اتفاق الرياض الذي جرت مراسم توقيعه بحضور مهيب وعلى أعلى المستويات وشاهدهُ العالمُ أجمع لخّص في بعض صوره حقيقة المشهد على الأرض
لطالما أثبتت الدبلوماسية المشتركة السعودية الإماراتية فاعليتها وقدرتها على تحقيق التفاهمات السياسية في كل المحافل والظروف وبين مختلف الأطراف وفي جميع النزاعات، وقد حققت عددا من الإنجازات والنجاحات التي تسجل وتحسب لها ولقيادتها، وتمكنت في فترات مختلفة عبر تاريخها العريق من ترك بصمتها القوية خاصة في القضايا والنزاعات أو الخلافات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط التي كانت دوما ولا تزال على صفيح ساخن، وقد حملت القيادة في البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، على عاتقها هموم الأمتين العربية والإسلامية، وبرزت كقوة جبارة للحق في وجه الباطل، وفي الدفاع عن حقوق الشعوب وحماية مقدراتهم.
اتفاق الرياض الذي جرت مراسم توقيعه بحضور مهيب وعلى أعلى المستويات وشاهدهُ العالمُ أجمع، لخص في بعض صوره حقيقة المشهد على الأرض، وهو أن التحالف السعودي الإماراتي ناجحٌ في كل اتجاهٍ يسلُكه، وأن الدبلوماسية السعودية قادرة على فعل الكثير
ما جرى في الرياض من تفاهم على اتفاق يمني ثنائي بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية، ليس إلا دليلا آخر على طبيعة التعامل السياسي والتوافق الدبلوماسي الكبير بين السعودية والإمارات، اللتين تسعيان دوما إلى تحقيق مصالح الشعب اليمني بعد اختطافه من قبل الإرهاب الحوثي، والعبث بأمنه ومقدراته بأيادٍ إيرانية لم تعد خافية على أحد، ولطالما عمل البلدان معا على تقديم كل ما أمكن حرصاً على مصلحة الشعب اليمني والدولة اليمنية التي طالبت منذ بداية أزمتها بتدخل فاعل وحازم من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة للمساعدة في استعادة سيطرة الدولة على مؤسساتها وأرضها.
هذا الاتفاق الذي تعاملت معه الدبلوماسية السعودية والإماراتية على حد سواء أنه أمرٌ لابد من إتمامه، يهدف إلى توحيد الصف اليمني وضمان زج كل الطاقات على الأرض في مواجهة المد الإيراني والإرهاب الحوثي في اليمن، وما لتنفيذ بنوده من دور مهم في توحيد الصف وتفعيل مؤسسات الدولة لخدمة اليمن بجميع مكوناته وتلبية احتياجات المواطنين المعيشية، فقد شملت نقاط الاتفاق ما يعكس ضخامة العمل والإنجاز المحقق من خلالها، وتأتي ضمن نقاطه المهمة تشكيل حكومة كفاءات مناصفة بين المحافظات الجنوبية والشمالية، وإدارة الموارد ومكافحة الفساد.
ويأتي على رأس هرم بنود الاتفاق تفعيل دور كافة سلطات ومؤسسات الدولة اليمنية، وإعادة تنظيم القوات العسكرية تحت قيادة وزارة الدفاع، وإعادة تنظيم القوات الأمنية تحت قيادة وزارة الداخلية، ولم يترك الاتفاق أي جانب مهم أو غفل عنه، ومن ذلك البند القاضي بالالتزام بحقوق المواطنة الكاملة لكافة أبناء الشعب اليمني ونبذ التمييز المناطقي والمذهبي ونبذ الفرقة والانقسام، وهنا تأتي النظرة المتأنية والمطلعة على الشأن اليمني الداخلي، ومعرفة خصائصه ومكوناته، وتبرزُ من خلاله بوضوح النية الصادقة والرغبة العالية بتحقيق أقسى درجات الأمن والسلام لمكونات الشعب اليمني بمختلف انتماءاته.
اتفاق الرياض الذي جرت مراسم توقيعه بحضور مهيب وعلى أعلى المستويات وشاهدهُ العالمُ أجمع، لخّص في بعض صوره حقيقة المشهد على الأرض، وهو أن التحالف السعودي الإماراتي ناجحٌ في كل اتجاهٍ يسلُكه، وأن الدبلوماسية السعودية قادرة على فعل الكثير وتنفيذه وإنجازه على الأرض، وأن الدور الإماراتي لا غنى عنهُ في أيٍّ من قضايا المنطقة، لما للثقل السياسي من وقْعٍ ميداني لكلتا الدولتين، وهذا الاتفاق الذي يُنتظرُ أن يتم تنفيذُ بنودِهِ قريباً جدًّا، أثرٌ كبير للتقدم في الحرب على الإرهاب الحوثي والمد الإيراني جنوب الجزيرة العربية، ولعودة الأمن والأمان والاستقرار إلى ربوع اليمن السعيد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة