اليوم الوطني السعودي الـ94.. قصة شاعر أبدع بكلمات «النشيد الوطني»
تحتفل المملكة العربية السعودية باليوم الوطني في 23 سبتمبر/أيلول من كل عام، وهي ذكرى مميزة لدى كل المواطنين.
وتزامنا مع هذه المناسبة المميزة، يتردد اسم شاعر حفر اسمه في مصاف الأفضل على مستوى الوطن العربي بعدما أبدع في صياغة كلمات النشيد الوطني السعودي.
إبراهيم خفاجي صاحب النشيد الوطني السعودي
إبراهيم خفاجي شاعر احتل مكانة مرموقة في الساحة الأدبية والفنية، وُلد في مكة المكرمة عام 1926، ويتميز بفصاحته وموهبته الفذة، ما جعله واحدًا من أبرز الشعراء في الوطن العربي.
استطاع خفاجي أن يجذب قاعدة جماهيرية واسعة من خلال كتاباته التي لم تقتصر على الشعر فحسب، بل شملت أيضًا التأليف الموسيقي، إذ كان له دور محوري في تطوير الأغنية السعودية.
نشأ خفاجي في حي سوق الليل القريب من المسجد الحرام بمكة، إذ تلقى تعليمه في مدرسة الفلاح، ثم انتقل إلى مدرسة اللاسلكي، وكانت نشأته في هذا الحي التاريخي محاطة بالثقافة والدين، ما أثرى تجربته الأدبية.
بعد تخرجه، عمل في العديد من الوظائف الحكومية، بدءًا من مأمور لاسلكي، ثم كموظف في قسم الأخبار بالنيابة العامة. تدرج في المناصب حتى أصبح وكيل وزارة الصحة، حيث أسهم في تطوير العمل الإداري في الوزارة.
حاز خفاجي العديد من الألقاب مثل "شاعر الهلال" و"عراب الفن"، تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في الأغنية السعودية، كما كتب العديد من النصوص الغنائية التي تغنت بها أهم الأسماء في عالم الفن العربي، منها محمد عبده وطلال مداح، حيث ساهمت كلماته في خلق هوية فنية متميزة للأغنية السعودية.
إنجازات الشاعر السعودي إبراهيم خفاجي
من أبرز إنجازات إبراهيم خفاجي كتابة النشيد الوطني السعودي، الذي استغرق إعداده أكثر من 6 أشهر. وجاءت فكرة كتابة النص أثناء زيارة الملك خالد بن عبدالعزيز لمصر، إذ أعجب بالنشيد الوطني المصري آنذاك.
وبعد وفاة الملك خالد، استؤنف المشروع تحت إشراف الملك فهد، الذي حرص على أن يُعبر النشيد عن روح الوطن وقيمه، وتم بثه لأول مرة في 30 يونيو/حزيران 1986.
أول نص غنائي له كان "يا ناعس الجفن"، الذي لحنه طارق عبدالحكيم عام 1945. منذ ذلك الحين، استمر في كتابة الأغاني الناجحة التي ساهمت في تشكيل الهوية الفنية السعودية، وقدم له العديد من الفنانين العرب أغاني متنوعة، ما جعله أحد أعمدة الأغنية العربية. كان آخر نتاج فني له أوبريت "عرائس المملكة" الذي كتبه عام 1996، والذي تجسد فيه جمال المملكة وتنوع ثقافاتها.
إبراهيم خفاجي "شاعر الهلال"
عُرف خفاجي بعلاقته القوية مع الرياضة، إذ تولى منصب نائب رئيس نادي الهلال السعودي عند تأسيسه، ما جعله يُلقب بـ"شاعر الهلال".
وقدم العديد من القصائد التي تحكي عن إنجازات الفريق ونجومه، كما ساهم في تعزيز الروح الرياضية في المجتمع.
وحصل خفاجي على عدة جوائز تكريمًا لإسهاماته في الثقافة والفن، إذ نال جائزة هيئة الإذاعة البريطانية لأفضل أغنية في السبعينات عن أغنيته الشهيرة "أشقر وشعره ذهب".
بالإضافة إلى ذلك، مُنح ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى من الملك فهد تقديرًا لجهوده. كما كُرم من قبل جامعة أم القرى وجمعية الثقافة والفنون، ليبقى رمزًا للإبداع في الساحة الفنية السعودية.
aXA6IDk4LjgwLjE0My4zNCA= جزيرة ام اند امز