السعوديات باليوم الوطني 92.. تمكين مستمر وأدوار جديدة
تحتفل السعوديات باليوم الوطني الـ92 للمملكة، وهن يستذكرن بامتنان وتقدير جهود القيادة في دعم وتمكين المرأة وتعزيز مكاسبها.
تزامنت احتفالات اليوم الوطني مع مشاركة مجندات سعوديات في أحد العروض العسكرية الخاصة باليوم الوطني في الرياض للمرة الأولى، إضافة إلى صدور أمر ملكي من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتعيين أول امرأة رئيسا لهيئة حقوق الإنسان السعودية.
يأتي هذا فيما كشفت الهيئة السعودية للفضاء، الخميس، اعتزامها إرسال أول رائدة سعودية للفضاء في 2023.
3 أحداث تؤكد مضي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز على درب الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود في دعم المرأة والثقة بها.
مكاسب وإنجازات عززت مكانة المرأة، وتم بموجبها منحها المزيد من الحقوق على طريق تحقيق المساواة بين الجنسين، الأمر الذي أتاح للمرأة لعب دور مهم في التنمية على طريق تحقيق رؤية 2030.
ويصادف اليوم الوطني السعودي، 23 سبتمبر/أيلول من كل عام، وهو اليوم الذي أعلن فيه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود توحيد البلاد تحت اسم "المملكة العربية السعودية" في شهر جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر/أيلول 1932.
ومنذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حظيت المرأة السعودية بالكثير من مظاهر التمكين والبناء حتى أصبحت شريكًا فاعلًا في رفعة الوطن ونمائه، وحققت نجاحات نوعية تباينت مجالاتها علميًا واقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا.
ظهر ذلك جليا في الآونة الأخيرة، من خلال دور المرأة السعودية في التصدي لجائحة كورونا، حيث كان لها دور فاعل في احتواء هذا المرض والتعامل مع الجائحة بكل اقتدار وتميز.
وتحتفل السعوديات، بتلك المناسبة الهامة، في وقت تؤكد فيه لغة الأرقام والحقائق والشهادات الدولية المتتالية أن المرأة السعودية تعيش مرحلة تمكين غير مسبوقة، وتحقق مكاسب وإنجازات متتالية، بدعم وتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي شجع السعوديات ورفع طموحهن لتحقيق المزيد من الإنجازات للنهوض بوطنهن، والالتحاق بمهن ومجالات جديدة كانت حكرا على الرجال.
مهن جديدة
أحدث تلك المهن، كشف عنها وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح بن ناصر الجاسر قبل أيام، حين أشار إلى أن قطار الحرمين ستقوده مواطنات مؤهلات تأهيلا كاملا لهذه المهمة خلال الأشهر القادمة.
وبين أن إسهام العنصر النسائي يتطور بشكل كبير، مشيراً إلى أن منظومة النقل يمتد دورها لتتجاوز المكونات الخاصة، ويمتد أثرها إلى تمكين القطاعات الأخرى عبر زيادة الكفاءة لتخدم الصناعة والسياحة والحج والعمرة، مما يجعلها تقوم بشراكات مع عدة جهات.
أيضا من المجالات الجديدة التي دخلتها المرأة، وحققت فيها نجاحا كبيرا خلال وقت قصير، مجال الضيافة والفندقة.
ولتعزيز النمو الاقتصادي للمملكة، فتح قطاع "الضيافة والفندقة"، التابع للجانب السياحي، المزيد من أبواب العمل للمرأة لتبدأ رحلة نجاح جديدة وتجربة رائدة وفريدة.
وخلال فترة قصيرة، استطاع عدد من الفتيات إبراز أسمائهن وتسطير قصص لافتة في القطاع رغم حداثته في سوق العمل.
وذكرت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمملكة في 30 أغسطس/آب الماضي، أن عدد النساء العاملات في مجال "الضيافة والفندقة" بلغ أكثر من 10 آلاف امرأة منهن 3000 في الرياض وحدها.
مناصب جديدة
أيضا شهدت الفترة القليلة الماضية سلسلة قرارات وإجراءات على طريق تمكين المرأة وتعبيراً عن ثقة القيادة السعودية في قدراتها لتولي المزيد من المهام.
أحدث تلك القرارات، حمله الأمر الملكي الذي أصدره العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس الخميس، بتعيين الدكتورة هلا بنت مزيد بن محمد التويجري رئيسة لهيئة حقوق الإنسان بمرتبة وزير لتكون أول امرأة سعودية تتولى هذا المنصب.
وكذلك في يوليو/تموز الماضي، بتعيين الشيهانة بنت صالح بن عبدالله العزاز نائباً للأمين العام لمجلس الوزراء بالمرتبة الممتازة، لتصبح بذلك أول امرأة سعودية تشغل ذلك المنصب الرفيع في المملكة.
الأوامر الملكية تضمنت –كذلك- تعيين الأميرة هيفاء بنت محمد بن سعود بن خالد آل سعود نائباً لوزير السياحة بالمرتبة الممتازة، لترتفع حصة المرأة في مثل تلك المناصب القيادية بالوزارات بعد تعيين إيمان بنت هباس بن سلطان المطيري نائباً لوزير التجارة بالمرتبة الممتازة في مايو/أيار 2021.
تأتي الأوامر الملكية بعد نحو شهر من تعيين شيلا بنت عذيب الرويلي يونيو/حزيران الماضي عضوا في مجلس إدارة البنك المركزي السعودي، لتكون أول امرأة تتولى منصبا كهذا، بعد أن صدرت موافقة العاهل السعودي على تعيين أعضاء "ساما" من غير موظفي الحكومة.
وتؤكد السعودية من خلال تلك القرارات أنها ماضية في تحقيق التمكين الفاعل والحقيقي للمرأة، وتمكينها من تأدية دورها في بناء الوطن بدعم ومساعدة تامة من أخيها المواطن السعودي دون تمييز أو تعطيل أو تحييد.
قرارات متواصلة ساهمت في تمكين المرأة من شغل المناصب العليا في المؤسسات الحكومية والجامعات وغيرها، وشغل وظائف قيادية وإشرافية في عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية، وارتفعت نسبة النساء في المناصب الإدارية العليا والمتوسطة من 28.6% في عام 2017 إلى 41.4% في الربع الأول من عام 2021م.
رؤية 2030
تلك المكاسب التي حققتها المرأة السعودية، من شأنها تشجيع المشاركة الكاملة للنساء في سوق العمل، ودخولهن إلى المزيد من الوظائف والمجالات التي كانت حكرا على الرجال، مما يرفع من نسبة النساء العاملات في المملكة، ويزيد من إسهاماتهن في تنمية مجتمعهن واقتصاد بلادهن، وإتاحة الفرص أمامهن ليكن شريكات حقيقيات فاعلات في بناء الوطن والتنمية، تحقيقا لرؤية 2030.
ووفقًا للأرقام التي أعلنها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في أبريل/نيسان 2021، زادت مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل في عام 2020، لتصل إلى 33.2%، بعد أن كانت 19.4% في عام 2017.
مكاسب تاريخية
تتوالى مكاسب المرأة السعودية ضمن برنامج التمكين الذي جرى بشكل متدرج منذ تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم عام 2015، ففي العام الأول من حكمه، أجريت انتخابات بلدية شاركت فيها المرأة كناخبة ومرشحة لأول مرة في تاريخ المملكة يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، مما توج بفوز 21 امرأة بمقاعد في انتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة.
كما بدأت السعوديات في قيادة السيارات منذ 24 يونيو/حزيران 2018، تنفيذاً لأمر تاريخي أصدره العاهل السعودي في 26 سبتمبر/أيلول 2017، يقضي بالسماح للمرأة باستصدار رخصة قيادة سيارة "وفق الضوابط الشرعية".
وفي 14 فبراير/شباط 2018 تم السماح للمرأة بالبدء بعملها التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة لموافقة ولي الأمر.
وترجمة لتوجهات القيادة السعودية بتمكين النساء في مختلف المجالات، تولت المرأة عددا من الوظائف كانت حكرا سابقا على الرجال في القطاعين الحكومي والخاص؛ أبرزها تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للسعودية لدى الولايات المتحدة في 23 فبراير/شباط 2019، لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب.
وفي محاولة من حكومة خادم الحرمين الشريفين لتوفير بيئة آمنة للمرأة، أصدر العاهل السعودي في 2018، قانونًا لمكافحة التحرش، مما شجع النساء على المشاركة بشكل أوسع وفتح مجالات لم تكن مفتوحة من قبل.
وخلال أكتوبر/تشرين الأول 2020، حققت المرأة السعودية 3 إنجازات ومكاسب تاريخية، بينها تقلد آمال يحيى المعلمي، منصب سفيرة لبلادها لدى النرويج لتصبح ثاني امرأة تشغل مثل هذا المنصب.
تعيين المعلمي جاء بعد يومين من إصدار الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمراً ملكياً بتعيين الدكتورة حنان بنت عبدالرحيم بن مطلق الأحمدي، مساعدًا لرئيس مجلس الشورى بالمرتبة الممتازة، لتكون أيضا أول امرأة تتولى المنصب.
وفي أبريل/نيسان 2021، عينت إيناس الشهوان سفيرة المملكة لدى السويد وأيسلندا، لتكون أول سيدة تشغل منصب سفير من داخل السلك الدبلوماسي، وثالث سفيرة في تاريخ السعودية.
وفي إطار الوظائف المهمة التي تقلدتها المرأة خلال الشهور القليلة الماضية، تم في نهاية يونيو/حزيران 2021 الكشف عن تعيين أول امرأة في الحرس الملكي السعودي، وبعدها بشهر شاركت المرأة ضمن قوى الأمن في تأمين الحجاج والمعتمرين للمرة الأولى.
وفي ظل الجهود القائمة لتمكين المرأة في شؤون الحرمين الشريفين، شهد شهر أغسطس/آب 2021 تعيين أول سيدتين مساعدتين للرئيس العام لشؤون الحرمين.
كما اتخذت المملكة عددا من التدابير الخاصة لتعجيل المساواة بين الرجل والمرأة في مختلف المجالات؛ فأطلقت مبادرة "تمكين المرأة" و"المنصة الوطنية للقيادات النسائية السعودية" بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وبرنامج "قرّة" لدعم خدمة ضيافة الأطفال للمرأة العاملة، وبرنامج "وصول" لدعم نقل المرأة العاملة.
ريادة دولية
الإصلاحات المتسارعة في ملف المرأة السعودية، أشاد بها البنك الدولي في تقرير "المرأة وأنشطة الأعمال والقانون للعامين 2020 و2021 على التوالي، والذي صنف المملكة من أكثر الدول على مستوى العالم في تطبيق الإصلاحات المتعلقة بالأنظمة واللوائح المرتبطة بالمرأة.
وقد حققت المملكة الدرجة الكاملة التي تبلغ (100) في خمسة مؤشرات، وهي: التنقّل، ومكان العمل، وريادة والأعمال، والتقاعد، والأجر.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4yNDQg
جزيرة ام اند امز