وضع منتخبنا الوطني في خطر وبالذات في خط الهجوم.. ولن يكون بوسع بيتزي تحقيق طموحاتنا في أي مشاركة مقبلة حتى لو كانت ودية
عقب انتهاء مشاركة منتخبنا في نهائيات كأس العالم بروسيا، اتفق الجميع على أن مشكلة الأخضر الأساسية في الهجوم، لافتقاره إلى لاعب هداف، وكان الأمل أن يقوم مدربه أنطونيو بيتزي بإيجاد حل جذري بأسرع وقت قبل مشاركتنا الآسيوية المقبلة، لكن يبدو أن "العين بصيرة واليد قصيرة".
مواجهة منتخبنا أمام البرازيل في الدورة الرباعية التي استضافتها المملكة دلت على أن المدرب لم يتمكن من علاج هذه المشكلة، بحكم أن ما هو متوافر لديه من لاعبين في خانة الهجوم "على قد الحال".
وضع منتخبنا الوطني في خطر وبالذات في خط الهجوم، ولن يكون بوسع بيتزي تحقيق طموحاتنا في أي مشاركة مقبلة حتى لو كانت ودية.. وبالتالي ليس بمقدورنا أن نلومه لأن رده سيكون جاهزًا: "هذه بضاعتكم"
أصوات إعلامية وجماهيرية بدأت تطنطن على اللاعبين الأجانب الـ8، ومن ثم تتساءل إذا كانت أنديتنا تعاني من غياب اللاعب السعودي الهداف قبل وجود هذا العدد الكبير من اللاعبين الأجانب.. نفس الشيء على مستوى مركز الحراسة، فالحارس الأجنبي أصبح وجوده بأنديتنا لا يقارن بنسبة وجود اللاعب السعودي، وهذه مشكلة أخرى ستواجه الأخضر إن اقتصرت القناعة على الحارس محمد العويس فقط. أما مصطفى ملائكة فمع احترامي له فهو ليس ذلك الحارس الذي يمكن الاطمئنان إليه بالذود عن شباك منتخبنا، إلا إذا كانت أكاديمية "أوليفر" ما زالت عاملة، مع أنني لا أرى لها أي وجود حقيقي ملموس، سواء بأنديتنا أو المنتخب، فالنتيجة بعد مرور سنة كاملة "صفر"، على الرغم من كل الاهتمام والعقد الخيالي الذي حظي به "أوليفر كان" من قبل رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ.
أمام هاتين المعضلتين، فإن وضع منتخبنا الوطني في خطر، وبالذات في خط الهجوم، ولن يكون بوسع "بيتزي" تحقيق طموحاتنا في أي مشاركة مقبلة، حتى لو كانت ودية، وبالتالي ليس بمقدورنا أن نلومه لأن رده سيكون جاهزًا: "هذه بضاعتكم"؛ ولهذا ينبغي على مسيّري الكرة السعودية "الاعتراف" بهذه المشكلة، وهي لا تخص المنتخب فحسب، إنما تعاني منها أنديتنا.
ولهذا أرى أن الحل إما بالاتجاه إلى دوري الدرجة الأولى، أو إعلان فتح باب القبول لكل موهبة تتوافر فيها صفتا الهداف والحراسة، أو اللجوء إلى فكرة "الكشافين" وتوزيعهم بالحواري والمدارس، لعل اتحاد الكرة ينجح من خلال كل هذه الخيارات الـ3 في استقطاب العدد المطلوب من الهدافين وحراس المرمى، بعدما عجزت الأندية عن ضمهم إليها، على أن يتم اختيار جهاز تدريبي متخصص في التطوير واللياقة البدنية والتجهيز ليتولى مهمة الإشراف عليهم.
هذه مقترحات أتمنى أن تلاقي القبول والاستحسان عند من يهمهم أمر منتخبنا الوطني، بدلا من الوقوف مكتوفي الأيدي، ويبقى الوضع كما هو عليه حتى إشعار آخر.
* نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة