السعودية والإمارات.. جسر حوار لاحتواء أزمة عدن ودعم استقرار اليمن
مساعي أبوظبي والرياض تأتي في خضم اقتتال شهدته عدن يخشى منه حدوث انتكاسة تمنح فرصة لميليشيا الحوثي لتوسيع نطاق المشروع الإيراني باليمن.
جهود جبارة تقودها كل من السعودية والإمارات، سعيا نحو مد جسور الحوار بين الأطراف اليمنية المتقاتلة بالعاصمة المؤقتة عدن، على قاعدة الأمن والاستقرار، وبحثا عن بوابة لاحتواء الأزمة المتفجرة فيها.
المساعي تأتي في خضم اقتتال شهدته المدينة الواقعة جنوبي اليمن بين قوات الحكومة الشرعية والمجلس الجنوبي الانتقالي، في انتكاسة يخشى أن تمنح ميليشيا الحوثي الانتقالية الأرضية الخصبة للقفز على الأحداث، وتوسيع نطاق المشروع الإيراني بالبلاد.
تطورات متسارعة على الأرض في عدن، تزامنت مع خطوات بذات الإيقاع من جانب الرياض وأبوظبي، حيث بدأت المملكة العربية السعودية أمس الاثنين، اجتماعات تمهيدية مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، استعدادا لاجتماع طارئ في جدة، دعت إليه الفرقاء بعدن.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، بحث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مع الرئيس اليمني المستجدات في المنطقة، وخصوصا على الساحة اليمنية والجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار.
ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، التقى أيضا في منى بالرئيس اليمني، وجرى خلال الاجتماع، استعراض مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية، خاصة التطورات في عدن، بحسب المصدو نفسه.
خندق واحد
مثلما لبت السعودية والإمارات، في 2015، دعوة هادي لدعم الشرعية في اليمن، والتصدي للانقلاب الحوثي، لم يتأخر البلدان هذه المرة أيضاً لمؤازرة هذا البلد، وتعبيد الطريق من أجل فتح باب للحوار بين أطراف الأزمة الجديدة، ما يعتبر فرصة حقيقية للهدوء وتحكيم العقل وتغليب المصالح العليا لليمن.
ففي اليوم نفسه، استقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات، في منى، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، وبحث مجمل الأوضاع في المنطقة، وخصوصا على الساحة اليمنية والجهود المبذولة تجاهها، بحسب «واس».
وشدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على أن الإمارات والسعودية تقفان معا، بقوة وإصرار، في خندق واحد في مواجهة القوى التي تهدد أمن دول المنطقة وحق شعوبها في التنمية والتقدم والرخاء.
وأكد أيضاً أن السعودية تعد الركيزة الأساسية لأمن المنطقة واستقرارها، وصمام أمانها في مواجهة المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها، لما تمثله من ثقل وتأثير كبيرين على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي ذات اللقاء تطرق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، قائلا إنه "منذ تشكيل التحالف في عام 2015، قام بدور تاريخي ووقف بحزم ضد محاولة اختطاف اليمن، وعمل ـ ولا يزال- من أجل يمن ينعم شعبه بالتنمية والتقدم".
وتعهد بأن "يظل التحالف العربي إلى جانب الشعب اليمني الشقيق وكل ما يحقق مصالحه في حاضره ومستقبله".
وفي تغريدة عبر موقع "تويتر"، وصف الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى السعودية بـ"المميزة"، مشيرا أن "لقاءات الأخوة الصادقة مستمرة".
وأضاف أن "تحالف الخير السعودي الإماراتي حقيقة جيوستراتيجية ثابتة لعقود قادمة والركن الأساسي في هندسة الاستقرار في المنطقة، نمضي معا قدما بثقة وعزوتنا السعودية بقيادتها وشعبها".
المجلس الانتقالي
على جانب آخر، التزم المجلس الانتقالي في عدن بقرار وقف إطلاق النار بالعاصمة الموقتة، وتلقف الدعوة السعودية للاجتماع في جدة بإيجابية.
ورحب المجلس، في بيان، بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لرعاية وبدء عملية حوار حقيقي وبناء، معربا عن استعداده للمشاركة في "أي نوع من النقاش يحمي مكتسبات الجنوب، ويضمن دور المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف رئيسي في عملية صنع القرار".
وشدد على أن "أفضل طريقة لتأمين صفقة سياسية دائمة هي من خلال مسار سياسي شامل تحت رعاية الأمم المتحدة، يضمن إدراج القضية الجنوبية في جدول أعمال أي مشاورات في المستقبل".
وقبل ذلك بيوم، عبر عيدروس الزبيدي رئيس المجلس، عن استعداده للعمل مع المملكة العربية السعودية لإدارة الأزمة الحالية في عدن وتبعاتها، مؤكدا وقوفه إلى جانب التحالف العربي ضد الوجود الإيراني في المنطقة.