الإمارات والسعودية باليمن.. حقائق إنسانية تُسقط هراء قرداحي
يدعي البعض الخبرة والمعرفة والإلمام بشؤون المنطقة حتى أول اختبار حقيقي.. فيكون السقوط مروعا.
هذه الكلمات تنطبق بالكامل على وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، الذي كان سقوطه السياسي والإعلامي مروعا، حين نطق بتصريحات لا تمت للحقيقة بصلة عن الدور السعودي والإماراتي باليمن.
فسنوات العمل الإعلامي لم تساعد الوزير اللبناني على إدراك حقيقة الأزمة اليمنية، وتفاصيل ما يقدمه قطبا التحالف العربي، السعودية والإمارات، من أدوار تنموية وإغاثية وإنسانية في الأراضي اليمنية.
ولعل سقوط لبنان في شباك المشروع الإيراني عبر ذراع الأخير؛ مليشيات حزب الله الإرهابية، أعمى قرداحي عن الدور السعودي والإماراتي في حماية اليمن من التخريب والدمار الحوثي؛ وتدخلهما الذي كان في صالح اليمنيين، وليس "عدوانا" كما زعم الوزير اللبناني.
التدخلات السعودية بالأرقام
وللتأكيد على الخطأ الذي وقع فيه قرداحي، ثمة أرقام وإحصائيات تؤكد الدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية لليمن خلال سنوات الحرب.
ففي فبراير/شباط الماضي، كشف مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال، أنه قدم ما يزيد على 17 مليار دولار لليمن منذ تأسيس المركز في بداية الأزمة اليمنية قبل نحو سبع سنوات.
وبحسب مدير إدارة المساعدات الصحية والبيئية بالمركز، الدكتور عبد الله المعلم، فإن هذا الدعم شمل كافة المجالات التنموية، ومساعدات لدعم الحكومة اليمنية والبنك المركزي اليمني، إضافة لما يقارب 3.5 مليار دولار في المجال الإغاثي والإنساني.
وأشار المعلم إلى أن السعودية تبنت خطة الاستجابة الإنسانية في إطار نداء الاستغاثة الأول من الأمم المتحدة عام 2015 بـ274 مليون دولار، لتكون أول دولة في العالم تتبنى نداء الاستغاثة بأكمله.
وأضاف أن الرياض قدمت في عام 2020، 500 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن، من إجمالي الاحتياج الإنساني المقدر بـ2,4 مليار دولار.
وفي نفس العام، أطلق برنامج الملك سلمان مشاريع إغاثية كان من بينها قطاع الأمن الغذائي الذي يهدف إلى خفض نسبة الاحتياج الغذائي في المناطق اليمنية المتضمنة للفئات الأشد ضعفا، بحسب التقارير الإنسانية المختلفة.
الدعم الإماراتي
ولم تتخلف دولة الإمارات العربية المتحدة عن الركب الإنساني والإغاثي في اليمن، من خلال مساعداتها التي بلغ حجمها مليارات الدولارت، ولا تزال مستمرة.
وقدمت دولة الإمارات لليمن منذ عام 2015، مساعدات تجاوزت الـ6 مليارات دولار أمريكي، بحسب وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي بالحكومة الإماراتية، ريم بنت إبراهيم الهاشمي.
وتركزت هذه المساعدات بشكل رئيسي على دعم الوضع الإنساني، بالإضافة إلى تقديم الخدمات العامة لضمان استمرارية التعليم في المدارس والبرامج الطبية والخدمات الحيوية كالطاقة والنقل.
وأضافت الهاشمي في تصريحات سابقة، أن الإمارات قامت منذ بدء انتشار جائحة كورونا، بإرسال مساعدات بلغت 122 طنا من المستلزمات والإمدادات الطبية إلى اليمن، لتعزيز جهود نحو 122 ألفا من العاملين في الرعاية الصحية على احتواء الفيروس.
وبالإضافة إلى ذلك، قدمت الإمارات، الغذاء والمكملات الغذائية المعززة للصحة من خلال برنامج الأغذية العالمي، علاوة على دعم القطاعات الأخرى كالتعليم والصحة والمياه.
وأشارت الوزيرة الإماراتية إلى أن أبوظبي تقوم بمراجعة مستمرة للوضع الإنساني في اليمن بالتنسيق مع المنظمات الدولية، مع مراقبة مؤشرات الأمن الصحي والغذائي وسوء التغذية بشكل خاص.
وأكدت أن هذا الالتزام الأخير سيؤدي إلى سد الاحتياجات الغذائية لـ6 ملايين يمني، منهم 1 مليون طفل، والحد من ارتفاع مخاطر الأمن الغذائي في بعض المناطق اليمنية.