أرامكو تزيح أبل من عرش أكبر شركة مدرجة في العالم
رئيسة مجلس إدارة البورصة السعودية تقول إن تداول ستصبح أيضا إحدى أكبر البورصات في العالم بفضل إدراج أرامكو.
مع بدء تداول أسهم أرامكو بالبورصة السعودية، اليوم الأربعاء، تجاوزت قيمتها السوقية نحو 1.88 تريليون دولار، وهذا يجعلها أكبر شركة مدرجة في العالم، لتزيح بذلك عملاق التكنولوجيا الأمريكية أبل من عرشها الذي تربعت عليه لسنوات.
وفتح سهم أرامكو السعودية على ارتفاع بنسبة 10% في أول أيام تداوله ببورصة الرياض اليوم، مقتربا من تقييم بـ2 تريليون دولار، وهو السعر الذي كان يسعى إليه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وبلغ سعر السهم بعد ثوانٍ من بدء تداوله 35,2 ريال سعودي (9,4 دولار) بزيادة 3,2 ريال (0,85 دولار) عن السعر الرئيسي، ما يرفع قيمة الشركة في يومها التاريخي هذا من 1,71 تريليون دولار إلى 1,88 تريليون دولار.
- سهم أرامكو يقفز 10% عند انطلاق تداولاته بالبورصة السعودية
- 35.2 ريال سعر أرامكو الاسترشادي بزيادة 10% عن الطرح الأولي
يعطي هذا عملاق النفط المملوك للدولة قيمة سوقية عند حوالي 1.88 تريليون دولار، مما يجعلها بفارق مريح أكبر شركة مدرجة في العالم من حيث القيمة، بالرغم من أنها ستكون صاحبة واحد من أصغر معدلات "الأسهم حرة التداول" عند حوالي 1.5% فقط.
والقيمة السوقية تفوق ستة أمثالها لشركة النفط الأمريكية الكبرى إكسون موبيل، وأكثر من ضعف حجم الناتج المحلي الإجمالي السنوي للسعودية، ومتقدمة بفارق كبير عن القيمة السوقية لعملاق التكنولوجيا الأمريكي أبل البالغة حوالي 1.2 تريليون دولار.
وبداية جلسة التداولات، قالت رئيسة مجلس إدارة شركة السوق المالية السعودية "تداول"، سارة السحيمي، اليوم الأربعاء، إن أرامكو ستصبح أكبر شركة مدرجة في العالم مع بدء تداول أسهمها في بورصة المملكة اليوم.
وأضافت، في مناسبة خاصة بالطرح العام الأولي للسهم في البورصة بالرياض، أن تداول ستصبح أيضا إحدى أكبر البورصات في العالم بفضل إدراج أرامكو.
ويعزز اكتتاب أرامكو في السوق المحلية موقع السوق المالية السعودية "تداول"، التي تصبح من بين أكبر عشر أسواق عالمية.
- أسعار النفط
بدأ التداول على أسهم أرامكو بعد فتح السوق بنصف ساعة، إذ سمحت البورصة السعودية بوقت إضافي للمزاد الافتتاحي عندما يقدم المستثمرون طلباتهم في ظل توقعات بمستويات مرتفعة من النشاط.
وقرع رئيس أرامكو ياسر الرميان وكبار المسؤولين التنفيذيين بورصة تداول الجرس لبدء التداول على أسهم أرامكو. وخلال أول ساعة من التعاملات، جرى تداول 766.8 مليون سهم، وهي أكثر من التعاملات على أي سهم مدرج آخر في الرياض.
وسيصبح سهم أرامكو جزءا من المؤشر الرئيسي لبورصة تداول بحلول الأسبوع المقبل، وسينضم في وقت لاحق من هذا الشهر إلى مؤشرات قياسية عالمية مثل إم.إس.سي.آي وفوتسي، وهو ما يقول مستثمرون إنه يجب أن يغذي الطلب، وبخاصة من المستثمرين الذين يتتبعون مثل تلك المؤشرات.
وصعد مؤشر البورصة السعودية 0.9% في التعاملات المبكرة.
وقال نيشيت لاخوتيا مدير الأبحاث في شركة سيكو للأوراق المالية ومقرها البحرين "الظهور الأول القوي لأرامكو ليس مفاجأة بالنظر إلى أن أغلب المديرين الإقليميين خُصصت لهم أسهم بأقل مما طلبوا، وبالتالي كان من الطبيعي توقع عدد طلبات أعلى بكثير من العروض.
"نعتقد أيضا أن شراء المستثمرين الأجانب المؤهلين سيبدأ من الأسبوع المقبل بقيادة الانضمام إلى إم.إس.سي.آي وفوتسي من بعده، وهو ما يمثل أيضا دعما للسهم عند مستويات أعلى".
ويمكن للمستثمرين السعوديين الأفراد الذين يحتفظون بأسهمهم لستة أشهر اعتبارا من اليوم الأول للتداول الحصول على أسهم إضافية بما يصل إلى مئة سهم، أو سهم لكل عشرة أسهم محتفظ بها، وهو ما يقول زاكاري سيفاراتي الرئيس التنفيذي لدلما كابيتال إنه قد يحد من المعروض من الأسهم في السوق.
وبحسب الراجحي كابيتال، سيكون لأرامكو ثاني أكبر وزن على المؤشر الرئيسي لبورصة تداول عند 9.7%. ومصرف الراجحي هو صاحب الوزن الأكبر عند 14.6% لأن لديه نسبة أكبر من الأسهم حرة التداول.
وفي وقت سابق هذا الشهر، استحدثت بورصة تداول السعودية حدا أعلى للوزن على المؤشر بنسبة 15% لتهدئة المخاوف حيال التأثير المحتمل لطرح أرامكو والحد من ارتباط المؤشر بسعر النفط.
يأتي الظهور الأول لأرامكو في الوقت الذي تلقى فيه أسعار النفط دعما من تحرك بتنظيم سعودي لأوبك وحلفاء من منتجي النفط للالتزام ببعض من أكبر تخفيضات الإنتاج التي يشهدها القطاع في عقد سعيا لتفادي فائض في المعروض.
وإذا ربحت أسهم أرامكو 10% يومي الأربعاء والخميس، فستتجاوز التقييم عند تريليوني دولار الذي يطمح إليه الأمير محمد بن سلمان. ومن المتوقع ضم الشركة إلى مؤشر إم.إس.سي.آي للأسواق الناشئة في 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان لرويترز الأسبوع الماضي إنه يعتقد أن قيمة أرامكو تتجاوز تقييمها البالغ 1.7 تريليون دولار في الطرح العام الأولي.
وقال الوزير "لا يمكنني الانتظار لرؤية وجوه من فوتوا تلك الفرصة وكيف سيعضون على أناملهم" واصفا أولئك الذين استثمروا في الطرح بأنهم "أصدقاء وأسرة" من المقرر أن يستفيدوا من أي زيادة مقبلة في قيمتها.
ودخلت أرامكو السوق بعدما أنهت أكبر اكتتاب عام في التاريخ، قامت فيه الشركة ببيع 1,75% من أسهمها مقابل 29,44 مليار دولار، بعدما كان من المقرر أن تبيع 1,5% بقيمة 25,6 مليار دولار.
والاكتتاب العام لجزء من أسهم أرامكو هو حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان المسمّى "رؤية 2030".
ويسعى المسؤولون إلى استقطاب عشرات مليارات الدولارات لتمويل مشاريع ضخمة ضمن هذا البرنامج الطموح الذي يهدف إلى تنويع الاقتصاد ووقف ارتهان المملكة التاريخي للنفط.
وتتفوق حصيلة طرح أرامكو على الإدراج القياسي لشركة "علي بابا" الصينية للتكنولوجيا بقيمة 25 مليار دولار في 2014.