النساء يقدن قطار ازدهار المصانع في السعودية
عندما تخرجت روان الحربي في عام 2017، كانت تتوقع أن تعمل في قطاع التعليم الذي تهيمن عليه الإناث بالمملكة العربية السعودية.
وبدلاً من ذلك، وجدت وظيفة شاغرة في شركة جونسون كونترولز العربية، وهي مصنع لتكييف الهواء في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، على بعد 100 كيلومتر إلى الشمال من جدة.
بحسب "فايننشال تايمز"، قالت الشابة البالغة من العمر 29 عامًا خلال عملها على أرضية المصنع: "في البداية كان الأمر صعبًا لبعد المسافة، ولكن الآن كل شيء جديد، واعتدت على ذلك".
واليوم هي واحدة من ضمن أكثر من اثنتي عشرة امرأة سعودية تعمل في قسم الكهرباء والتحكم، يجلسن على طاولات العمل في الجهة المقابلة من الغرفة من زملائهم الذكور.
داخل مقر الشركة بينما يقوم الرجال بلحام المكونات، تقوم النساء بقطع وتجعيد الأسلاك الملونة التي تدخل في وحدات الأسطح والمبردات المستخدمة لتبريد المباني الكبيرة التي أتلفتها شمس الصحراء.
وبحسب الصحيفة، فإن هذا المشهد الباهر لانتشار العنصر النسائي ضمن قطاعات التصنيع في المملكة كان مستبعدا قبل عقد من الزمان.
هذا الازدهار في المشاركة النسائية في إدارة الشركات والمصانع، يأتي ضمن ثمار جهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد وتحديث المجتمع، تلك الجهود جعلت الوجود النسائي في العديد من جوانب الحياة اليومية شائعًا بشكل متزايد في المملكة العربية السعودية بحسب "فايننشال تايمز"، ويشمل ذلك أماكن مثل المصانع، التي كانت في السابق حكراً على الرجال فقط.
نقطة مضيئة ضمن سياسة توسع
ومع سياسة المملكة العربية السعودية لجذب الاستثمارات وإطلاق صناعات جديدة، برزت زيادة مشاركة القوى العاملة النسائية كنقطة مضيئة.
وتظهر أرقام الهيئة العامة للإحصاء أن معدل المشاركة النسائية بلغ 35.8% في الربع الثاني من هذا العام، متجاوزًا هدف 30% قبل سنوات من الموعد المحدد، مع العلم أنه في عام 2015، كان معدل المشاركة 16.4% فقط.
وقال عبد الله التمياط، الرئيس التنفيذي لشركة حلول القوى العاملة السعودية المملوكة للقطاع الخاص، "لا يمكنك تجاهل مساهمة المرأة في سوق العمل، نرى في بعض مجالات الصناعة جودة الخدمة المضافة لأن لديك الآن مجموعة أوسع من الناس يتنافسون على تطوير خدمات أفضل".
وهذا التطور يأتي بعد مرحلة بطء عانت منها عملية دمج النساء السعوديات في القوى العاملة خارج قطاعي التعليم والرعاية الصحية، حيث عملن منذ الستينيات.
وقد شهدت المملكة أول حدث شمل تغيير كبير قبل عقد من الزمان، عندما بدأت الحكومة في تنفيذ سياسة أقرت في عام 2006 تسمح للنساء بالعمل في متاجر الملابس ومستحضرات التجميل.
وقد توسعت هذه السياسة تدريجيا للسماح للنساء بالعمل في أدوار أخرى تتعلق بالتعامل مع العملاء، وفي البداية، كانت العديد من الشركات مترددة في إجراء تغييرات لاستيعاب العاملات.
لحظة تاريخية لتخفيف العقبات
وتقول "فايننشال تايمز"، إن المملكة العربية السعودية عاشت لحظة تاريخية في يونيو/حزيران عام 2018 عندما رفعت المملكة أخيرًا حظرها على قيادة المرأة للسيارة، لتيسير العقبات أمام النساء العاملات في المصانع والأماكن البعيدة.
وقالت نورا الزهراني، أخصائية تطوير الأعمال في شركة تاسك للتعهيد في الرياض، إن رفع حظر القيادة لم يساهم فقط في التحول الاجتماعي بل عزز ثقة المرأة.
وقالت، "لقد وضع النساء في راحة في التنقل إلى العمل وجعلهن أيضًا يشعرن بالاستقلال والسعادة بتولي مقعد القيادة في حياتهن الخاصة".
وتبع ذلك سلسلة من التدابير لتخفيف قواعد الوصاية الذكورية، بما في ذلك قرار في عام 2019 بالسماح للنساء فوق سن 21 عامًا بالسفر إلى الخارج دون إذن ولي أمرهن.
وقد خلقت الحرية التي جاءت من العمل جيلًا أصغر سنًا من النساء اللائي لم يعدن يعتبرن أنفسهن أقل قدرة من الرجال.
وقالت "سهام الحربي" المشرفة في مصنع التكييف بالمملكة "أنه يجب أن يشعر الإنسان بأنه منتج"، وأضافت "نحن نعيش الآن في وقت حيث من الطبيعي أن تكون الفتاة مثل الصبي، إذا عملت بجد، فستحصل على مكافأة".
aXA6IDE4LjE5MS4yNDAuMTE3IA== جزيرة ام اند امز