مملكة الإنسانية.. السعودية تسخر جهودها لخدمة ضيوف الرحمن
في إطار رؤية المملكة 2030، تقدم السعودية المبادرات والخدمات الفريدة لزوار الأراضي المقدسة ضمن خطوات مدروسة باتباع أفضل السبل والوسائل.
تحظى الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لخدمة الحجيج بتقدير واحترام المسلمين في دول العالم كافة؛ لما يلمسونه من رعاية واهتمام بالحجاج منذ قدومهم حتى انتهاء مناسكهم.
واستقبلت المملكة خلال 50 عاما مضت نحو 95 مليونا و853 ألفا و17 حاجا، فيما تجاوزت أعداد الحجاج حاجز المليونين في 19 موسما.
تواصل المملكة تقديم المبادرات والخدمات الفريدة والاستثنائية لزوار الأراضي المقدسة ضمن خطوات مدروسة، في إطار رؤية المملكة 2030 باتباع أفضل السبل والوسائل؛ إذ يحرص القائمون على خدمة الحج والحجيج على تقديم صورة مضيئة في خدمة ضيوف الرحمن، بما يجيدونه من حفاوة وحسن استقبال وعناية.
وتسعى السعودية إلى تقديم نموذج فريد في التنظيم وإدارة الجموع المليونية بكل سهولة ويسر، من خلال توجيه جميع القطاعات بتطويع جميع الجهود ومضاعفتها والحرص على الارتقاء بالخدمات المقدمة للحجاج من مختلف أنحاء العالم.
ووجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود جميع قطاعات الدولة بتقديم أرقى الخدمات لوفود الرحمن، واطمأن على اكتمال الاستعدادات التي وفرتها مختلف القطاعات لخدمة الحجاج وراحتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفي المشاعر المقدسة.
لإنجاح موسم الحج وخدمة ضيوف الرحمن، بذلت المملكة العربية السعودية الكثير من الجهد، وحرصت على الاستعداد المبكر لموسم الحج لهذا العام 1440هـ بخطة متميزة أُعدت مسبقا، تناولت 140 مبادرة وعددا من المحاور المهمة لإبراز الجهود والإنجازات التي تقدمها بالحرمين الشريفين وعنايتها بقاصديهما.
إضافة إلى تحقيق منهج البلاد في إيصال رسالة الحرمين الشريفين الإسلامية والحضارية والعالمية، في ضوء توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.
وفي موقف إنساني، وجّه خادم الحرمين الشريفين باستضافة المعمر الإندونيسي الحاج أوهي عيدروس سمري 130 عاما، وعائلته المكونة من 6 أشخاص ليؤدوا مناسك الحج خلال موسم هذا العام ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة.
وبلغ عدد الحجاج القادمين إلى المملكة لأداء المناسك مليونا و405 آلاف و645 حاجًّا حتى الأحد، حسب التقرير الإحصائي الصادر من مركز المتابعة والمراقبة والتحكم والقياس التابع لوزارة الحج والعمرة.
وفي إطار الاستعدادات المكثفة لموسم الحج، أكمل الدفاع المدني جميع الاستعدادات لخدمة ضيوف الرحمن بالتنسيق مع مختلف الأجهزة الحكومية، بما يكفل أمن وسلامة قاصدي الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وليؤدوا مناسكهم بيسر وأمان.
كما بدأت القيادة العامة لطيران الأمن في تنفيذ خطتها لموسم الحج ضمن منظومة رئاسة أمن الدولة؛ لرصد الحالة الأمنية ومساندة جميع الأجهزة الأمنية والقطاعات الحكومية المختلفة.
وتواصل القطاعات الحكومية والأهلية المعنية بالحج بالمدينة المنورة تقديم أفضل الخدمات وأجلها لضيوف الرحمن زوار المسجد النبوي، تماشيا مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين، الذي يحرص على أداء حجاج بيت الله الحرام نسكهم وشعائرهم في جو يسوده الأمن والأمان والراحة والاستقرار والطمأنينة.
وجهزت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلة بالأمانة العامة لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، مئات الحافلات الحديثة المزودة بالشاشات التفاعلية لإرشاد الحجاج بلغات عالمية لاستقبال ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين، التي تسعى من خلالها إلى توفير كل ما من شأنه خدمة وراحة ضيوف الرحمن وتيسير تنقلهم بكل يسر وسهولة منذ لحظة وصولهم حتى مغادرتهم بعد أداء النسك.
في إطار المبادرات الذكية لخدمة ضيوف الرحمن، مثّل مشروع المسار الإلكتروني لحجاج الخارج نقلة نوعية من شأنها تسخير جميع الإمكانات المادية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمن والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة، عبر استخدام التقنيات الحديثة والمتطورة لتمكين الحجاج من أداء مناسكهم بكل سهولة ويسر.
ويسهم المسار الإلكتروني لحجاج الخارج بشكل فعّال في إتاحة المجال للمنظمين للاطلاع على تفاصيل الخدمات المقدمة للحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، إضافة إلى التنقل والسكن والإعاشة، من خلال "أساور على المعصم" تحمل جميع المعلومات الخاصة بالحاج من بيانات التأشيرة وحزمة الخدمات المقدمة له ومواعيد الوصول والمغادرة؛ إذ تحمل الحافلات أجهزة تقرأ بيانات تلك الأساور الذكية.
كما دشنت السعودية خدمة الجيل الخامس في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة باستحداث 37 محطة موزعة على المنطقة المركزية والمشاعر، إضافة إلى تدشين المرحلة الثانية من مبادرة "حج ذكي"، وتستهدف تقديم خدمات مبتكرة لحجاج بيت الله الحرام، من خلال عدد من التطبيقات والمنصات التي تقدم خدمات رقمية وتوعوية؛ إذ وصلت العام الماضي إلى 96 مليونا في العالم العربي ولامست 250 ألف حاج.
وأعلنت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات استعداداتها والبرامج المستحدثة لموسم حج العام الحالي، في مقدمتها تعزيزات للشبكة وتجهيزات تقنية وبشرية لاستيعاب أفواج الحجيج التي تتوافد على المشاعر المقدسة.
كما أصدرت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة دليلا إلكترونيا لتوعية الحجاج بالمعلومات، بعنوان "الأرصاد والبيئة في الحج" بـ4 لغات، تشمل العربية والإنجليزية والفرنسية والأردية.
وانطلقت مطلع أغسطس/آب، عبر قطار الحرمين السريع بالمدينة المنورة، أول رحلة مخصصة للحجاج على متنها 170 حاجا من مختلف الجنسيات، متجهة إلى محطة الرصيفة بمكة المكرمة.
على المستوى الصحي تضع المملكة حجاج بيت الله الحرام على رأس أولوياتها؛ إذ رفعت حالة الطوارئ بجميع المستشفيات والمراكز الصحية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لتوفير أفضل سبل الرعاية الطبية للحجاج.
كما جهزت وزارة الصحة السعودية 6 مهابط للطائرات التابعة لها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بهدف إجلاء الحالات المريضة بشكل سريع إلى جميع المستشفيات ذات التخصصات المطلوبة؛ للتعامل مع الحالات الصحية الطارئة التي تحتاج إلى التدخل الطبي السريع.
وتعمل السلطات السعودية على تفويج الحجاج والالتزام بالأوقات والمسارات وفق 5 مراحل، تبدأ بالقدوم وتمر بالتفويج من مقار سكن الحجاج بمكة المكرمة إلى الحرم المكي الشريف لأداء طواف القدوم، ثم رحلة المشاعر وصولا إلى مرحلة المغادرة؛ لما يمثله التفويج كركيزة من ركائز نجاح منظومة الحج.
هناك 7 محطات أمنية لتفويج الحجاج إلى المسجد الحرام للإشراف على توزيع وتفويج الحجاج عبر المحطات في المنطقة المركزية بشكل كامل، مدعومة بالضباط والأفراد والآليات لتنظيم الحشود والكتل البشرية المتجهة إلى الحرم المكي الشريف عبر ممري المسيال والهجرة، وكذلك متابعة النواحي الأمنية والمرورية في ميقات السيدة عائشة بالتنعيم على مدار الساعة.
وتقدم وزارة الحج والعمرة، عبر مركز المتابعة والمراقبة والتحكم والقياس، إحصائيات عن حركة الحجاج القادمين لأداء مناسك الحج لهذا العام 1440هـ، من خلال مؤشرات أداء عالية الدقة، بهدف تحقيق تزامن مباشر لأعمال كل القطاعات العاملة في منظومة الحج وكل ما يخص ضيوف الرحمن وأماكن وجودهم وتنقلاتهم، بما ينعكس على توفير الخدمات وتقديم جميع التسهيلات وتقليص زمن تنفيذ الإجراءات؛ للوصول إلى أعلى مستوى من الخدمة لحجاج بيت الله الحرام.