب، قائلا : "ومع ذلك سنستمر في مواجهة أي مظاهر وتصرفات وأفكار متطرفة".
الجهود الأمنية لمكافحة الإرهاب تواكبها أيضاً جهود تنموية وتشريعية ودعوية متواصلة لنشر الوسطية والاعتدال ضمن استراتيجية شاملة لمحاربة التطرف والإرهاب.