مع وصول 1.2 مليون حاج.. تحذيرات سعودية من رفع شعارات سياسية
حذرت السعودية من رفع شعارات سياسية في الحج، مؤكدة أن الحج للعبادة ولأداء مناسكه بخشوع وطمأنينة.
وقال وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة، في المؤتمر الصحفي الحكومي الذي عقد، الخميس، إن "الحج للعبادة وليس لأي شعارات سياسية وهذا ما تعمل عليه قيادة المملكة أن يكون به أعلى مظاهر الخشوع والطمأنينة والروحانية".
- ثبوت رؤية هلال ذي الحجة 2024.. غداً أول أيام زي الحجة 1445
- لا غنى عنها في الحج.. 9 أدوية ومستلزمات طبية في حقيبة الحاج
وبين أن "رجال الأمن ينبهون دائما على اتباع التعليمات، ووجدنا التزاما بذلك خلال السنوات الماضية".
على صعيد ذي صلة، ترأس مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية للحج الفريق محمد بن عبدالله البسامي في مقر الأمن العام بمحافظة جدة، الخميس، اجتماع اللجنة الأمنية للحج.
واستعرض المجتمعون أبرز مستجدات خطط مختلف القطاعات الأمنية المشاركة في العاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، إلى جانب مناقشة الخطط الوقائية التي تضمن توفير الأمن والطمأنينة لضيوف الرحمن أثناء أداء نسكهم.
تحذيرات دينية
وتقف السعودية بحزم أمام محاولات تسييس الحج، مشددة على أهمية المحافظة على مقاصد الحج الإيمانية، وتعظيم شعيرة الحج واستغلاله في بذل الطاعات والعبادات تقربًا لله، وعدم الخروج عن شعيرة هذا النسك العظيم برفع أي شعارات سياسية أو مذهبية.
وعلى مدار الأيام الماضية حرص علماء الدين في السعودية على تقديم رسائل توعوية لحجاج بيت الله الحرام، دعوهم فيها إلى أن يتفرغوا لأداء المناسك والعبادة، وأن يتجنبوا الشعارات السياسية والنعرات العصبية والخلافات المذهبية.
وأوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني في خطبة الجمعة الماضية بالمسجد الحرام حجاج بيت الله الحرام بتقوى الله عز وجل، وامتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى عنه.
وبين أن "القاعدة الأساسية في الحج هي قوله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا ) لا في قليل ولا في كثير ، لا في قول ولا في عمل، لا في مسيرة ولا في هتاف ، إنما هو تجريد القصد والعمل لله وحده وترك كل ما سواه .
وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام: "أحذر كل الحذر أن تصرف شيئاً من حقه إلى سواه ، فإن ذلك انحطاط من علياء الإيمان إلى حضيض الشرك ، والعياذ بالله" .
وفي السياق نفسه، أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير في خطبة الجمعة الماضية الحجاج بالبعد عن كل ما يعكّر صفوَ الشعائر والمشاعر.
وأضاف قائلاً: "نزّهوا الحرمين الشريفين وعظِّمُوا حرمتهما، وراعُوا مكانتهما واحذروا ما يعكّر صفوَ الشعائر والمشاعر، محذراً من الجدال بالباطل والتنازع والتخاصم والتقاطع والتشاجر والشقاق والافتراق وجعل الحجّ مسرحاً للخلافات والمخاصمات والمشاحنات والعداوات أو مكاناً للهتافات والعصبيات والحزبيات.
أيضا أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبدالعزيز السديس خلال خطبة الجمعة بالحرم المكي 24 مايو/أيار الماضي أن الحجّ عبادة من أعظم العبادات، وله من الشروط والأركان والواجبات ما يجب على كل من أَمَّ هذا البيت أن يعلمها؛ فيعْمل بمقتضاها.
وبين أن الحج عبادةٌ شرعية، وأحكام مرعية، وقِيَمٌ حضارية، ليس مكانًا للمظاهرات أو المَسِيرَات والتجمعات، أو المناظرات أو المساجلات، أو الجِدال والملاسنات، لا مجال فيه للشعارات السياسية، أو الدعايات الحزبية والمذهبية والطائفية، بل فيه سُموٌّ عنْ كلِّ مبدأ يخالف نهج الكتاب والسُّنَّة، وانتهاءٍ عن كل عقيدة لم يكن عليها سلف هذه الأمة. ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾.
مؤامرة إخوانية
تحذيرات سعودية من تسييس الحج، تتزامن مع حملة أطلقها تنظيم الإخوان الإرهابي ومن يدور في فلكه عبر مواقع التواصل تحت عنوان "الحج ليس آمنا" ضمن محاولات مستمرة لتسييس الحج والتشويش على جهود السعودية في خدمة ضيوف الرحمن وتحريض الراغبين في الحج على مقاطعة أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، بزعم أنه ليس آمنا.
حملة سنوية تتضمن أكاذيب وافتراءات فشلت كسابقاتها في تحقيق أهدافها على وقع الجهود السعودية المتواصلة على مدار الساعة لمساعدة ضيوف الرحمن الذين يتوافدون على المملكة لأداء مناسكهم في أمن وأمان وسلام.
1.2 مليون حاج
وكشف وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة عن وصول ما يقارب مليون ومئتي ألف حاج من مختلف دول العالم حتى نهاية اليوم الخميس، مشيرا إلى أنه تمت جميع مراحل رحلتهم بيسر وطمأنينة، وينعمون بوضع صحي متميز ومستويات رضا مرتفعة.
وأكد أن السعودية سخرت كل الإمكانات وجندت كل القدرات لإنجاح حج 1445 هـ في موسم يشهد تطورًا استثنائيًا ضمن تجربة تحويلية تدعمها مخرجات رؤية السعودية 2030 في عامها الثامن عبر مبادرات برنامج خدمة ضيوف الرحمن، تحقيقاً لتطلعات القيادة بأن نبذل كل ما في وسعنا جميعًا لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
سجل أسود للإخوان
جاهزية سعودية تامة على مختلف الأصعدة، دائما ما كانت بالمرصاد لمؤامرات الإخوان ومن يدور في فلكهم.
وسعي تنظيم الإخوان الإرهابي منذ تأسيسه إلى استغلال فريضة الحج لأهداف سياسية، وإن اختلفت تلك الأهداف في بدايات تأسيس التنظيم عن الفترة الحالية.
في البدايات كان الإخونجية يستغلون الحج للترويج لأفكار الجماعة واستقطاب الأنصار، ولكن تلك الأهداف اختلفت بعد تصنيف السعودية الإخوان كتنظيم إرهابي، حيث تحول التنظيم إلى التآمر على السعودية خلال موسم الحج.
وخلال موسم الحج عام 2013، احتشد أتباع جماعة الإخوان لرفع شعار "رابعة" على جبل عرفات، رغم التحذيرات السعودية بعدم إقحام السياسة في المناسك الدينية.
ويتواصل توافد قوافل ضيوف الرحمن إلى المملكة لأداء فريضة الحج، معلنين فشل مؤامرات الإخونجية، وسط تكامل الخدمات في السعودية، سواء على الصعيد الديني أو الصحي أو الأمني، وتوفير كل ما من شأنه أداء الحجاج مناسكهم بسهولة ويسر وأمن وأمان، ليعودوا إلى بلادهم بحج مبرور وذنب مغفور.