اليوم الوطني السعودي.. كيف حظيت الرياضة باهتمام المملكة؟
حظيت الرياضة بمختلف فروعها بمكانة بارزة على خارطة المملكة العربية السعودية، خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أسفر عن العديد من الإنجازات.
وشهدت الرياضة السعودية على مر تاريخها اهتماما كبيرا من قيادات المملكة، نظرا لاهتمام الشعب السعودي الكبير بها، وعلى رأسها كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم، بجانب العديد من الرياضات الأخرى التي باتت تحظى باهتمام خاص في السنوات الأخيرة.
وقد امتد اهتمام الشعب السعودي بالرياضة من مجرد المتابعة والتشجيع وانتظار الإنجازات الوطنية إلى الممارسة، واعتبارها نمط حياة يوميا بالنسبة لكثير من مواطني المملكة، وهو ما استدعى خطة كاملة متكاملة من الحكومة السعودية على كل الأصعدة في هذا الصدد.
وتستعرض "العين الرياضية" في السطور التالية كيف اهتمت الحكومة السعودية بالرياضة من جميع الأوجه، من أجل حجز مكانة مميزة للملكة على خارطة الرياضة العالمية من جهة، وتوفير نمط حياة صحي للمواطن عبر ممارسة الرياضات المختلفة بانتظام على صعيد اجتماعي تنافسي.
رؤية السعودية 2030
شهدت رؤية السعودية 2030 التي أطلقتها حكومة المملكة في عام 2016 خطة ذات طابع خاص من أجل النهوض بالرياضة السعودية من جميع الأوجه، وتم إنشاء وزارة الشباب والرياضة لتحل محل الهيئة العامة للرياضة من أجل تطبيق استراتيجيات جديدة لتطوير هذا المجال.
وشملت أهم بنود هذه الخطة تشجيع الرياضات بمختلف أنواعها وتوفير كل الإمكانات اللازمة من أجل تحقيق التميز الرياضي محليا وقاريا وعالميا في كل الألعاب، والوصول باسم المملكة إلى مراتب عالمية متقدمة على الصعيد الرياضي.
كما شددت رؤية السعودية 2030 على ضرورة تسهيل سبل ممارسة الرياضة لأبناء المملكة ومن يقيمون على أرضها، ليكون بمقدورهم ممارسة ألعابهم المفضلة في بيئة مثالية، في إطار منظومة متطورة جاذبة تواكب كل جديد على الصعيد العالمي.
ووضع الاتحاد السعودي للرياضة للجميع، بالتعاون مع اللجنة الأولمبية السعودية، خططا خاصة من أجل جعل الرياضة نمط حياة يومي بالنسبة للمواطن السعودي، ورفع نسبة ممارسي الرياضة من 13% إلى 40% بحلول عام 2030، على أن يتم فصل المنافسة الممارسة المجتمعية للرياضة عن الممارسة الاحترافية التي تمثل المملكة على الصعيد الخارجي.
كرة القدم.. الدوري السعودي للمحترفين
نظرا لكونها اللعبة الشعبية الأولى في العالم بشكل عام، وفي المملكة بشكل خاص، فقد حظيت كرة القدم باهتمام خاص من الحكومة السعودية، وشددت رؤية السعودية 2030 على ضرورة أن تكون هناك سوق واعدة في الكرة توفر مداخيل إضافية وأرباحا للأندية ولكل العاملين بهذا المجال.
وتم في هذا الصدد خلال أول 5 سنوات من تطبيق الاستراتيجية إطلاق استراتيجية دعم الأندية في 2019، والتي أدت وفق صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية لتحقيق كثير من الإنجازات، وزيادة في الألعاب المختلفة في الأندية المتفاعلة بنسبة 755% في الأندية المتفاعلة.
وأسهمت الاستراتيجية في توفير آلاف الوظائف في الأندية للكثير من المواطنين بنسبة وصلت إلى 129% عام 2021، تم العمل على إنشاء شركات خاصة للاستثمار الرياضي في الأندية، لضمان الاستدامة المالية لها.
وأولت رابطة الدوري السعودي، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة السعودية والجهات المعنية في المملكة، دوري المحترفين السعودي اهتماما خاصا، من أجل تطويره وجعله يحتل مكانة متميزة بين الدوريات العربية والآسيوية بشكل خاص، بل والمنافسة على مكان بين أقوى الدوريات العالمية.
وتم تطوير الملاعب السعودية لتستوفي الكثير منها المواصفات العالمية، سواء في البنية التحتية أو أرضيات الملاعب، مما وفر للفرق واللاعبين أجواء عالمية لتقديم أفضل ما لديهم، كما وفر للجماهير سبل الراحة في المدرجات وكأنها في أفضل استادات العالم.
كما تم استقطاب العديد من اللاعبين العالميين المميزين، من أجل رفع الجانب الفني للمسابقة، وتوفير احتكاكات قوية للاعب السعودي تسهم في رفع مستواه، مما يعود بالفائدة على المنتخبات الوطنية، بجانب تطبيق برنامج الابتعاث بإرسال بعض المواهب السعودية للاحتراف الخارجي لصقل خبراتها قبل العودة للمسابقة مجددا.
وكان من نتيجة ذلك أن أصبح الدوري السعودي هو الأقوى فنيا والأعلى من حيث القيمة السوقية على مستوى القارة في الكثير من الاستفتاءات، وتم تقدير قيمته بنحو 400 مليون يورو.
كما بسط الهلال بطل الدوري السعودي الأبرز في السنوات الأخيرة هيمنته على القارة الآسيوية بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا مرتين في آخر 3 سنوات، ليصبح الأكثر تتويجا بلقب البطولة على مر تاريخها بـ4 ألقاب، فضلا عن وصوله هو وفرق سعودية أخرى للأدوار النهائية عدة مرات في السنوات السابقة.
وتمكن المنتخب السعودي عطفا على تطور مستوى الدوري المحلي من التأهل لآخر نسختين من كأس العالم، كما حققت منتخبات الفئات السنية المختلفة عدة بطولات على الصعيدين القاري والعربي، ابرزها تتويج المنتخب الأولمبي بكأس آسيا 2022 التي أقيمت في أوزبكستان.
كما وجدت كرة القدم النسائية مكانها على خارطة الرياضة السعودية في السنوات الأخيرة، بعدما كانت المرأة محرومة من مشاهدتها في المدرجات وليس ممارستها من قبل، لتشهد المملكة تطورا كبيرا في هذا الصدد.
وبعد قليل من غزو المرأة السعودية مدرجات كرة القدم، عقب تطوير الملاعب وتوفير الأجواء المناسبة لها من أجل الاستمتاع بمشاهدة اللعبة الشعبية الأولى عن قرب، قررت الحكومة السعودية توفير المجال للمرأة لممارسة تلك الرياضة الممتعة.
وكان من ثمار ذلك إقامة عدة بطولات للكرة النسائية بشكل تدريجي على مدار السنوات الأخيرة كنسخ تجريبة لدوري منتظم، قبل أن يتم تدشين أول دوري رسمي للكرة النسائية في المملكة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.
صناعة الأبطال
وتماشياً مع رؤية السعودية 2030 في التركيز على صناعة الأبطال وتحقيق الإنجازات على كل الأصعدة في مختلف الرياضات، تمت زيادة عدد الاتحادات الرياضية السعودية من 32 اتحاداً في عام 2016 قبل تطبيق الرؤية المستقبلية إلى أكثر من 90 اتحادا حاليا.
كما خططت اللجنة الأولمبية السعودية ضمن رؤية المملكة 2030 لأن يكون الرياضي السعودي ضمن أفضل 3 رياضيين على مستوى آسيا في عام 2022 من خلال رؤية برنامج "ذهب 2022"، وهو ما أدى إلى بروز أبطال في الكثير من الألعاب.
وكان أبرز نموذج لتألق الأبطال السعوديين في الألعاب الأخرى خلال الفترة الأخيرة حصول بطل الكاراتيه طارق الحامدي على الميدالية الفضية في أولمبياد طوكيو 2021، بعدما كان يستحق الميدالية الذهبية لكن تم حرمانه منها بداعي قيامه بلعبة خشنة ضد منافسه الإيراني.
كما كان من إنجازات جعل الرياضة نمط حياة بالنسبة للمواطن السعودي تتويج البطل محمد آل مخلص بميداليتين ذهبيتين في بطولة العالم للجوجيتسو عامي 2021 و2022 بأمريكا، بعدما اتجه لممارسة تلك الرياضة بشكل فردي، عقب سفره لأمريكا لعلاج نجله، ليثبت نفسه فيها ويتمكن من رفع علم المملكة عاليا بين كل دول العالم.
استضافة البطولات العالمية
اتجهت السعودية في السنوات الأخيرة إلى مرحلة جديدة في تعاملها مع الرياضة عبر الحرص على استضافة البطولات العالمية في كل الألعاب من أجل توفير متعة المشاهدة عن قرب للمواطن السعودي من جهة، وحجز مكانة خاصة للمملكة على خارطة أفضل الدول المحتضنة للبطولات العالمية.
وكتبت السعودية تاريخا خاصا في هذا الصدد نظرا لما تمتلكه من بنة تحتية على أعلى مستوى، سواء في الملاعب المفتوحة أو الصالات أو مضامير الرياضات المختلفة.
واستضافت المملكة أحداثا عالمية كبيرة في السنوات الأخيرة، بداية من البطولات العالمية للشطرنج، وماراثون الرياض الدولي، مروراً بمنافسات المصارعة الحرة الترفيهية WWE، ونزالات الملاكمة العالمية بشكل مستمر والفنون القتالية المختلطة بشكل مستمر.
كما باتت السعودية مستضيفا دائما لسباقات فورمولا إي خلال السنوات الأخيرة، بل وانضمت إلى محتضني سباقات فورمولا 1 بداية من عام 2021.
كما أقيمت على أرض المملكة عدة نسخ لبطولة كأس السوبر الإسباني، والسوبر الإيطالي، وغيرها من البطولات الكبرى، لتصبح بحق إحدى الوجهات الرياضية المشهود لها بالكفاءة والاقتدار في مجال تنظيم الأحداث العالمية الكبرى.
الناتج المحلي السعودي
اهتمام الحكومة السعودية بالرياضة لم تقتصر انعكاساته على صعيد الإنجازات الرياضية وزيادة نسبة الممارسين من المواطنين فقط، بل امتد ذلك ليسهم في زيادة الناتج المحلي السعودي من 2.4 مليار ريال إلى 6.5 مليار ريال في 2021، بنسبة تقدر بـ170 في المائة، وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية.
ونقلت الصحيفة في ديسمبر/ كانون الأول 2021 تصريحات للأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة السعودي، أكد فيها وصول عدد اللاعبين المسجلين في جميع الألعاب لأكثر من 127 ألف لاعب ولاعبة، بزيادة بلغت 29% عن عام 2020.
aXA6IDMuMTM3LjIxOC4xNzYg جزيرة ام اند امز